قطاع الاتصالات السعودي على صفيح ساخن بتلويح «زين» باللجوء إلى القضاء ضد جهاز حكومي

البراك يفصح عن المطالبة بحقوق «الشبكة الموحدة» ويكشف عن دراسة رسملة القروض وتأكيد الوفاء بالالتزامات المالية

الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لـ«زين السعودية» يعلن عن التوجه للقضاء للمطالبة بحقوق التضرر من عدم الالتزام بنقل الأرقام بين المشغلين (تصوير: خالد الخميس)
TT

تصاعدت وتيرة التوتر في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي أمس، حينما أعلنت شركة «زين السعودية» عن توجهها للقضاء للمطالبة بحقوقها من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في التضرر من عدم الاستفادة من «الشبكة الموحدة» التابعة لها، وكذلك في حال عدم الالتزام بموعد نقل الأرقام المتفق عليه بين الشركات المحلية المقدمة لخدمات الجوال خلال الأسبوع المقبل.

وكانت سوق الاتصالات السعودية قد شهدت خلال الفترة الماضية توترا وتباينا في التطبيق حول استخدام التجوال الدولي، وكذلك فيما يخص قرار نقل الأرقام بين شركات النقال، التي ستطبق بعد أيام، حيث شددت الهيئة على ضرورة الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه، في وقت اعتبرت الرقم من حق العميل مع إمكانية تغيير المشغل.

وفاجأ أمس، الدكتور سعد البراك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «زين السعودية»، المراقبين بأن شركته ربما تلجأ إلى القضاء للمطالبة بحقوقها من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، في حال عدم التزام الشركات المشغلة لخدمات الجوال بنقل الأرقام، وكذلك عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في تطبيق ما يخص التجوال الدولي.

وأبان البراك أن الشركة ملتزمة بقرارات هيئة الاتصالات السعودية، حيث تم عقد اتفاق مسبق بين الهيئة وشركات الاتصالات المشغلة في المملكة فيما يتعلق باستقبال المكالمات في الشبكة الموحدة، إلى جانب تطبيق خدمة نقل الأرقام بين المشغلين بحد أقصى 25 من الشهر الحالي، مضيفا: «أتوقع من الهيئة تطبيق الاتفاق لثقتي في القائمين عليها».

وكان الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجعفري محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات اعترف مؤخرا بأن الشركات الثلاث العاملة في نشاط الهاتف المتحرك وافقت ووقعت على الالتزام بنقل الأرقام في الوقت المحدد، مؤكدا في تصريحات إعلامية أطلقها أول من أمس أنه تمت المصادقة على تواقيع الشركات الثلاث.

وأشار إلى أن السعودية ليست الوحيدة المتحفظة فيما يخص «الشبكة الموحدة» بل هناك دول عربية أخرى، كالأردن، ملمحا إلى وجود إشكاليات أمنية، بالدرجة الأولى، وأضرار، إضافة إلى وجود سلبيات تضر بالاقتصاد الوطني.

وبين البراك أن الشركة استكملت عمليات التمويل الخاصة بها، بل تدرس حاليا تحويل القرض إلى زيادة رأس المال عن طريق إصدار أسهم، بهدف تعزيز وضع الشركة وقدراتها المالية، مرجحا أن يتم ذلك نهاية العام بعد أخذ الموافقات النظامية.

وأوضح العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «زين السعودية» أن القرض الذي سيتم تحويله إلى زيادة رأس المال يتجاوز ملياري ريال، وسط رغبة الشركة عبر إجراء الرسملة في إعطاء الفرصة لباقي المساهمين للمشاركة في إصدار الأسهم.

وأضاف البراك خلال المؤتمر الصحافي أن شركته نجحت في تحقيق منجزات متتالية خلال الفترة القصيرة من دخولها في السوق السعودية، موضحا أن عدد المشتركين في «زين السعودية» بلغ 6 ملايين عميل في نهاية عام 2009، مما أتاح لها الحصول على نسبة ممتازة من الحصة السوقية، بلغت 18 في المائة، وذلك عقب 16 شهرا من انطلاق عملياتها في المملكة.

وزاد البراك في تصريحاته أمس، أن «زين السعودية» حققت إيرادات إجمالية تجاوزت 3 مليارات ريال خلال عام 2009، الأمر الذي مكنها من تبوء مكانة متقدمة بين أكثر شركات الاتصالات نجاحا في العالم.

وأفاد الرئيس التنفيذي لـ«زين السعودية» أن الشركة عقدت اتفاقيات تجوال دولي مع أكثر من 300 مشغّل حول العالم، وأنها أول شركة اتصالات في المملكة تنفذ وتنجز نظم وإدارة الجودة، ونظم وإدارة أمن المعلومات، مما أهلها للحصول على شهادتي آيزو في هذين المجالين.

وتطرق البراك إلى العروض التجارية التي تم إنجازها في العام المنصرم 2009، والتي بدأت بطرح عرض نهاية الأسبوع، الذي يقدم رصيدا مضاعفا لما ينفقه العميل خلال عطلة نهاية الأسبوع، مرورا بباقة قطاع الأعمال، ووقت زين، إطلاق الإنترنت المتنقل، إطلاق خدمة البلاك بيري، ثم العرض الدولي، وانتهاء بعرض البرودباند اليومي، الذي يطرح للمرة الأولى في المملكة.

وتحدث البراك عن رعاية «زين السعودية» للدوري السعودي للمحترفين، وحصولها على جائزة المشغل الأسرع انتشارا ونموا في بناء قاعدة عملاء خدمة البلاك بيري في الشرق الأوسط، وجائزة أفضل موقع سعودي على الإنترنت.

وحول النتائج المالية لـ«زين السعودية»، قال البراك: «إن الشركة نجحت في إعادة تمويل اتفاقية المرابحة القائمة حاليا لمدة 24 شهرا أخرى، حيث تم ذلك في خضم الظروف المالية الصعبة للغاية التي اكتنفت الأسواق آنذاك»، موضحا أن الإيرادات الإجمالية ارتفعت خلال العام، حيث تجاوزت 3 مليارات ريال في نهاية عام 2009، نتيجة للإطلاق الناجح للخدمات والمنتجات، علاوة على الارتفاع الكبير في عدد المشركين في كل من الشرائح مسبقة الدفع والشرائح المفوترة.

وبين البراك ارتفاع الهامش الإجمالي إلى 28 في المائة، نتيجة لإطلاق الكثير من المنتجات عالية الهامش - الباقة الدولية، وباقة 10 على 10 - بالإضافة إلى الاستثمارات المستمرة في بناء الشبكة، مما أدى إلى تقوية التغطية ورفعها لتشمل أكثر من 83 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان في المملكة، مما أدى إلى تخفيض تكاليف التجوال المحلي (تغطية 353 مدينة و38 طريقا رئيسيا بخدمات الاتصال الصوتي).