منتدى مصدري الغاز أمام «محك» أن يصبح كارتلا على غرار «أوبك»

أعضاؤه الأحد عشر الذين يمثلون 70% من احتياطيات العالم يجتمعون الاثنين في الجزائر

وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنتدى الدول المصدرة للغاز (إ.ب.أ)
TT

يدرس بعض أكبر مصدري الغاز في العالم الأسبوع المقبل خيارات لتنسيق خفض الإمدادات، لوقف التراجع في أسعار الغاز لكن لا يزال أمامهم شوط طويل ليصبحوا اتحادا على غرار أوبك. وإذا ما تمكن «نادي البلدان المصدرة للغاز» من التوصل لاتفاق للمرة الأولى بشأن التعاون حول حجم الصادرات فسيبعث ذلك بتحذير محدود إلى البلدان المستهلكة التي اعتادت أن تستغل الانقسامات بين المنتجين. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الطاقة في منتدى البلدان المصدرة للغاز - الذي يمتلك أعضاؤه الأحد عشر نحو 70 في المائة من احتياطيات الغاز في العالم - في مدينة وهران بغرب الجزائر يوم الاثنين المقبل تحت ضغوط للقيام بشيء لزيادة عائداتهم من صادرات الغاز. وقال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنتدى إنه سيقترح أن يفعل الأعضاء ذلك عبر الموافقة على تخفيضات منسقة في الإمدادات للسوق الفورية للغاز الطبيعي. وأضاف خليل الذي تصدر بلاده نحو 20 في المائة من واردات أوروبا من الغاز لـ«رويترز» في مقابلة الشهر الماضي «بالتأكيد في موقف تزيد فيه الإمدادات في السوق نحتاج إلى التنسيق بصورة أفضل فيما بيننا». وأردف: «لماذا يجب أن نحاول الحصول على نصيب أكبر من السوق إذا ما كانت النتيجة هي تراجع الأسعار وانخفاض إيرادات كل عضو من الأعضاء..».

ووصف الكثير من محللي الطاقة المنتدى بأنه مجرد منبر للكلام من غير المأمول أن يضاهي قوة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ولم يحاول المنتدى تنسيق سياسة الإمدادات من قبل ولم يختر أمينا عاما له إلا في نهاية العام الماضي. على أي حال فإن حاجة سوق الغاز إلى تحرك منسق أقل كثيرا من أسواق النفط. فمعظم إمدادات الغاز الطبيعي تكون في صورة عقود طويلة الأجل وبالتالي على عكس أعضاء أوبك لا يتمتع منتجو الغاز بالمرونة للتأثير على الأسعار من خلال تعديل مستويات الإنتاج. لكن بعض محللي الصناعة، بحسب «رويترز»، يقولون إن الخسارة الناجمة عن هبوط الأسعار - بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي وتدفق الغاز على الولايات المتحدة من مصادر غير تقليدية - قد يجبر المنتدى على أن يكشر عن أنيابه. وقال بول ستيفنز كبير باحثي الطاقة في مؤسسة «تشاثام»: «الأسعار تنخفض الآن، في ظل هذه الظروف يمكنني أن اتخيل تماما أن الروس والجزائريين والقطريين سيجلسون بالتأكيد معا لدراسة الإمكانيات التي يمكن اللجوء إليها وما يمكن القيام به حيال ذلك». ومع ذلك يبقى السؤال هل يريد الوزراء الذين سيجتمعون في مدينة وهران الساحلية الجزائرية التعاون مع نفس الدول التي ينافسونها على المبيعات لا سيما في الأسواق الأوروبية المربحة. وعبرت روسيا أكبر مصدر للغاز في العالم عن مساندتها الواسعة لاقتراح الجزائر بشأن إمدادات الغاز. وقال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو الأسبوع الماضي «أعتقد أن منتجي الغاز العالميين يجب أن يناقشوا بصورة جماعية الوضع ويفكروا في الدفاع عن مصالحهم». لكن قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم قد تعرقل خطوات لتنسيق خفض الإمدادات. وتنوع قطر شحناتها بعيدا عن أسواق الولايات المتحدة المتخمة بالإمدادات للفوز بعملاء جدد في أوروبا وهي سوق تهيمن عليها تقليديا روسيا والنرويج والجزائر. ونفى وزير النفط القطري هذا الأسبوع أن يكون قد أجرى محادثات مع منتجين رئيسيين آخرين بشأن خفض الإنتاج. وقال ميكائيل كورتشيمكين من مؤسسة شرق أوروبا لتحليل أسواق الغاز «هذا الاقتراح (الجزائري) لن يحظى بشعبية بين غالبية أعضاء المنتدى وأولهم قطر». وفي غياب توافق بشأن خفض الإمدادات قال إنه يتوقع أن يسفر اجتماع المنتدى عن «كلمات عامة بشأن التنسيق لا تحمل أي معنى محدد». من جهة أخرى قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة «جازبروم» أمس إن قطر وجهت إليها الدعوة للمشاركة في مشروعات للغاز الطبيعي المسال بعد عام 2014 فيما يعزز العلاقات بين الدولتين الغنيتين بالغاز.

وأبدت قطر أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم بدورها اهتماما بتطوير حقول للغاز في شبه جزيرة يامال الروسية في القطب الشمالي التي تمتلك كميات من الغاز تكفي لتلبية الطلب العالمي لخمس سنوات.

منتدى البلدان المصدرة للغاز

* يجتمع منتدى البلدان المصدرة للغاز في مدينة وهران بالجزائر يوم 19 أبريل (نيسان). وفيما يلي حقائق عن المنتدى:

* منتدى البلدان المصدرة للغاز تكتُّل غير متماسك يضمم 11 بلدا من أكبر منتجي الغاز في العالم ومقره قطر. ويسيطر أعضاء المنتدى على نحو ثلاثة أرباع احتياطيات الغاز في العالم.

* من المتوقع أن يبحث المنتدى في وهران اقتراحا بخفض منسق في الإمدادات.

لكن حتى الآن لم ينسق المنتدى سياسات الإنتاج أو القرارات بشأن الإمدادات. ويتبادل الأعضاء المعلومات بشأن العوامل الأساسية لأسواق الغاز ومشروعات تطوير الغاز على مستوى العالم وتكنولوجيات التنقيب والإنتاج والنقل والتكاليف المرتبطة بها.

* تسيطر روسيا وإيران وقطر على أكبر الاحتياطيات في العالم ويمثلون عصب المجموعة. وتعد شركة «جازبروم» الحكومية الروسية التي تحتكر الغاز أكبر مصدر للغاز في العالم. أما قطر فأكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم وهو غاز يتم تبريده حتى يتحول إلى سائل لتصديره في شحنات. وإيران مستورد خالص للغاز لكن لديها خططا طموحا لتتحول إلى مصدّر.

* وافق المنتدى على ميثاق في موسكو في ديسمبر (كانون الأول) 2007 يهدف إلى إضفاء الطابع الرسمي على المنظمة التي كانت حتى وقتئذ منتدى للحوار بين مصدّري الغاز. ولم يعلن التجمع بعد عن الميثاق.

* وقعت 11 دولة على ميثاق موسكو هي الجزائر وبوليفيا وغينيا الاستوائية ومصر وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو وفنزويلا. وهذه الدول الإحدى عشرة مدرجة على قائمة الأعضاء في الموقع الإلكتروني للمنتدى. وقبل موسكو أدرج أيضا منتدى البلدان المصدرة للغاز بروناي وإندونيسيا وماليزيا ودولة الإمارات العربية المتحدة كأعضاء. وأدرج المنتدى كازاخستان والنرويج مراقبين على موقعه الإلكتروني.

* أسس مصدّرو الغاز منتدى البلدان المصدرة للغاز عام 2001 لتعزيز التنسيق والتعاون في ما بينهم. وسيكون اجتماع وهران تاسع لقاء بين الوزراء.

* وخلال الاجتماع السابق الذي استضافته قطر في ديسمبر (كانون الأول) اختار المنتدى أمينا عاما له هو ليونيد بوخانوفسكي نائب رئيس شركة «سترويتر انسجاز» الروسية لخدمات الطاقة.