أعلنت قطر أمس أنها ستنشئ شبكة عملاقة من القطارات التي ستقام فوق الأرض للمسافات الطويلة، وشبكة أخرى من المترو ستتكون من أربعة خطوط معظمها تحت الأرض، وستبلغ التكلفة الإجمالية للمشروعين، اللذين سيصل طولهما الإجمالي نحو 700 كيلومتر وتشرف على تنفيذه شركة «الديار» العقارية، 133.5 مليار ريال قطري (36.7 مليار دولار أميركي)، على أن يبدأ العمل الفعلي في الإنشاءات الخاصة بالمشروعين عام 2012.
وبحسب تفاصيل المشروعين اللذين تم الكشف عنهما أمس، بحضور ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ جاسم بن حمد، فسوف تبلغ المسافات التي تغطيها شبكة قطارات المسافات الطويلة 345 كيلومترا فوق الأرض، ليتم بذلك تغطية معظم المناطق الحيوية في قطر، وربطها بعضها ببعض، بالإضافة إلى ربط تلك الشبكة بشبكة قطارات دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بحلول عام 2017، حيث يتم استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل تلك الشبكة. وتبلغ السرعة المتوقعة من 220 كم في الساعة إلى 350 كم في الساعة لقطارات الركاب، و120 كم في الساعة لقطارات نقل البضائع، التي سوف تربط المناطق الاقتصادية المختلفة بقطر بعضها ببعض. أما شبكة المترو المزمع تنفيذها فإنها تتكون من أربعة خطوط معظمها تحت الأرض بطول 354 كيلومترا، تربط مدينة الدوحة بجميع المدن الرئيسية. وتقدر سرعة قطارات المترو المتوقعة 80 كم في الساعة داخل المدن و160 كم في الساعة خارج المدن. وستبلغ التكلفة الإجمالية التقديرية للمشروع 133 مليارا و500 مليون ريال قطري (63.7 مليار دولار أميركي)، فيما تقدر الفترة الزمنية للانتهاء من جميع مراحل المشروع بنحو 16 عاما، ما بين 2010 و2026، علما بأن بدء تنفيذ أعمال الإنشاءات لتلك الشبكة سيتم بحلول عام 2012. وتقول السلطات القطرية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية، إنه يجري التنسيق حاليا مع جميع الجهات المعنية في البلاد لتسليم مراحل المشروع، ومن أهمها الخطوط التي سوف تصل إلى الملاعب المقترحة بملف دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وذلك لتلافي أي تعارض قد يطرأ مع المشروعات القائمة المستقبلية وبطريقة تسمح بالحد من الإعاقة المرورية، التي يمكن أن تنشأ أثناء تنفيذ تلك المشروعات، وبحسب المصادر القطرية فقد تم التأكيد على مدى الاستفادة من تنفيذ هذه الشبكات لمواكبة التطور العمراني والصناعي الحالي والمستقبلي الذي تشهده قطر.
يذكر أن هذين المشروعين كانا قد عرضا على أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أول من أمس، في مكتبه بالديوان الأميري، مع مجموعة من العروض التفصيلية للمشروعات الكبرى الحالية والمستقبلية المتعلقة بالبنية الأساسية لقطر. وقد وجه الشيخ حمد بن خليفة بأهمية الوقوف على العقبات التي تواجه تلك المشروعات والعمل على إيجاد الحلول الملائمة للتغلب عليها في أسرع وقت ممكن، كما وجه بعرض الموضوع على ولي العهد، وكذلك عرضه على مجلس الشورى والمجلس البلدي، وأن تعتمد خطط المشروعات من مجلس الوزراء.
وضمن مشروعات البنية التحتية، التي تسعى قطر إلى إقامتها في البلاد، تضمن العرض الذي شهده ولي عهد قطر أمس، أبرز المشروعات الحالية المتعلقة بمشروعات الأنابيب الرئيسية ذات الأقطار الكبيرة وإنشاء شبكات الصرف الصحي في وسط الدوحة والمناطق المختلفة في الدولة، وكذلك مشروع إعادة تأهيل 20 محطة ضخ قائمة حاليا في العاصمة الدوحة والوكرة. ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروعات 70 مليار ريال قطري (19.2 مليار دولار أميركي). ومن المقرر أن يتم الانتهاء من هذه المشروعات خلال فترة تتراوح بين 5 و8 أعوام. وكانت قطر قد وقعت الشهر الماضي، عقدا مع شركة «القطارات الألمانية» (Deutsche Bahn) بقيمة 17 مليار يورو تقوم بمقتضاه الشركة الألمانية بتأسيس شركة قطارات وطنية في قطر وتنشئ مترو في مدينة الدوحة وضواحيها بالإضافة إلى قطار يربط المدن القطرية بعضها ببعض، وقطار سريع يربط قطر بدولة البحرين عبر الجسر المزمع إنشاؤه بين البلدين. ويهدف الاتفاق إلى إقامة أول نظام متكامل للسكك الحديدية في قطر، كما سيربط قطر بالدول المجاورة ضمن خطة دول مجلس التعاون الخليجي بإقامة شبكة خليجية موحدة للسكك الحديدية.
وتملك «الديار» القطرية نسبة 51 في المائة من الشركة الجديدة فيما تبلغ حصة «دويتشه بان» 49 في المائة، وتبلغ قيمة رأس مال هذه الشركة 100 مليون دولار. وقالت الشركة الألمانية «دويتشه بان»، التي لن تنفذ سوى حصة من المشروع في حين سينضم شركاء آخرون لتنفيذ الحصص الأخرى، إن الحجم الإجمالي للاستثمارات، في هذا المشروع للبنى التحتية في مجال السكة الحديدية يصل إلى نحو 17 مليار يورو.