الأمير خالد الفيصل: العالم اليوم يحتاج إلى المزيد من الاندماج والتعاون الاقتصادي

دشن منتدى جدة الاقتصادي أمس ودعا إلى واقعية توصياته وقابليتها للتطوير في إطار زمني معقول

الأمير خالد الفيصل يتصفح «الشرق الأوسط»خلال تدشين منتدى جدة الاقتصادي 2010 مساء أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن انعقاد المنتدى الاقتصادي في دورته العاشرة بجدة ما هو إلا تأكيد على عظم دور المملكة في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي ومعالجة الجوع والفقر وغيرها من الأمراض في المنطقة والعالم وذلك بفضل القيادة الحكيمة والرؤية الإنسانية بعيدة المدى لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في وقت أفرزت فيه الأزمة العالمية المزيد من تلك الحالات المأساوية.

وأضاف الفيصل، في كلمة له خلال تدشينه لمنتدى جدة الاقتصادي، أنه على مدى عقود طويلة ظلت المملكة شريكا فاعلا ومميزا في المشهد الاقتصادي العالمي، واكتسبت أهميتها عضوا في مجموعة العشرين على أساس مركزها المتقدم في قائمة المجموعة، من حيث إجمالي ناتجها الإجمالي عموما، ومن حيث موقعها في سوق النفط العالمية، وتأثيرها الإيجابي في تعافي الاقتصاد العالمي من أزمته الراهنة.

وأضاف «لا ينسى العالم أن المملكة طالما سعت إلى سياسة التعقل والاعتدال على المستويين العالمي والإقليمي، ويحسب لها أنها قوة الاعتدال في بحر تتلاطم فيه الأمواج، وأنه - على سبيل المثال – لولا مساعيها الحكيمة لمعالجة الارتفاع الحاد في أسعار النفط في 2008 لطال الضرر اقتصاد كل دول العالم، بما فيها دول النفط، بأكثر مما يعود عليها بالفائدة، وأشار إلى أن المملكة من أكبر المساهمين في المساعدات والإعانات الدولية، من خلال الصندوق السعودي للتنمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي للتنمية، والبنك الإسلامي الذي يتخذ من جدة مقرا له، إلى غير ذلك من النجدات التي تهرع بها في الأزمات وعلى النطاق العالمي دون تمييز».

ولفت أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن العالم اليوم يحتاج إلى المزيد من الاندماج والتعاون الاقتصادي وإلى قدر أقل من التناحر، مبينا أن التكامل والمنافسة الإيجابية هما جناحا طائر التقدم والازدهار لكل الإنسانية، وقال «الكل مدعو اليوم جنبا إلى جنب، من أجل تعافي الاقتصاد العالمي، واستقراره بما يحقق المنفعة لكل البشر».

وأكد في كلمته أن التنمية الاقتصادية هي التي تساعد الدول على مكافحة الفقر والبطالة وتخلق الفرص للشعوب وتحافظ على أمنها واستقرارها، موضحا أن التعليم هو الركيزة التي قامت عليها نهضة الدول وهو ما تحرص عليه السعودية، حيث تنفق أكثر من ربع دخلها في التعليم، وتطويره في كل مراحله، كون الشباب أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل، لذلك فإن التحدي الذي يواجه مشروع التنمية اليوم هو كيفية النجاح في تحويل الشباب إلى قوة معرفة وطاقة للتغيير للأفضل دائما.

ودعا إلى أن تكون توصيات المنتدى واقعية وقابلة للتطوير في إطار زمني معقول من أجل تعافي الاقتصاد العالمي ومساعدة الشعوب على تحقيق التنمية المستدامة.

إلى ذلك، قال صالح كامل، رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة، إن اللجنة المنظمة عملت على اختيار موضوع الأزمة المالية العالمية، وذلك لما فيه من حضور أكثر اليوم، حيث سيبحث المنتدى حلولا للمساهمة في علاج تداعيات الأزمة المالية العالمية.

وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول تاريخ منتدى جدة الاقتصادي، ومن ثم تحدث عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، والمنظم للمنتدى، تبعه رجل الأعمال السعودي صالح كامل رئيس مجلس غرفة جدة ورئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، كما شهد حفل الافتتاح كلمة ترحيبية من عبد الله زينل وزير التجارة والصناعة في المملكة.

ويناقش خبراء واقتصاديون دوليون مختلف التحولات الاقتصادية، ووضع الاقتصاد العالمي حتى العام 2020، إضافة إلى مناقشة وضع اقتصاد منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وما هي إبعاد الأزمة الاقتصادية العالمية على العالم بأسره.