نائب رئيس «آياتا»: شركات الطيران العربية لم تتأثر بالأزمة المالية كنظيرتها العالمية

قال لـ «الشرق الأوسط»:11 مليار دولار خسائر صناعة النقل الجوي في العالم العام الماضي

من المتوقع أن يصل مجمل الخسائر التراكمية لصناعة النقل الجوي خلال العقد الماضي إلى 50 مليار دولار (رويترز)
TT

أعلن نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجدي صبري، أن حجم الخسائر التي منيت بها صناعة النقل الجوي في العالم خلال العالم الماضي 2009 بلغت 11 مليار دولار.

وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر السنوي السادس والأربعين لشركة «الملكية الأردنية للطيران»، الذي بدأ أعماله أمس «السبت»، أنه من المتوقع أن تصل خسائر شركات الطيران في العالم إلى 6.5 مليار دولار.

وقال صبري إن الشركات العربية كان وضعها أفضل بكثير من الشركات العالمية، حيث زادت حركة نقل الركاب في المنطقة العربية في عام 2009 بنسبة 11.2 في المائة مقابل انخفاض في سائر أنحاء العالم بنسبة 3.5 في المائة خلال الفترة محل القياس.

وأرجع صبري هذه الزيادة التي حققتها الشركات العربية إلى عدة عوامل، في مقدمتها أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر بشكل كبير في الدول العربية مثل باقي مناطق العالم الأخرى، كما لم تتأثر حركة الركاب بالمنطقة؛ نظرا لتقديم شركات الطيران العربية خدمات وبنية تحتية على مستوى راق، كما تم إنشاء العديد من المطارات على مستوى العالم، فضلا عن استطاعتها الاستحواذ على شريحة أكبر لنقل الركاب في أوروبا والشرق الأقصى مما مكنها من الحصول على نسبة كبيرة من حركة نقل الركاب في العالم.

من جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة «الخطوط الجوية الملكية الأردنية» ناصر اللوزي، إن «الملكية الأردنية» سجلت خلال عام 2009 الماضي أرباحا صافية أكثر من 28 مليون دينار؛ أي ما يعادل 40.5 مليون دولار، وإيرادات مالية تتجاوز 803 ملايين دولار، بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها، وأبرزها: الركود الاقتصادي العالمي، وتراجع حركة السياحة والسفر والشحن الجوي، والمنافسة الشديدة، وعدم استقرار أسعار الوقود.

وأضاف اللوزي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر السنوي السادس والأربعين لـ«الملكية الأردنية» الذي بدأ أعماله السبت بعمان: «إن الشركة استطاعت تحقيق هذه النتائج في عام صعب يتنبأ فيه الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» أن تعلن شركات الطيران العالمية عن خسائر تزيد على 11 مليار دولار، فيما يتوقع أن يصل مجمل الخسائر التراكمية لصناعة النقل الجوي خلال العقد الماضي إلى 50 مليار دولار».

واعتبر أن العمل الجاد من قبل إدارة وموظفي الشركة والتخطيط الاستراتيجي والمنافسة العادلة، هي السبل التي ساعدت الشركة على تخطي تحديات المرحلة والانطلاق نحو المستقبل بمزيد من الثقة والتركيز على تحقيق الأهداف المرسومة، لافتا إلى أن مجلس إدارة الشركة وافق خلال الأسبوع الماضي على جملة من القرارات الهادفة إلى النهوض بالشركة عموما وتقوية مركزها التنافسي.

ودعا اللوزي المشاركين في المؤتمر إلى استثمار النجاح الذي تواصل الشركة تحقيقه من خلال زيادة إنتاجية الموظف، وتقليل التكاليف، والاستمرار في تحديث الأنظمة المعلوماتية، وتحسين الخدمات، وفتح آفاق جديدة للشركة من خلال استثمار عضوية الشركة في تحالف «ون ورلد»(oneworld) العالمي، مؤكدا ثقته بإدارة الشركة والعاملين فيها على تحقيق أهداف وطموحات «الملكية الأردنية» العليا.

ومن ناحيته، استعرض المدير العام الرئيس التنفيذي لـ«الملكية الأردنية» حسين الدباس، في كلمته التطورات التي شهدتها الشركة خلال السنوات الخمس الماضية على صعيد الأسطول وشبكة الخطوط والخدمات الأرضية والجوية وتقنية المعلومات والموارد البشرية، بالإضافة إلى المؤشرات التشغيلية التي سجلتها «الملكية الأردنية» العام الماضي.

وأشار إلى أن الشركة اعتمدت في التوصل إلى تحقيق تلك التطورات على مواردها البشرية من خلال التدريب الفني والإداري، وتحسين المهارات العملية وبيئة العمل والخدمات المنافسة، وتبسيط إجراءات السفر على الأرض وفي الجو.

وأكد الدباس أن «الملكية الأردنية» تُعتبَر مثالا حيا للتغيير الإيجابي الذي قاد الشركة إلى التميز في أساليب وإجراءات العمل والخدمات وتبوُّء مكانة تنافسية رفيعة بين شركات الطيران الإقليمية والعالمية، لافتا إلى أن «الملكية الأردنية» كانت شركة الطيران العربية الأولى التي استطاعت الانضمام إلى أحد التحالفات الكونية الثلاثة.

وقال إن «الملكية الأردنية» تستحوذ على ما نسبته 60 في المائة من سوق السفر المحلية، التي تعمل فيها 31 شركة طيران أجنبية، موضحا أنها حققت ذلك من خلال إدخال طائرات حديثة تتمتع بمواصفات عالية من حيث مستوى الراحة ووسائل الترفيه، بالإضافة إلى الامتيازات التي حصلت عليها لقاء عضويتها في تحالف «ون وورلد» (oneworld) العالمي، فضلا عن السمعة الطيبة التي تتمتع بها في الأردن والعالم.

وأعلن أن الشركة ستشغل خلال العام الحالي خطا جويا منتظما ومباشرا إلى المدينة المنورة وستستأنف رحلاتها إلى كوالالمبور عبر بانكوك، كما ستدخل طائرتان حديثتان من طراز «إيرباص 330» لخدمة خطوط الشركة إلى الشرق الأقصى ولندن، وطائرة حديثة من طراز «أمبرير 175» لخدمة الشبكة الإقليمية كما ستعمل على تحديث طائرات الـ«إيرباص 340» من حيث المقاعد ووسائل الترفيه.

ولفت إلى أنه من بين الخطط التي ستطبقها الشركة في الأعوام الثلاثة المقبلة استبدال طائرة حديثة الصنع بأربع طائرات من طراز «إيرباص 320» وطائرتي «إيرباص 321» خلال عامي 2011 و2012، بالإضافة إلى التحضير لاستقبال 11 طائرة حديثة الصنع من طراز «بوينج 787» بدءا من عام 2013 .

ويناقش المؤتمر على مدى يومين الخطتين التسويقية والتشغيلية للشركة عام 2010 وتقييم أداء المحطات الخارجية خلال العام الماضي والاتفاق على أفضل السبل الكفيلة بتعزيز مركز «الملكية الأردنية» التنافسي في الأسواق العالمية وكيفية مواجهة التحديات العالمية، والتي تأتي الأزمة الاقتصادية والمنافسة الشديدة في مقدمتها.

كما يبحث مديرو مناطق ومحطات شركة «الملكية الأردنية للطيران» في الخارج مع مسؤولي دوائر الشركة، كيفية إسهام مختلف أطراف المنظومة الإنتاجية في إيجاد الحلول والاقتراحات التي تدعم خطط الشركة الاستراتيجية لزيادة مبيعاتها وفتح أسواق واعدة وملائمة لطبيعة شبكة «الملكية الأردنية» وأسطولها الجوي.