شراكة سعودية يابانية تضخ 350 مليون دولار في تحلية المياه

«أكوا القابضة» و«تويوبو» تستثمران في صناعة أغشية التناضح العكسي

TT

دخلت السعودية أمس من خلال القطاع الخاص في شراكة استراتيجية جديدة طويلة المدى مع اليابان، تتركز على صناعة أغشية التناضح العكسي، التي تدخل في تحلية المياه، وتضم الشراكة الجديدة مجموعة «أكوا القابضة» السعودية، و«تويوبو» اليابانية، في وقت توقع مسؤولو الشركتين أن يبلغ الاستثمار في الشركة السعودية اليابانية التي أطلق عليها اسم «الشركة العربية اليابانية لتصنيع أغشية التناضح العكسي لمياه التحلية» نحو 1.320 مليار ريال (350 مليون دولار) خلال العقد المقبل، تشمل مرافق التصنيع الرئيسية في محافظة رابغ (غرب السعودية) ومكاتب مبيعات في العاصمة الرياض.

واعتبر المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء السعودي تصنيع تلك التقنيات في بلاده، مواجها لأزمة المياه التي تعاني منها السعودية بشكل خاص، والعالم بشكل عام.

وأكد الوزير السعودي على هامش توقيع عقد الشراكة ما بين المستثمرين السعوديين واليابانيين أهمية صناعة تحلية المياه، التي رأى أنها تأتي ثالثا من حيث الصناعات، بعد صناعة النفط وصناعة الطاقة الكهربائية.

وتوقع الحصين أن تتبوأ صناعة تحلية المياه المركز الأول خلال السنوات المقبلة، رابطا توقعاته تلك بسوء وضع العالم أجمع خلال القرن الحادي والعشرين فيما يتعلق بالمياه، مقدرا نسبة بلوغ النمو في تلك الصناعة بقرابة 20 في المائة بشكل سنوي.

وقال الحصين: «المملكة من أكبر مستخدمي تحلية المياه على مستوى العالم، وتشكل حاجتها من 60 إلى 70 في المائة من حجم الطلب العالمي على تحلية المياه، وهذا يؤكد أن تجد تلك الصناعة نموا مضطردا، يمكن أن تصبح منافسا للصناعات الأخرى التي تقوم عليها اقتصادات الدول».

واعتبر الوزير الحصين وجود مثل هذا النوع من الصناعة في الداخل، أي صناعة الأغشية تلك، مخفضا تكلفة إقامة مشاريع محطات التحلية في بلاده، التي تبلغ أكثر من 10 محطات رئيسية، تغذي المملكة بشكل عام بالمياه المحلاة، وهو ما قاد إلى أن تكون السعودية في مقدمة دول العالم من حيث الحاجة للمياه.

ونفى المهندس الحصين بعض الأنباء التي احتوتها بعض الدراسات، التي وصفها بـ«غير المنطقية وغير المستندة على أمور علمية» على تأكيدات بوجود علاقة بين الأوزون الذي يستخدم في تحلية المياه وأمراض السرطان، وقال: «لي أكثر من 25 عاما أعمل معاصرا للمياه وأبحاثها، ولم أسمع بتلك الدراسات، التي لا تستند على بحوث علمية»، معتبرا جميع ما يوزع من مياه في بلاده صالحا للشرب، إنما يأتي عدم تنظيف خزانات وحاويات المياه بشكل دوري في محل السبب الرئيسي في تلوثها.

من جانبه، أكد ساكاموتو الرئيس التنفيذي لشركة «تويوبو» اليابانية، العمل على تطوير أعمال التقنية الحديثة التي تعمل وفقا لتغيرات المناخ، مقدرا مبيعات شركته بنحو 4.1 مليار دولار سنويا، معتبرا السوق السعودية مجالا واعدا لتنامي أرباح الشركات التي اتجهت للاستثمار على أراضيها خلال الأعوام الماضية.

من جانبه، أفصح محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة شركة «أكوا القابضة» عن استفادة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ما ستنتجه الشركة، رابطا ذلك بالبنية التحتية التي تتمتع بها بلاده من حيث توجه الشركات الأجنبية للاستثمار على أراضيها، وما حققته من قفزات في مجال الصناعة بعدة فروع.