«الخطوط الملكية المغربية» تمر بوضع حرج.. والسنة الماضية كانت أسوأ سنواتها

الحكومة المغربية تضخ أموالا في رأسمال «رام إكسبريس» للخطوط الداخلية وتشترط تخفيض أسعار التذاكر

طاقم إحدى الطائرات التابعة للخطوط الملكية المغربية يشير بعلامات النصر (أ.ف.ب)
TT

قدمت الحكومة المغربية دعما لشركة «رام إكسبريس» المتفرعة عن شركة الخطوط الجوية المغربية من خلال مساهمتها في رأسمال الشركة بمبلغ 300 مليون درهم مغربي، أي نحو 40 مليون دولار، وهو ما يعادل 25 في المائة من الاستثمار المخصص لاقتناء الطائرات، في مقابل التزام الشركة بتخفيض مستمر لأسعار تذاكرها ليشمل ذلك 30 أو 50 في المائة من المقاعد على جميع الخطوط، حيث سيتم تسويقها بأسعار تشجيعية لا تتجاوز ألف درهم مغربي، أي نحو 133.33 دولار تشمل جميع الضرائب. وقالت مصادر حكومية إنه في إطار السعي إلى تشجيع النقل الجوي الداخلي أعفت الخطوط الداخلية لكل الشركات الجوية، ومن دون تمييز، من رسوم المطارات.

ومن بين أهداف «رام إكسبريس» ربط شمال المغرب بجنوبه، وتنظيم رحلات نحو عدة مدن، مثل الحسيمة والناضور وكلميم وطان طان الراشدية وورزازات.

وقال صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، إن إنشاء هذه الشركة يهدف إلى الاستجابة لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحفيز المبادلات الاقتصادية بين الجهات، كما يهدف إلى تقوية جاذبية المدن من خلال تنمية الخطوط.

وفي السياق نفسه قال كريم غلاب: إن الشركة ستسمح بتنافسية ناجحة لتنمية النقل الجوي الداخلي بفضل خدمة مناسبة على عدة مستويات، خاصة توقيت رحلات الطيران الذي كان ملزما بتوقيت النقل الدولي، مما كان يفرض على المغاربة أن يستقلوا الطائرة إما في ساعات مبكرة من الصباح أو في المساء، حيث تم تكثيف عدد رحلات الطيران بزيادة 50 في المائة من عدد الرحلات على المدى المتوسط من أجل بلوغ 180 رحلة في الأسبوع عام 2012.

وسيتمحور عرض الشركة لهذه الخدمة حول قاعدتين جويتين هما الدار البيضاء التي ستكون قاعدة الانطلاق الأساسية لمختلف العمليات، ونقطة ربط لجميع الشبكات المغربية والدولية، والعيون التي ستكون قاعدة للرحلات الداخلية بالأقاليم الجنوبية.

يذكر أن «رام إكسبريس» شرعت في مزاولة نشاطها صيف السنة الماضية بأربع طائرات من صنف (200 - 72 ART) على أن يتم تعزيز الأسطول باقتناء ما بين ستة إلى ثماني طائرات جديدة مؤهلة ومخصصة للنقل الجوي الداخلي. حيث سجلت الخطوط الجوية المغربية نتائج مشجعة على مستوى الطيران الداخلي بنسبة 76 في المائة في الاتجاه من ونحو مدينة وجدة شمال شرق المغرب، وكذا زيادة بنسبة 43 في المائة من واتجاه مدينة العيون.

وفي موضوع آخر، قالت مصادر برلمانية إن الخطوط المغربية تعاني أوضاعا مالية مقلقة دفعت بالشركة، ولأول مرة خلال العقود الأخيرة، إلى التوجه إلى البرلمان (الغرفة الثانية) حيث عقد اجتماع مغلق بين كريم غلاب وزير التجهيز والنقل ولجنة برلمانية من أجل تدارس وضعية الشركة التي عرفت خلال السنة الماضية أسوأ سنة لها بعد الإضرابات المتتالية للطيارين، وارتفاع أسعار التذاكر، وتأثرها الواضح بارتفاع أسعار النفط والأزمة العالمية.

وفي سياق منفصل تبدأ في مراكش الثلاثاء المقبل انطلاق اجتماعات «هيئة اتحاد المطارات المغاربية» التي ستعقد اجتماعا مشتركا مع اللجنة المغاربية للنقل الجوي والملاحة الجوية والمطارات التابعة للمجلس الوزاري المغاربي للنقل، وذلك بحضور عدد من كبار الموظفين والخبراء من هيئات المطارات بكل دول اتحاد المغرب العربي. ومن أهداف هذا الاجتماع وضع برنامج مشترك للتعاون المغاربي في مجال ترخيص المطارات والتكوين الميداني وتبادل المعلومات، إلى جانب القيام بدورات متخصصة لتدريب المفتشين والمدققين في مجال الطيران المدني.

وقد سبق للمجلس الوزاري المغاربي للنقل أن اعتمد النظام الأساسي لهذه الهيئة المغاربية في دورته الحادية عشرة التي انعقدت بمدينة الصخيرات بالمغرب في مارس (آذار) 2007 بناء على مقترح مغربي. وهي تهدف إلى دعم التعاون والتنسيق بين هيئات المطارات المغاربية للبروز كمجموعة مغاربية موحدة في اجتماعات المنظمات الدولية ذات العلاقة.