السعودية: دماء شابة وتمثيل نسائي بارز.. أهم ملامح التشكيلة الجديدة للجان غرفة جدة

بدء المرحلة الثانية من انتخاباتها يوم غد

TT

بعيدا عن خبر الساعة في غرفة التجارة والصناعة بجدة، وحديث مجتمع المال والأعمال عن التغييرات التي طالت هيكل الأمانة العامة للغرفة بتقاعد أمينها العام السابق مصطفى صبري، تعكف الغرفة حاليا على اعتماد وإعادة تشكيل هيكل اللجان بعد انتخابات طويلة شهدت إشكاليات محدودة في قطاعات قليلة، كما شهدت صعود أسماء شابة كثيرة، إلى جانب تمثيل لا بأس به لسيدات الأعمال وفي قطاعات عريقة مثل قطاعات الحديد والصلب.

عدنان مندورة، مدير عام اللجان بغرفة جدة سابقا، ونائب الأمين العام والأمين العام المكلف حاليا، كشف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عن اعتماد مجلس الإدارة لـ52 لجنة في مختلف قطاعات الأعمال بعد إجراء الانتخابات والاقتراع على الأعضاء في 11 لجنة استوفت شروط إجراء الانتخابات، في حين تم تعيين أعضاء بقية اللجان التي لم تستوفِ الشروط بالتزكية والترشيح من قبل المجلس والعاملين بالغرفة.

وأضاف مندورة أن يوم غد السبت سيشهد بدء تعيين الرئيس ونائبه لكل لجنة، من خلال إجراء تصويت من قبل أعضاء كل لجنة على مدى أسبوعين بواقع اختيار 4 رؤساء ونواب لكل لجنة يوميا. مشيرا إلى أن أعضاء اللجان في هذه الدورة الذين يزيد عددهم عن 900 عضو هم مزيج من أصحاب الخبرة وممارسي العمل التجاري والشباب والشابات بالتساوي، وهو ما سيمنح اللجان والهيكل الحالي للغرفة في هذه الدورة قيمة مضافة.

وقال مندورة إن الإعلان عن اللجان وأعضائها تأخر في هذه الدورة لفترة تقارب 3 أشهر بسبب قناعة المجلس الحالي بأهمية اللجان واعتبارها مكملا أساسيا للمجلس، وكونها قناة مهمة للتواصل مع قطاعات الأعمال. وشدد على أن التعيينات الجديدة تحمل مفاجآت سارة في مجملها وبشكل خاص في ما يتعلق ببث الدماء الجديدة والمشاركة الفاعلة واللافتة لشباب وشابات الأعمال، وحتى سيدات الأعمال، والدليل على ذلك فوز سيدة الأعمال هويدا الأسطا بعضوية لجنة الحديد والإسمنت بعد حصولها على عدد كبير جدا من الأصوات في هذه اللجنة التي يسيطر عليها عادة رجال أعمال ذوو خبرة طويلة.

من جانبه اعتبر عضو مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة بجدة، عبد الله مرعي بن محفوظ، أن وجود شباب وشابات الأعمال أصبح أكثر ظهورا خلال الدورة السابقة والحالية، كما أصبحت رغبة الشبان والشابات في الوجود ضمن اللجان أكثر إلحاحا، تماما مثل رغبة كبار رجال الأعمال في المشاركة ونيل عضوية مجلس الإدارة.

وبحسب بن محفوظ الذي كان يتولى ملف دمج شباب وشابات الأعمال وزيادة مشاركتهم في الدورة السابقة لمجلس الإدارة، فإن الإشكاليات التي اعترضت تفعيل هذا الدور سابقا لم تكن تتعدى قلة وعي الشباب بأهمية مشاركتهم والتأثير الذي يمكن أن تحدثه، إلى جانب أن القائمين على اللجان في الغرفة كانوا أكثر اهتماما برجال الأعمال من أصحاب القدرة المالية الكبرى، على اعتبار أن مشاركتهم يمكن أن تكون من نقاط القوة والارتكاز للغرفة ككل، بينما كان ينظر إلى الشباب على أنهم في مقتبل الطريق وليس لديهم الكثير لتقديمه.

وأضاف: «رئيس مجلس الإدارة في الدورة السابقة، صالح التركي، استحدث لجنة شباب الأعمال وأشرف بنفسه على توسيعها ومشاركة شريحة واسعة من الجنسين ضمنها لاستقطاب الشباب وتوزيعهم على اللجان ككل، ليكونوا الأداة المحركة والعنصر الفاعل في اللجان، في حين يقوم كبار رجال الأعمال بتقديم المشورة والنصح».

واعتبر بن محفوظ أن تكوين الثقافة بأهمية العمل التطوعي وإشراك الشباب والشابات فيه من أجل تطوير وتنمية قطاعات الأعمال قطعت شوطا كبيرا، مستشهدا بتجربته الشخصية التي يقول إنها بدأت برغبته في الظهور، حيث كان هدفه الوحيد عند انتسابه للمجلس لأول مرة الوجاهة، وقال: «أعتقد أن تجربة جدة لها السبق والريادة ضمن الغرف السعودية في مختلف مناطق المملكة في هذا السياق، وخلال خمسة أعوام استطعنا إحداث تغيير في الثقافة العامة وفي ما يتعلق بالعضوية والعمل التطوعي الفاعل للقطاعات التجارية واللجان بشكل خاص لتطوير حركة الأعمال في المنطقة».

عادل مكي (25 عاما)، أحد أبرز الوجوه الشابة ضمن تشكيلة اللجان الجديدة بعد فوزه بالأصوات الكافية من بين أكثر من 400 مرشح لعضوية اللجنة، اعتبر أن فوزه وعضويته في اللجنة اعتراف بأهمية دور الشباب وبالإمكانات التي يمكن أن يحدثها وجودهم ضمن اللجان، وأضاف: «من خلال تجربتي الخاصة في إدارة مطعمي استطعت تكوين رؤية دقيقة للعوائق التي يمكن أن تعترض العاملين في هذا القطاع، إلى جانب ملاحظات كثيرة يمكن أن تساعد على تنميته، ولهذا قررت خوض الانتخابات لإحداث التغيير الذي أرغب أن أراه بنفسي».