«يونايتد» تجري مفاوضات للاندماج مع «يو إس إيروايز»

بهدف إنشاء ثاني أكبر شركة طيران أميركية

TT

تجري شركتا «يونايتد إيرلاينز» و«يو إس إيروايز» حاليا مفاوضات بشأن اندماج من المتوقع أن يسفر، إن نجح، عن إنشاء ثاني أكبر شركة خطوط جوية على مستوى البلاد. وتعد هذه المباحثات المرة الثالثة خلال عقد التي تحاول فيها الشركتان التوصل إلى صفقة.

وتمثل تلك المفاوضات أحدث جهود النهوض بصناعة الطيران المتعثرة التي بلغت خسائرها 60 مليار دولار خلال العقد الماضي؛ نظرا لارتفاع أسعار الوقود وانخفاض عدد المسافرين. كما كانت كلتا الشركتين من المدافعين عن إقامة شراكات أكبر. ومن بين كبرى شركات الخطوط الجوية، لم تحقق سوى شركة «ساوث ويست» منخفضة التكلفة أرباحا خلال العام الماضي. ويقول المحللون إنه على الرغم من التخفيضات الحادة في القدرات الاستيعابية لجميع الخطوط الجوية خلال العامين الماضيين، فإنه ما زال هناك عدد كبير من شركات الطيران التي تحاول جذب عدد قليل من المسافرين. كما يمكن أن يسهم اندماج الشركتين في عودة كلتيهما لتحقيق الأرباح على نحو أسرع مما يمكن أن تحققه كل شركة بمفردها.

وكانت عمليات الاندماج في صناعة الطيران تواجه صعوبات ترجع في جانب منها إلى عقود العمل المعقدة التي بإمكانها أن تطغى على خفض التكلفة المتوقع. وقد استغرقت مفاوضات الاندماج الأخيرة التي جمعت بين «دلتا إيرلاينز» و«نورث ويست إيرلاينز» عامين كاملين. ويعد أحد أسباب نجاح عملية الاندماج بين هاتين الشركتين؛ هو أنهما تمكنتا من التوصل إلى اتفاق بشأن توحيد الهيكل الهرمي للعاملين، بالإضافة إلى التوصل لاتفاق مشترك بشأن التعاقد مع الطيارين وهو ما ساعد الشركتين على دمج عملياتهم على نحو أسرع وأكثر مرونة.

وربما يحفز الإعلان عن المفاوضات الجارية بين الشركتين، خطوط الطيران الأخرى، مثل «كونتيننتال»، و«أميركان إيرلاينز» على النظر في تقديم عروض أيضا للتفاوض مع يونايتد أو «يو إس إيروايز».

فيقول ويليام سويلبر، الباحث الهندسي بالمركز الدولي للنقل الجوي التابع لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا «لقد أحيا نجاح عملية الاندماج بين (دلتا) و(نورث ويست) مفاوضات الاندماج في صناعة الطيران». وعلى النقيض من ذلك، ما زالت «يو إس إيروايز» لم توحد نظام التعاقد مع الطيارين مع «أميركا ويست» منذ اندماجهما في عام 2005، وهو ما أثار غضب النقابات. وربما تصبح قضية النقابات هي كبرى العقبات التي تواجه أي عملية اندماج مع «يونايتد». فيقول سويلبر «إن الاندماج مع (يو إس إيروايز) ربما يصبح فوضويا للغاية». ومن جهة أخرى، قال بعض المسؤولين المطلعين يوم الأربعاء إنه ليس من المتوقع الإعلان عن صفقة بين «يو إس إيروايز» و«يونايتد» قبل مرور عدة أسابيع. وتتفاوض الشركتان حاليا بشأن الهيكل الإداري، وفقا لهؤلاء المسؤولين المطلعين الذين حذروا من أنه ما زالت هناك احتمالات لانهيار تلك المفاوضات. ولم تتح حتى الآن شروط تلك الصفقة.

ومن جهة أخرى، رفضت جين مدينا، المتحدثة الرسمية باسم «يونايتد»، وأندرو كريستي، المتحدث الرسمي باسم «يو إس إيروايز» التعليق على الموضوع.

كما يقول غارفنكل، المستشار المخضرم بصناعة الطيران «لقد كانت (يونايتد) تقف على المذبح في انتظار ظهور العروس ولكنها ضجرت الانتظار. وربما يلفت التفاوض مع شركة أخرى انتباه كونتيننتال ثانية».

ولا يبدو الاندماج بين «يو إس إيروايز» و«يونايتد» طبيعيا؛ حيث سيؤدي ذلك إلى وجود عدد كبير من المطارات الرئيسية التابعة لكلتا الشركتين، بما في ذلك «يونايتد» في شيكاغو، ودينفر، بالإضافة إلى مركزها في ميناء واشنطن دالاس الجوي. كما أن شركة «يو إس إيروايز» لديها مطارات رئيسية في كل من فيلادلفيا، وفونكس وتشارلوت وإن سي، بالإضافة إلى واشنطن التي تعد مركزا رئيسيا لعملياتها، مما يمنحها حضورا قويا في منطقة الساحل الشرقي؛ حيث إنها لديها نحو 34 ألف موظف وتسير نحو 3100 رحلة طيران في اليوم.

وينظر إلى شركة «يو إس إيروايز» إلى حد كبير باعتبارها أضعف شركات الطيران الكبرى، حيث إن لديها عددا أقل من المسارات الدولية، حتى إن «ساوث ويست» تتنافس معها على مطارها المحلي الرئيسي بفونيكس.

ومن جهة أخرى، تسير شركة «يونايتد» التي لها مطارات رئيسية في كل من لوس أنجليس، وسان فرانسيسكو، ودينفر، وشيكاغو، وواشنطن نحو 3300 رحلة طيران في اليوم على خطوط «يونايتد» و«يونايتد إكسبرس». كما أن لديها 46 ألف موظف.

وعلى الرغم من أن كلتا الشركتين لديها عضوية في تحالف ستار، أكبر تحالف دولي للطيران، فإن المحللين يقولون إن «كونتيننتال» ربما تكون أكثر ملاءمة للتحالف مع «يونايتد»، لأنها سوف تضيف فريقا إداريا قويا، ومسارات مهمة إلى جنوب أميركا، بالإضافة إلى إضافة مطار رئيسي في نيويورك التي تتسم عمليات «يونايتد» فيها بالضعف.

جدير بالذكر أن كلا من «يونايتد» و«يو إس إيروايز» قد اقتربت عدة مرات من الاندماج خلال العقد الأخير. ففي عام 2000، أعلنتا عن صفقة اندماج بقيمة 4.3 مليار دولار، لكنهما انسحبتا بعد مخاوف بشأن مناهضة الاحتكار التي أثارتها وزارة العدل، بالإضافة إلى معارضة النقابات الشركة. ثم حاولتا مرة أخرى في عام 2008، ولكن المحادثات انتهت بعد أشهر من المفاوضات، وذلك في ظل معارضة الهيئة الإدارية لشركة «يونايتد»، ونقابة الطيارين.

وقد فاجأت أخبار تجدد المباحثات المحللين، كما شهدت أسهم كلتا الشركتين ارتفاعا كبيرا في معاملات ما بعد الإغلاق.

فيقول بيتسي سندر، المحلل بشركة التصنيف العالمية «ستاندرد آند بورز»: «لقد كان ذلك مفاجئا. فقد كانت مباحثات الاندماج متوقفة منذ فترة، كما كان هناك اعتقاد بأن شركات الطيران سوف تركز على التعافي قبل التفكير في عمليات الاندماج».

* خدمة «نيويورك تايمز»