4 عوامل ترفع أسعار التذاكر الدولية في السعودية بنسبة وصلت إلى 75%

المملكة تستحوذ على النصيب الأكبر في حركة السفر بدول الخليج

دفع التعافي الاقتصادي حول العالم إلى ارتفاع الطلب على السفر مما رفع أسعار التذاكر مع انتهاء الربع الأول من العام الحالي (تصوير: سعد العنزي)
TT

سجلت أسعار التذاكر للرحلات الدولية في السعودية ارتفاعا خلال الفترة الحالية، بنسبة متوسطة تتراوح ما بين 50 إلى 75 في المائة، عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، وبخاصة لرحلات أوروبا وأميركا.

وعكس الارتفاع الحالي مدى نمو الطلب على حركة الطيران في الرحلات الدولية من السعودية وإليها، وبخاصة مع الفعاليات والأحداث الأخيرة، مع التعافي الاقتصادي العالمي، وزيادة الحركة التجارية، في وقت باتت فيه السعودية أكثر الدول في الحركة التجارية الاقتصادية على مستوى الشرق الأوسط، مما دفع الوفود العالمية إلى التقاطر والاستفادة من النمو الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.

وأرجع خبير في قطاع السفر والسياحة النمو على الرحلات الدولي إلى أسباب عدة، حيث يشير إلى أن التعافي الاقتصادي أسهم بشكل كبير إلى عودة النشاط، بعكس ما كان عليه في العام الماضي، الذي كان فيه الاقتصاد يمر بحالة ركود، مشيرا إلى أنه لا توجد إحصائيات واضحة حول نسبة النمو، إلا أن المؤشرات تدل على ارتفاع الطلب من السعودية وإليها.

وقال الدكتور ناصر الطيار، رئيس مجلس إدارة شركة «الطيار للسفر والسياحة»، إن المملكة تعيش حركة تجارية واسعة، أسهمت في حركة الوفود التجارية من السعودية وإليها، الأمر الذي دفع عددا من شركات الطيران إلى رفع عدد رحلاتها، التي كان آخرها شركة «لوفتهانزا» الألمانية.

وبحسب عدد عاملين في قطاع السفر والسياحة والمواقع الإلكترونية لشركات الطيران الدولية، فإن سعر رحلة إلى ما بين الرياض ولندن في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2009، يبلغ نحو 1600 ريال (427 دولارا)، في حين يبلغ سعر المسار نفسه خلال الفترة الحالية نحو 3000 ريال (800 دولار)، وفي حين بلغ سعر التذاكر من الرياض إلى نيويورك في العام الماضي نحو 3200 ريال (853 دولارا) بين شهري مارس وأبريل، فإن سعرها بلغ نحو 6680 ريال (1781 دولار).

وأشار الطيار، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إلى أن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي أسهم أيضا في نمو الطلب على الرحلات الدولية، حيث بدأت عائلات الطلاب والطالبات المبتعثين في السفر إلى الدول التي يدرس فيها الطلاب، مبينا أن تلك العائلات عادة ما تكون على شكل مجموعات، وهو يعمل على إشغال عال للطائرات المغادرة.

وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة «الطيار للسفر والسياحة» إلى أن تسهيل حصول السعوديين على تأشيرات الزيارة إلى أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية دفع أيضا إلى الطلب على السفر الدولي، بخلاف ما كان عليه الوضع العام الماضي 2009، مبينا أن سفارات تلك الدول بدأت تخفيف التشديدات في الحصول على تأشيرات الزيارة والسياحة.

وأشار إلى أن الإجازات هي الأخرى كانت دافعا لنمو الطلب، وبخاصة مع قرب إجازة منتصف الفصل الدراسي، التي تبلغ نحو 10 أيام، حيث سجلت الحجوزات نموا على الدول القريبة كالإمارات ولبنان ومصر، إضافة إلى نموها أيضا على دول بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

من جهته، قال ستيفان لويخرباخ، مدير «لوفتهانزا» في السعودية والبحرين واليمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن النمو على السفر من السعودية وإليها، دفع الشركة إلى رفع عدد رحلاتها إلى السعودية إلى 20 رحلة أسبوعية، إضافة إلى إطلاق برامج الطيران الخاص، وهي الطائرات المخصصة للوفود التجارية والاقتصادية، مبينا أن المملكة تعد لاعبا رئيسيا في سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف: «إن الوفود التجارية الخاصة بقطاع النفط والطاقة تمثل جزءا كبيرا من الوفود القادمة إلى المملكة، وهو ما دعا إلى إعلان الشركة عن إنشاء برنامج خاص للعاملين في المجال، عبر برامج الولاء للمسافرين، تحت اسم (نادي النفط والطاقة)، وهو ما يعكس النمو الكبير من قبل هذه الوفود إلى السعودية».

وأشار إلى أن الطلب على الرحلات السياحية في المملكة يزداد مع قرب فصل الصيف، وهو أمر وضع في الحسبان من قبل الشركة، خصوصا أنها تسعى من خلال العروض والخدمات إلى أخذ نصيب من حصة سوق السفر خلال العام الحالي.