العواصف الثلجية تضرب الساحل الشرقي الأميركي وستكلف الاقتصاد 15 مليار دولار

مئات الملايين تُصرف لتنظيف الشوارع.. و150 ألف منزل في نيويورك بلا كهرباء

عمال يزيلون الثلوج من على الرصيف في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)
TT

ضربت عاصفة جديدة الساحل الشرق للولايات المتحدة مساء أول من أمس واستمرت أمس مما أثر على الشركات والمدارس وحركة النقل والسفر في المدن الأميركية المعرضة للعواصف التي سميت بـ«إعصار ثلجي». وتأتي هذه العاصفة بعد سلسلة من العواصف التي ضربت الساحل الشرق للولايات المتحدة هذا الشهر وأدت إلى إغلاق الحكومة الفيدرالية لـ5 أيام، بالإضافة إلى إغلاق الشركات والمتاجر من العاصمة السياسية، واشنطن، إلى العاصمة الاقتصادية، نيويورك. ومن المرتقب أن تكلف هذه العواصف الاقتصاد الأميركي نحو 15 مليار دولار، تخصص مئات الملايين منها لتنظيف الشوارع وإزالة الأشجار التي تتساقط تحت شدة الثلوج والعواصف.

وأثرت العاصفة الجديدة على حركة النقل والسفر في الولايات المتحدة، أمس، إذ تم الإعلان عن إلغاء المئات من الرحلات في مطارات كثيرة مثل نيويورك وفيلادلفيا. وأعلن مطار «جي إف كيه»، مطار نيويورك الرئيسي، أمس، إلغاء عدد من الرحلات وتأخير الرحلات التي تصل إلى المطار أو تقلع منه بمعدل 5 ساعات. وعانى مطار فيلادلفيا أيضا من التأخير، أمس، مما تسبب باضطرابات برحلات داخلية وخارجية على مدار الـ24 ساعة الماضية، ومن المرتقب أن تستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويذكر أن عواصف أمس تركت 150 ألف منزل وشركة من دون كهرباء في نيويورك، بينما أكثر من ألفي منزل في نيوجيرسي عانوا من انقطاع الكهرباء أيضا.

وقدرت الخبيرة الاقتصادية لشركة «ميسيرو المالية» ديان سونك بأن العواصف إلى ضربت الساحل الشرقي ستكلف الولايات المتحدة نحو 15 مليار دولار. وأضافت لصحيفة «يو إس آي توداي» أن «لو كان الاقتصاد في حالته الطبيعية، لكانت هذه التكلفة بسيطة ولكن الحالة ليست طبيعية، ونحن نشهد معافاة هشة وضعيفة».

وكانت ولاية بيتسبرغ من أولى الولايات التي قيمت تكلفة العواصف الثلجية التي ضربتها هذا الشهر وقدرتها أول من أمس بأن عملية تنظيف مدن الولاية ستكلف 3.64 مليون دولار لكل 28 إنشا من الثلج. وفي الولايات المتحدة جدال دائر حول التقديرات الممكنة لتكلفة العواصف الثلجية التي ضربت السواحل الشرقية للولايات المتحدة وعطلت أيام من العمل في مدن أساسية للاقتصاد الأميركي. فبينما خرج خبراء ومسؤولون أميركيون بتقديرات حول التكلفة المالية، اعتبر خبراء ومعلقون آخرين أنه من غير الممكن تقديرها. ونشرت مجلة «تايم» مقالا يفيد بأن «الأرقام دائما كبيرة وهي دائما خاطئة»، موضحة أن «قياس ما يتم صرفه أو خسارته في يوم واضح يعني تجاهل كيف يسير الاقتصاد». وأعطى المقال الذي لاقى رواجا في أوساط اقتصادية أمثلة عدة على ذلك، مثلا أن الأموال التي تُصرف على تنظيف الشوارع من الثلوج لا تخرج من الاقتصاد الأميركي بل تذهب إلى شركات أميركية أيضا.

إلا أن أصحاب المتاجر والمطاعم التي أُغلقت بسبب العواصف الثلجية قد عانوا مباشرة من العواصف. فعلى سبيل المثال، مطعم «ذا برغر جوينت» في العاصمة واشنطن أغلق لعدة ايام بسبب الثلوج، ثم كان على صاحبه مارك بوتشر تحمل دفع ألفَي دولار لتنظيف الشوارع أمام سلسلة من المطاعم التي يملكها. فبينما خسر أرباحا بسبب إغلاق المطعم، من جهة أخرى تحمل تكلفة أكبر.

وقد أعلنت ولاية ماريلاند أن تنظيف شوارعها من سلسلة العواصف التي ضربتها ستفوق مليون دولار وكانت معرضة للثلوج مجددا اليوم، بينما قدرت ولاية فيرجينيا تكلفة تنظيف الشوارع بأكثر من 120 مليون دولار. وهناك ولايات أخرى مثل ولاية دلاوير ما زالت تقوم بتقييم تكلفة تنظيف العواصف الثلجية التي ضربت الولايات المتحدة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي.