الرباط تستعد لتصبح من أكبر عواصم المتوسط بإطلاق عملية تسويق الشطر الأول من مشروع «باب البحر»

أنجز بشراكة ما بين «نهر أبي رقراق» المغربية و«المعبر» الإماراتية بتكلفة مليار دولار

المشروع شيد على مساحة 540 ألف متر مربع، ويشمل 1700 وحدة سكنية، وفنادق، ومجموعة مكاتب («الشرق الأوسط»)
TT

انطلقت أمس عملية تسويق الشطر الأول من مشروع «باب البحر» الذي يعد أحد المشاريع الاقتصادية والسياحية الكبيرة ضمن مشروع تعمير ضفتي نهر أبي رقراق الذي يفصل مدينتي الرباط وسلا، أنجز المشروع الذي سيتم تسليمه العام المقبل، بشراكة ما بين وكالة «تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق» وهي مؤسسة حكومية تابعة لصندوق الإيداع والتدبير المغربي، وبين شركة «المعبر» الدولية للاستثمار الإماراتية، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليار دولار، وتبلغ نسبة مساهمة كل طرف في المشروع 50 في المائة، ويضم الشطر الأول من المشروع واجهة الميناء والواجهة النهرية المطلة على نهر أبي رقراق، وحي الفنون، وقد شيد على مساحة 540 ألف متر مربع، ويشمل 1700 وحدة سكنية، وفنادق، ومجموعة مكاتب ممتدة على مساحة 81 ألفا و600 متر مربع، ومحلات تجارية، إلى جانب فضاءات ترفيهية ومعارض فنية، وفي هذا السياق قال المغاري الصقل، مدير عام وكالة «تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق»، خلال مؤتمر صحافي عقد أول من أمس بالرباط، إنه بحكم الموقع الجغرافي للمشروع، الذي يطل على مآثر تاريخية تتمثل في قصبة الأوداية، وصومعة حسان، والمدينتين القديمتين للرباط وسلا، بالإضافة إلى الطبيعة الجيولوجية الصعبة للمنطقة التي حتمت وضع أساسات البناء على عمق 19 مترا، فإن تكلفة البناء ارتفعت بنسبة 35 في المائة مقارنة مع باقي المناطق المغربية، الأمر الذي سينعكس على سعر البيع، والذي حدد فيما بين 14 ألفا و27 ألف درهم للمتر المربع (الدولار يساوي نحو 8 دراهم)، وذلك حسب نوعية السكن المصنف ما بين المتوسط والفاخر، وتتراوح مساحة الشقق السكنية في المشروع ما بين 80 و250 مترا مربعا.

وأوضح الصقل أن عدد الطوابق في العمارات السكنية لن يتجاوز 4 طوابق، وذلك للحفاظ على انسجام المشروع مع محيطه البيئي المتميز، مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على امتلاك الشقق السكنية من طرف المغاربة والإماراتيين، والخليجيين بشكل عام، حيث «سنسعى لبناء مدينة حية للسكن والعيش وليس للاستثمار فقط» على حد قوله.

وقال الصقل إن مشروع تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، يعد أحد المشاريع الضخمة على الصعيد العالمي، ويهدف إلى جعل الرباط من أكبر العواصم على صعيد البحر الأبيض المتوسط، وقد خضع لدراسات كثيرة قبل البدء في تنفيذه، وتمت الاستعانة بمهندسين مغاربة، وبريطانيين معروفين بخبرتهم على المستوى العالمي، مؤكدا أن جميع المشاريع المواكبة لهذا المشروع كشبكة النقل الترامواي، وقنطرة مولاي الحسن ونفق الأوداية، تسير بوتيرة عادية كما كان مخططا لها، ولم تعرف أي تعثر، من جهته، قال يوسف النويس، العضو المنتدب لشركة «المعبر» الإماراتية، إن مناخ الاستثمار جيد جدا في المغرب، وإن الاستثمارات الإماراتية في البلد ليست أمرا جديدا بل تعود إلى عدة سنوات، ونفى النويس وجود أي مشكلات متعلقة بتمويل المشروع، مشيرا إلى أن كل البنوك مستعدة لتمويله لأنه مشروع ناجح وله مستقبل، وزاد قائلا، إن مشروع باب البحر سيكون جاهزا بـ4 مراحل في 2014، وسيتم البناء والبيع بالتدريج في مختلف المراحل، حيث تم حاليا استكمال نسبة 35 في المائة من الشطر الأول للمشروع، ونسبة 25 في المائة من مشروع مدينة الحرف والفنون، وأكد أن تسليم مفاتيح الشقق السكنية لأصحابها سيتم في العام المقبل، وفي منتصف السنة الحالية سيتم الشروع في بناء أول فندق من ضمن 3 فنادق سيتضمنها المشروع، واحد منها من فئة «بلاص»، مشيرا إلى أنه خلال الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن الشركات التي ستفوز بصفة تسيير هذه الفنادق.

وأشاد النويس بالمجهود الذي قامت به وكالة «تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق»، من أجل تهيئة البنية التحتية للموقع، وتنظيف مصب النهر الذي كان مطرحا للنفايات، و«منظره غير حضاري أبدا»، ويتضمن مشروع باب البحر كذلك إنجاز عدد من الأحياء ذات الإطلالات المختلفة سواء على المدينة العتيقة للرباط، أو الواجهة البحرية، وهي «حي الجواهر»، و«الحي المركزي»، و«حي الثقافة»، و«حي الجدار»، ومنطقة الخدمات، وروعي في تصميم البنايات في المشروع الجمع بين الطراز العربي الأندلسي والمعمار الحديث. يذكر أنه تم إطلاق مشروع «باب البحر» الذي تبلغ مساحته الإجمالية 70 هكتارا، في 12 مايو (أيار) من العام الماضي، بحضور الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبوظبي، وكانت وكالة «تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق» ومجموعة «المعبر الدولية للاستثمار»، قد وقعتا عقد شراكة لإنجاز المشروع في عام 2007، وذلك في إطار عقد الاتفاق الذي تم بين الطرفين في يوليو (تموز) 2006 برئاسة الملك محمد السادس، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.