مستثمر ربح المليارات غير مستهدف في الدعوى ضد «غولدمان ساكس»

جون بولسون تحول من رجل عادي إلى واحد من مشاهير وول ستريت

جون بولسون
TT

قبل ثلاثة أعوام ونصف، كان رئيس أحد صناديق التحوط في نيويورك، يجتاز رصيف وول ستريت متوقعا انخفاض سوق الإسكان. ونظرا لشغفه بزيادة رهاناته ضد الرهون العقارية عالية المخاطر، تفحص المستثمر جون بولسون الشركات واحدة تلو الأخرى بحثا عن سبل جديدة لتحقيق الربح من قروض المنازل التي كان على يقين من أنها ستتراجع. لم يوافق على مساعدته سوى عدد من البنوك القليلة، أحدها كان بنك «دويتشه»، وآخر كان «غولدمان ساكس».

كان الرجل موفقا، وساعدته توقعاته في تحقيق المليارات، وحولته من مجرد رجل عادي إلى واحد من مشاهير وول ستريت، وفي واشنطن. لكن رهاناته الجريئة تلك دفعت به الآن إلى أتون المشكلات. ففي يوم الأربعاء الماضي قامت لجنة الأوراق المالية والبورصات برفع دعوى قضائية ضد بنك «غولدمان» لعدم قيامه بإخبار عملائه بأن استثمارات الرهن العقاري التي كانوا يشترونها كانت تتكون من مجموعات ضخمة من القروض المشكوك فيها التي اختارها بولسون لأن التوقعات بشأن انخفاضها كانت عالية.

وقالت لجنة البورصة والأوراق المالية إن بولسون حقق عبر الرهان ضد سندات رهن عقاري مشكوك فيها مليار دولار عندما انهارت بعد أشهر قلائل. أما المستثمرون الذين اشتروا ما رآه المنظمون نوعا من المقامرة، فقد خسروا المبلغ نفسه.

بولسون، البالغ من العمر 54 عاما، لم يشر إلى اسمه كمتهم في عريضة دعوى لجنة الأوراق المالية والبورصات، لكن دوره في ابتكار الأداة التي تسببت في خسائر بلغت مليار دولار لعملاء «غولدمان ساكس» مفصل في الشكوى. ويرى روبرت خوزامي، مدير التنفيذ في لجنة الأوراق المالية والبورصات، أنه على عكس «غولدمان»، لم يقم مدير صندوق التحوط بولسون وشركاؤه بتفسيرات خاطئة للمستثمرين الذين اشتروا الأوراق المالية المعروفة باسم التزام الدين المكفول. وقال ستيفان بريلوغ، المتحدث باسم بولسون، في بيان له «على الرغم من سوء الحظ الذي نتج عنه فقد بعض الأفراد أموالهم التي استثمروها في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، فإن السيد بولسون لم يتورط في ابتداع أو توزيع أو هيكلة هذه الأوراق المالية. وقد كنا صريحين على الدوام على التعبير عن رأينا بالنسبة لجودة الرهون العقارية الأساسية. ولم يسئ بولسون تفسير أي من مواقفنا إلى أي من نظرائنا على نحو خاطئ. وما من شك في أننا حققنا هذه الأموال في هذه التحويلات. بيد أن كل تعاملاتنا المالية تمت بنوع من الاستقلالية عن نظرائنا الذين كانت لهم وجهات نظر معارضة بناء على المعلومات المتوافرة في ذلك الوقت. وقد كنا صريحين في كراهيتنا لتلك الأوراق المالية، لكن غالبية الأفراد في السوق اعتقدوا أننا كنا خاطئين، وأقدموا على شراء الأوراق المالية التي كنا نبيعها بشراهة كبيرة».

بيد أن المعلومات التي كشفت عنها لجنة الأوراق المالية والبورصات في تحقيقاتها تظهر التورط الكبير لبولسون في خلق صندوق الاستثمار المعروف باسم «أباكس 2007 - AC1». على سبيل المثال، فقد تعامل مع «غولدمان» بشأن هيكلة وتسويق الأوراق المالية للدين. وفي أعقاب تحليل الرهون العقارية الخطرة التي وضعت على المنازل في أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا ونيفادا حيث اشتعلت أسواق المنازل، ذهب بولسون إلى «غولدمان» للحديث بشأن كيفية الرهان ضد هذه القروض. وركز تحليله على قروض الرهن العقاري ذات النسبة الثابتة التي حصل عليها المقترضون بمعدلات ائتمان منخفضة نسبيا، وباع أكثر من 100 مجموعة من السندات التي اعتبرها معرضة للخطر، بحسب تصريح مسؤولي لجنة الأوراق المالية والبورصات.

* خدمة «نيويورك تايمز»