منتدى جدة الاقتصادي يسدل ستاره بعد تنوع فكري اقتصادي من خلال 9 جلسات

جامعة الملك عبد الله تعلن عن عقد تجمع علمي تكنولوجي مطلع 2011

TT

يتكئ الدكتور إيكارت وورتس الخبير الاقتصادي و«مايسترو» منتدى جدة الاقتصادي 2010، على كرسيه، يدون وقائع الجلسة التاسعة والأخيرة للمنتدى الذي انطلق السبت 13 فبراير (شباط) وانتهى أمس، وشهد خلالها تنوعا فكريا في بحث القضايا من كل حدب وصوب. وكان الدكتور وورتس يتابع منذ انطلاق المنتدى جميع الجلسات، ويستخلص النسخة الأولية التي تُوزع على وسائل الإعلام والمختصين الذين يعكفون على إعلان التوصيات، إذ ستجتمع لجنة متخصصة تتولى مهمة إعلانها. يقول الخبير الاقتصادي: «شهدت جلسات المنتدى التسع تنوعا واتساقا في نوعية النقاشات، واختلاف مراكز المتحدثين وشمولهم الجوانب المتعلقة بكل جلسة»، وأضاف: «إن تخصص المتحدثين يضفي تعمقا أوسع بالنسبة للمادة العلمية، سيما أن المتحدثين قدموا عقب تجربة واسعة في مجالاتهم».

وفي الوقت ذاته كشفت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عن عزمها عقد تجمع عالمي مختص بالعلوم والتكنولوجيا مطلع 2011 المقبل، مشيرة إلى أن المنتدى يهدف إلى تعزيز الابتكارات العلمية والتقنية، ويحقق التعاون بين الثقافات.

وقال الدكتور تشون فونغ شيه رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إن المنتدى يسهم في الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ويشارك في تنظيمه والاستفادة من مخرجاته كل سكان العالم.

وبين رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أن الجامعة تعكف على 70 مشروعا يتناولها أفضل المتخصصين، تهدف جميعها إلى التنمية المستدامة في شتى المجالات وتولي أهمية للطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية.

وأضاف فونغ شيه الذي كان يتحدث خلال جلسة عن «التعليم» في منتدى جدة الاقتصادي، أن من بين هذه المشروعات مشروعا للماء، حيث يوجد في الجامعة مركزان لتكنولوجيا تحلية المياه، وتهدف إلى تنقية وتدوير ماء البحر لتوفير الماء والغذاء، إضافة إلى مركز لبحوث الجينوم، لافتا إلى أن الجامعة تهدف إلى تحويل الصحراء إلى أرض زراعية، وأن الجامعة تحمل رسالة لتحفيز التنوع الاقتصادي من خلال 21 بحثا في هذا المجال. وقدمت بداية الجلسة الدكتورة أسمى صديقي الأكاديمية بجامعة عفت أهمية العلوم والتكنولوجيا وكيفية الاستفادة منها في جميع مناحي الحياة ولا سيما في مجال التنمية المستدامة التي ستعتمد كثيرا على تكنولوجيا المعلومات.

وأوضحت أن الدول المتقدمة هي المستفيد الأول من التقدم العلمي والتكنولوجي، حيث تحقق استفادة اقتصادية وعلمية واجتماعية كبيرة، أما الدول النامية فلا بد أن تصلح هياكلها وقدراتها المؤسساتية والتشريعية للحاق بركب التطور العلمي والتكنولوجي، أما الدول الفقيرة وغير المستقرة سياسيا فلن تنال حظا من التكنولوجيا الحديثة.

من جهته، ذكر الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، أن المملكة أصبحت في مصاف الدول المتقدمة تقنيا، وعقب 15 عاما، ستعمل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على تنفيذ المرحلة الأولى من أربع مراحل.

وقال: «بحلول 2025، ستنتهي المرحلة الرابعة من الخطة التقنية الاستراتيجية التي شرعت في تنفيذها المدينة منذ 2007»، مشيرا إلى أن بلاده خصصت 2 في المائة من الناتج الوطني لتنفيذ هذه الخطط.

وأكد الأمير تركي بن سعود أن الخطة تحوي ثمانية برامج رئيسية شملت تحديد أولويات البحث بتكلفة تبلغ نحو 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار)، وأضاف: «نتطلع إلى مضاعفة هذا التمويل في المستقبل».

وأوضح نائب الرئيس لمعاهد البحوث في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تحفز مراكز البحث العلمي على البرامج التطبيقية المستخدمة في الصناعة وبرامج أخرى في تنمية المنتجات، فضلا عن برامج تطوير الأعمال الصغيرة والمتوسطة لتنمية المشاريع والعمالة الوطنية.

وتطرقت الجلسة إلى أهمية الدور الذي تضطلع به مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وسلطت الضوء على خطط وبرامج المدينة للسنوات العشرين المقبلة.

وتناولت الجلسة واقع ومستقبل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مستوى المملكة والعالم، راسمة ملامح التطور المستقبلي لقطاع الاتصالات خصوصا في مجال الإنترنت فائق السرعة، حيث كشف سامي البشير المرشد، مدير مجلس إدارة تطوير الاتصالات في الاتحاد العالمي للاتصالات، عن تحقيق قفزة هائلة في مجال الاتصالات وخدمات الهاتف الجوال في السنوات العشر الأخيرة بنسبة 50 في المائة في دول الخليج، و100 في المائة في السعودية. وقال: «حققت الدول المتوسطة في المنطقة تقدما كبيرا في المجال نفسه، ومنها مصر وسورية»، وأشار إلى وجود مساعدات للدول غير المدعومة تقنيا لتطوير منظومة الاتصالات لديها، لتتمكن من تنمية القطاعات المستفيدة من التقنية وهي «التعليم، والصحة، والبيئة، والاقتصاد».

وأوضح البشير: «لا بد من مشاركة الحكومات لتحقيق النمو المطلوب في مجال الاتصالات»، مدللا بما حصل في استراليا، وكوريا الجنوبية ودول الاتحاد الأوروبي وأميركا، خصوصا في مجال الإنترنت السريع، معتبرا إياه تكنولوجيا تقنيات المستقبل. وأوضح البشير أن اتحاد الاتصالات يهدف إلى إيصال خدمات الإنترنت إلى المناطق الريفية والمهمشة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020.