كبريات الشركات السعودية تعرض آلاف الوظائف للطلاب السعوديين في بريطانيا

سعيا للاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي

جانب من المعرض أمس ويبدو طلاب سعوديون يتحدثون لمسؤول الشركات (تصوير: حاتم عويضة)
TT

في خطوة نحو الاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، عرضت كبرى الشركات والمؤسسات العاملة في السعودية، وللمرة الأولى، تقديم آلاف الوظائف لطلاب وطالبات سعوديين يكملون دراستهم الجامعية في بريطانيا، وذلك عبر معرض متخصص أقيم في العاصمة البريطانية لندن ويختتم اليوم.

جاء ذلك من خلال مشاركة 21 من أهم الشركات والمصارف والمؤسسات السعودية، بالإضافة إلى عمالقة الصناعة العالميين في «قمة إليت للوظائف في السعودية»، التي أقيمت في وسط العاصمة لندن.

وتهافت آلاف الطلاب والطالبات السعوديين من كل أنحاء بريطانيا، للالتقاء بممثلي هذه الشركات والمؤسسات، الذين جاءوا ليبحثوا عن كفاءات متميزة من مجموعة المبتعثين السعوديين في الخارج، وتحديدا في بريطانيا.

ولعل اللافت أن المعرض لم يحتو على عرض نظري للوظائف للشركات المشاركة، بل إنه شهد مقابلات فورية لمن تتوافق سيرتهم الذاتية مع متطلبات العمل لدى هذه الشركات والمؤسسات.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها مثل هذا المعرض في بريطانيا، والذي تأمل منه الشركات المشاركة في الاستفادة من مخرجات التعليم التي أفرزها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.

وخطا التعليم العالي في السعودية خطوة مهمة باتجاه أن يصبح ظاهرة عالمية عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي تحول من برنامج إلى جامعة تبتعث أكثر من 80 ألف طالب وطالبة في أكثر من 20 دولة.

ويدرس نحو 25 ألف طالب من السعودية في أيرلندا وبريطانيا.

وأبان محمد التويجري، مدير إدارة التوظيف في مصرف الراجحي، أن حجم المتقدمين كان جيدا، وأن إقامة مثل هذا المؤتمر لاستقطاب الطلاب الذين يدرسون في بريطانيا «عالجت بعض نقاط الضعف عند بعض المتقدمين، مثل إجادة اللغة الإنجليزية على سبيل المثال، إضافة إلى الكثير من المزايا الأخرى».

فيما توقع عيسى بن صالح الحريميس، المدير الإقليمي للمنطقة الوسطى في مصرف الراجحي، أن يحصل نحو نصف المتقدمين للعمل للمصرف على وظيفة، قائلا «ركزنا على تكنولوجيا المعلومات، والتجارة الدولية، ويوجد الكثير من الطلاب الدارسين في تلك المجالات».

وكانت نورا الخليوي، أحد المتقدمين للعمل في واحدة من أكبر الشركات السعودية المشاركة في المنتدى، وهي طالبة سعودية في عامها الأخير من الدراسة في جامعة لندن ميتروبوليتان، أفادت بأن الفرصة جيدة لها ولكل الطلاب والخريجين المقيمين في بريطانيا للدراسة.

وكانت من أهم الشركات والمؤسسات المشاركة في المعرض «أرامكو السعودية»، وجامعة الملك عبد الله (كاوست)، و«بوينغ» العالمية لصناعة الطائرات، و«بروكتر آند غامبل»، و«مايكروسوفت»، والبنك السعودي البريطاني، ومجموعة «سامبا» المالية، ومصرف الراجحي، وبنك الرياض، و«نستله» الشرق الأوسط.

وقالت دلال باداود، طالبة سعودية في لندن تدرس إدارة الأعمال للحصول على درجة الماجستير من جامعة ويستمينستر «أنا سعيدة جدا لمثل هذه الفرصة الفريدة، ستمنحني الفرصة لخدمة وطني كثيرا في المستقبل»، وأضافت «استفدت كثيرا من تلك القمة، لست وحدي بل كل الطلاب والعائلات السعودية المقيمة هنا، فقد قربنا هذا الحدث كثيرا من العولمة».

فيما أشار فهد المنصوري (25 عاما) يدرس إدارة الأعمال في جامعة بورتسموث، ويأمل في تحضير الدكتوراه، إلى أن المشروع اختصر على الطلاب الكثير من البحث في احتياجات سوق العمل، بينما أوضحت الشركات احتياجاتها.

وقال «كسرت حاجز الخوف بالنسبة لي، وشجعتني على العودة للعمل في السعودية بعد الانتهاء من دراستي».

فيما قال محمد القحطاني (29 عاما)، يدرس لدرجة الماجستير في البترول، إن دعم خام الحرمين الشريفين له وللكثير من الطلاب الآخرين كان أهم الأسباب التي ساعدته على المجيء للدراسة في بريطانيا، والاقتراب من تحقيق حلمه للعمل كمهندس بئر في «أرامكو السعودية» بعد الانتهاء من دراسته.