في إشارة لافتة تتزامن مع الانفراج السياسي المتنامي، يشارك لبنان بكثافة في مؤتمر اقتصادي عربي تستضيفه دمشق أوائل الشهر المقبل. حيث زاد عدد المشاركين المسجلين، حتى الآن، على الخمسين من رؤساء وممثلي الهيئات الاقتصادية إضافة إلى مجموعة من رجال الأعمال الذين يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية من تجارية وصناعية وخدماتية ومصرفية وسواها.
ويعقد المؤتمر الثالث عشر لرجال الأعمال والمستثمرين العرب يومي 3 و4 مارس (آذار) المقبل في قصر المؤتمرات بدمشق برعاية الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، تحت شعار «الاستثمار في سورية» بتنظيم مشترك من الاتحاد العام للغرف العربية، وجامعة الدول العربية، والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار، واتحاد غرف التجارة السورية.
واعتبر وزير الدولة اللبناني، رئيس الاتحاد العام للغرف العربية عدنان القصار أن «انعقاد هذه التظاهرة الاقتصادية العربية الجامعة في سورية يأتي في ضوء النقلة النوعية الاقتصادية الكبرى التي يحققها هذا البلد، المتمثلة في تحقيق معدلات نمو مرتفعة وتواصل عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أسس ثابتة ومتطورة، واستقطاب الاستثمارات العربية والأجنبية إلى القطاعات الإنتاجية والخدمية، والتطور اللافت في القطاع المصرفي والمالي المحلي في ظل الدخول المتواصل لمصارف عربية إلى السوق المصرفية السورية. وإننا نتطلع بثقة إلى المشاركة اللبنانية الواسعة التي تعكس مدى عمق العلاقات الاقتصادية اللبنانية السورية وتؤسس لانفتاح جديد في هذه العلاقات».
وأضاف في تصريح له أمس أن «التطورات الاقتصادية الإيجابية الحاصلة في الاقتصاد السوري إنما هي نتيجة عملية الإصلاح والتطوير الاقتصادي الشامل الذي تتبناه السلطات السورية، التي تؤدي إلى زيادة دور القطاع الخاص في عملية النمو والتنمية، والشراكة الاستراتيجية المتنامية بين القطاعين العام والخاص في تطوير الاقتصاد السوري. ولا شك أن التطورات التشريعية الجديدة والقوانين الصادرة حديثا المرتبطة بقطاع المصارف وقطاع الكهرباء وقطاع الهاتف الجوال وغيرها سيكون لها أكبر الأثر في تسريع عملية النمو والتنمية في سورية خلال السنوات المقبلة».
وقد تأكد، وفق بيان للأمانة العامة لاتحاد الغرف العربية، مشاركة كثير من المسؤولين الرسميين العرب، والقيادات وإدارات الغرف العربية والغرف العربية الأجنبية المشتركة، ورجال الأعمال والمستثمرين، ورؤساء المنظمات والاتحادات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ورؤساء الشركات الاستثمارية والمصرفية، ورؤساء بنوك التنمية وصناديق التمويل والإنماء، ورؤساء هيئات تشجيع الاستثمار، وخبراء اقتصاديين من مختلف الدول العربية ومن عدة دول أجنبية.
كما يشارك في أعمال هذا المؤتمر عدد كبير من الوزراء والمسؤولين السوريين الذين سوف يطرحون مشروعات استثمارية لرجال الأعمال والمستثمرين العرب. وسيتخلل المؤتمر لقاءات عمل خاصة بين رجال الأعمال والمستثمرين العرب والسوريين لبلورة فرص أعمال مشتركة في سورية وفي العالم العربي.