تحالف سعودي أميركي لإطلاق أول شركة خدمات متكاملة في قطاع السكك الحديدية

«المحورين» و«إلكتروموتيف» تسلمان 25 قاطرة للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بقيمة 90 مليون دولار في الربع الثاني

الرياض تشهد إبرام اتفاقية التحالف بين «شركة المحورين السعودية» و«إلكتروموتيف ديزل» الأميركية لإنشاء شركة خدمات متكاملة للقطارات («الشرق الأوسط»)
TT

أبرم في العاصمة السعودية اتفاق بين شركة سعودية وأخرى أميركية لإطلاق أول شركة خدمات متكاملة في قطاع السكك الحديدية ابتداء بالتدريب وانتهاء ببناء وتشغيل القاطرات.

ووقعت أول من أمس «شركة المحورين السعودية المحدودة» مذكرة تفاهم مع شركة «إلكتروموتيف ديزل» الأميركية، يتم البدء بمقتضاها في تأسيس شركة تضامنية تقدم خدمات التدريب والدعم التقني والفني لموظفي الصيانة والتشغيل لأسطول محركات القطارات كافة في المنطقة.

ويشمل التحالف تقديم قطع الغيار وخدمات ما بعد التسليم لتأكيد جاهزية القطارات وتقديم دعم كامل للصيانة والبدء في الاستثمارات لتعزيز مهارات السعوديين من خلال نقل تكنولوجيا الصيانة والإصلاح لهذه القاطرات، إضافة إلى إعادة بناء وتشغيل القاطرات القديمة. وتطوير الإمكانيات لأداء وإنتاجية القاطرات الجديدة.

وأكد محمد العثمان الرئيس التنفيذي لـ«شركة المحورين السعودية المحدودة» أن الشركة ستعمل في استثمارات أخرى في السوق السعودية بناء على الحاجة المستقبلية للقاطرات، مشيرا إلى أن التحالف بين الشركتين سيتضمن إقامة مصنع لإنتاج وتصنيع عربات القطار في السعودية ليكون أول مصنع من نوعه في المملكة والخليج ومنطقة الشرق الأوسط ليلبي حاجة المملكة والخليج من محركات وقاطرات وعربات القطارات.

وأبان العثمان أن التحالف الجديد سيحدث نقلة نوعية في الصناعات الثقيلة السعودية باعتماده على أحدث تقنيات صناعة القاطرات في العالم التي سيتم نقلها إلى المملكة لتعمل عليها أيادي سعودية يتم تدريبها ونقل الخبرات الأميركية إليها.

وأشار العثمان إلى أن السعودية بدأت في تنفيذ خططها الاستراتيجية في مد الخطوط الحديدية لتربط المناطق المختلفة، كمشروع سكة حديد الشمال - الجنوب الذي يمتد لمسافة 2400 كيلومتر طولي يقطع 6 مناطق إدارية تبدأ من الحديثة على الحدود الأردنية بمنطقة الجوف إلى رأس الزور بالمنطقة الشرقية مرورا بالمنطقة الشمالية ومنطقة حائل ومنطقة القصيم ومنطقة الرياض.

وأضاف العثمان أن المشروع يهدف إلى تقديم وسيلة نقل اقتصادية لنقل الفوسفات من حزم الجلاميد والبوكسايت من الزبيرة إلى معامل التصنيع في منطقة رأس الزور، ونقل الركاب والبضائع والشحنات الأخرى من الرياض إلى الحديثة، بما في ذلك خدمة مناطق سدير الصناعية والقصيم وحائل والجوف ومنطقة البسيطة الزراعية، بالإضافة إلى نقل البضائع من مدينة الجبيل الصناعية إلى المناطق المختلفة التي يمر بها الخط الحديدي، بالإضافة إلى قطار الحرمين الذي يربط بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأضاف العثمان أن هذه المشروعات تأتي ضمن برنامج تنموي استراتيجي يهدف إلى تعزيز وسائل النقل والمواصلات واستغلال مناطق الثروة المعدنية في المملكة، مؤكدا على أن شبكة الخطوط الحديدية تشهد خلال المرحلة الحالية تطورا نوعيا على مستوى التوسعة والتخصيص، وأن الحكومة السعودية تبذل كل الجهود لتنفيذ توجه القيادة السعودية في هذا الشأن.

وكشف الرئيس التنفيذي لـ«شركة المحورين السعودية المحدودة» عن أن عقد القاطرات الموقع مع الشركة الأميركية «إلكتروموتيف» ديزل» تبلغ تكلفته 337.79 مليون ريال (90 مليون دولار) ويشمل تصميم وتصنيع وتوريد 25 قاطرة بقوة 4300 حصان تستخدم لقطارات معدن الفوسفات بطول 3 كيلومترات طولية (بمعدل 160 عربة لكل قطار)، وبحمولة تصل إلى 16 ألف طن للقطار الواحد، كما تستخدم أيضا للنقل العام، ويتضمن العقد توفير الدعم الفني من قبل الشركة لمدة سنتين بعد التوريد.

من جهته، ذكر جون هاملتون الرئيس التنفيذي لشركة «إلكتروموتيف ديزل إي إم دي» الأميركية خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أن التحالف بين شركته و«شركة المحورين السعودية المحدودة» سيلعب دورا رئيسيا على مدار فترة طويلة في توريد القاطرات التي تشكل العمود الفقري في حركة النقل بالخطوط الحديدية للسعودية، وأنها تعمل في أسواق الشرق الأوسط منذ أكثر من نصف قرن.

وبين هاملتون أن التحالف الجديد بين «شركة المحورين السعودية المحدودة» وشركة «EMD» الأميركية سوف يكون باستطاعته تقديم خدمات الدعم والصيانة والتدريب في المنطقة العربية ودول الشرق الأوسط، مشيرا إلى التزام «إلكتروموتيف ديزل» بإنتاج 25 قطارا للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية في السعودية سيتم تسليمها خلال الربع الثاني من العام الحالي ليبدأ تشغيلها على خط سكك حديد الشمال - الجنوب.

وأفاد هاميلتون أن القطار سيستخدم في نقل المعادن والبضائع على مسافة يتجاوز طولها 1482 كيلومترا طوليا، مؤكدا أن هذه القطارات تم تصنيعها لتتحمل أقسى الظروف المناخية الصحراوية تتخللها مسافة 300 كيلومتر طولي وسط صحراء النفود. وتأسست شركة «إلكتروموتيف ديزل» عام 1922 حيث تعتبر واحدة من اثنين من مصنعي قاطرات الديزل الكهربائية (إلكتروديزل) في الولايات المتحدة. ولها امتداد أعمال في لندن، وأونتاريو، وباعت منتجاتها في أكثر من 70 دولة في جميع أنحاء العالم كما أنتجت 70 ألف محرك ولديها أكبر قاعدة من قاطرات «إلكتروديزل» في أميركا الشمالية.