السعودية: «هيئة الاتصالات» تضغط على شركات الهاتف الجوال لوقف مجانية التجوال الدولي

طالبت بإخطار العملاء باستلام المكالمات خارج البلاد برسم «55 هللة» للدقيقة

TT

أفصحت مصادر عاملة في قطاع الاتصالات السعودي عن إلزام «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات» الشركات العاملة في القطاع بالوقف الفوري لمجانية التجوال الدولي، وإخطار عملاء الهاتف الجوال بتطبيق القرار الأخير واستلام المكالمات خارج المملكة برسم يبلغ 55 هللة للدقيقة.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الهيئة طالبت شركات الهاتف الجوال الثلاث بإيقاف خدمة استقبال المكالمات خارج المملكة مجانا بشكل فوري، مشيرة إلى أنها طالبت بإخطار العملاء من خلال رسائل نصية.

وأشارت المصادر إلى أن قرار الهيئة الأخير يأتي ضمن حماية المنافسة بين شركات الاتصالات، إضافة إلى ضبط السوق وإعطاء الفرص متساوية بين الشركات الثلاث.

وعلق حمود الغبيني نائب الرئيس للعلاقات العامة في شركة اتحاد اتصالات (موبايلي) على القرار، بأن شركته ستلتزم بأنظمة «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات»، مشيرا إلى أن أي قرار يصدر من الهيئة سيكون موقع تباحث بين «موبايلي» والهيئة، فيما يصب في النهاية في مصلحة البلاد والعميل بشكل أولي.

وازدادت مؤخرا المنافسة بين شركات الاتصالات للهاتف الجوال الثلاث في المملكة، وهي شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي»، وشركات اتحاد اتصالات (موبايلي)، وشركة الاتصالات المتنقلة (زين السعودية)، على جذب أكبر شريحة من العملاء من خلال عروض، وكانت عروض مجانية استقبال المكالمات في التجوال الدولي أحد المحاور القوية للمنافسة.

وكانت مصادر قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» في يناير (كانون الثاني) 2009، أن «هيئة الاتصالات السعودية» خاطبت شركات الهاتف الجوال بموافقتها على تقديم خدمة الشبكة الموحدة ولكن وفق 4 شروط.

ووفقا للمصادر، فإن الالتزام الأول يتضمن وضع مقابل مالي لا يقل عن 50 في المائة من سعر الاتصال الدولي (الذي يطبقه المشغل مقدم الخدمة) من السعودية يتحمله مستقبل المكالمات نظير استقباله المكالمات الدولية من السعودية أثناء تجواله في الشبكات التابعة للشبكة الواحدة أو الشبكات المشمولة في العروض المشابهة.

أما الالتزام الثاني تضمن وضع مقابل مالي لا يقل عن 50 في المائة من متوسط مجموع سعر الاتصال الدولي الأساسي من السعودية (الذي يطبقه المشغل - مقدّم العرض) وقت الذروة وخارجها، يتحمله مستقبل المكالمات نظير استقباله المكالمات الدولية أثناء تجواله في السعودية في الشبكات التابعة للشبكة الواحدة أو الشبكات المشمولة بالعروض المشابهة.

ولفتت المصادر إلى أن الالتزام الثالث يتمثل في إشعار المشتركين المتجولين على شبكاتهم بتكاليف استقبال المكالمات الدولية لهذه الخدمة، وإيضاح ذلك لهم بالوسائل المناسبة، بينما جاء الالتزام الرابع بما تقرره الهيئة وتصدره لاحقا من قرارات وضوابط إضافية لتنظيم خدمة الشبكة الواحدة والعروض المشابهة لها، وذلك لضمان تلبية جميع المتطلبات التنظيمية وما يستجد في هذا الشأن، وسط ضرورة تزويد الهيئة بتقارير دورية عما يتم.

ومعروف أن خدمة الشبكة الواحدة تمكّن الشركات المشغلة في أكثر من بلد من استخدام تقنياتها وحلولها الآلية والهندسية في ربط الشبكات مع بعضها، وبالتالي تخفيض تكلفة الاتصال واحتساب تكلفة الاتصال الدولي بنفس تكلفة الاتصال المحلي.

وبحسب المصادر نفسها، فإن إجمالي حجم إيرادات الاتصالات الدولية يتراوح وفقا للتقديرات بين 10 و15 مليار ريال (2.6 و4 مليارات دولار) سنويا.

ووفقا لنتائج شركات الاتصالات السعودية الأخيرة، فإن عدد المشتركين في خدمات الهاتف الجوال بلغ 44 مليون مشترك بنهاية عام 2009، في حين حققت شركتا «إس تي سي»، و«موبايلي»، أرباحا بلغت 13.8 مليار ريال (4 مليارات دولار)، في الوقت الذي سجلت في شركة واحدة «زين السعودية» خسارة بقيمة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، وذلك كونها لا تزال في بداية التشغيل.