جائزة عربية

علي المزيد

TT

تتعدد الجوائز في كثير من الأنشطة الإنسانية، فهناك جوائز للأدب بأنواعه: الشعر، والرواية، والقصة... وهناك جوائز للعلوم سواء الاختراعات أو الإنجازات العملية في مجال الرياضيات والفيزياء وغيرها.

الغريب أنه حينما يأتي الاقتصاد تتوقف الجوائز أو على الأقل تقل في عالمنا العربي لدرجة لا ترى بحيث تصبح نادرة كأن الاقتصاد ليس نشاطا اجتماعيا يستحق منح جوائز وربما لأن لدى الناس انطباعا بأن التجار مصاصو دماء! وقد يكون هذا الأمر صحيحا ينطبق على البعض ولكن بالتأكيد هناك تجار شرفاء، والاقتصاد شأنه شأن مناحي الحياة الأخرى به السيئ والحسن.

من الجوائز القليلة التي تُمنح لرجال الأعمال جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لشباب الأعمال، وهي تُمنح لعدة فروع التقنية التجارة وهناك فرع للقادة وهذا يمنح للعاملين في الشركات الذين أثبتوا تميزهم وهم غير مُلاّك، وهذا تميز الجائزة، وفروع الجائزة متعددة وما ذكرت أمثلة لا حصر.

الجائزة تُمنح سنويا لشباب الأعمال السعوديين ويتم الاختيار وإدارة الجائزة عبر أمانة عامة محترفة وضعت معايير للجائزة صارمة يجب أن يتوافق معها المتقدم. وقد تحدثت مع عدد من الفائزين بالجائزة وقال لي عدد منهم إنهم تقدموا ولم ينجحوا لعدم توافقهم مع معايير الجائزة، وبعد ذلك كما يذكرون أكملوا متطلبات الجائزة وتقدموا ونجحوا، وإن التوافق مع المعايير كان في مصلحتهم مثل التوثيق الواضح بين الشركاء. وقد قال لي عبد الله المطرف (وهو شاب أعمال فائز بالجائزة) إنه كان يتفاوض مع شركة أجنبية ليكون وكيلا لها في السعودية وكان لدى الشركة تحفظات وصادف في أثناء ذلك أن فاز بجائزة الأمير فساعد ذلك على إزالة التحفظات ومنح التوكيل. الجائزة مهمة جدا، لذلك أقترح أن تكون سعودية كل سنتين وتكون خليجية كل ثلاث سنوات وعربية كل خمس سنوات لتكون الجائزة الأولى والوحيدة التي تُمنح لشباب الأعمال في عالمنا العربي.

* كاتب اقتصادي