إضراب طياري «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية يكلف الشركة 800 ألف دولار

علقت رحلات الشركة 24 ساعة بسبب مطالب الطيارين بحقوقهم المادية

جميع رحلات الشركة اللبنانية علقت.. و5 آلاف مسافر تأثروا (رويترز)
TT

نفذ طيارو شركة «طيران الشرق الأوسط» الوطنية اللبنانية أمس إضرابا لمدة 24 ساعة للمطالبة بزيادة الرواتب واستعادة مكاسب اجتماعية خسروها قبل نحو 10 سنوات، وأثر هذا على 23 رحلة و5 آلاف راكب، وخسرت الشركة 800 ألف دولار.

وقال محمد حوماني، رئيس نقابة طياري الشركة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن جميع الرحلات علقت.. و5 آلاف مسافر تأثروا، وأخذت شركات أخرى معظمهم على عاتقها».

وأضاف: «سمحنا لرحلة من باريس بالهبوط هذا الصباح، وأخرى هذا المساء آتية من أبيدجان لمسافري الترانزيت فقط»، قائلا: «إن النقابة مستعدة لإضراب آخر إذا لم تلب مطالبنا».

وعلمت صحيفة «الشرق الأوسط» بأنه تم تأمين سفر الركاب على متن شركات طيران أخرى، وبدأ العمل على تحويل مسار الرحلات منذ مساء الأربعاء، لتأمين أكبر قدر من الدعم للمسافرين ومحاولة تسيير سفرهم إلى وجهات عدة.

واعتبارا من الساعة الثالثة فجر الخميس، بدأ 180 طيارا إضرابهم عن العمل مطالبين بزيادة الرواتب وأيام العطل وباستعادة مكاسب خسروها بين 1998 و2002 لدى إعادة هيكلة الشركة التي كانت تواجه أزمة آنذاك.

وبحسب الموقع الإلكتروني للشركة، فقد تمكنت «طيران الشرق الأوسط» (الميدل إيست)، التي خسرت 7.65 مليون يورو في 1997 من العودة لتحقيق الأرباح في 2003، مسجلة 6.16 مليون يورو أرباحا صافية.

ووصف رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت، الإضراب بأنه «غير قانوني»، مؤكدا أن خسائر الشركة تقدر بـ800 ألف دولار ليوم الخميس.

واتهم الحوت في مؤتمر صحافي الطيارين بأنهم لم يحترموا اتفاقا موقعا في أواخر عام 2008، ولا يستطيعون بموجبه «المطالبة بزيادة الرواتب أو تعديل شروط العمل التي ستعني عبئا ماليا على الشركة». وأضاف الحوت: «قالوا لي: نعم، لقد وقعنا، لكننا لم نغير رأينا».

وأكد: «نتوقع في عام 2010 أرباحا لا تقل عن 50 مليون دولار» أي أكثر من 50% من الخسائر مقارنة بعام 2009، موضحا أنه يتخوف «من أن يلحق هذا الوضع بالشركة مزيدا من الضرر».

وفي عام 2009، سجلت «الميدل إيست»، التي أنشئت عام 1945، أرباحا صافية بلغت 100 مليون دولار، أي أكثر من 8.75 مليون يورو.

وأوضح الحوت أن راتب طيار مبتدئ يرتفع من 3200 دولار إلى 4500 دولار بعد سنة من التدريب، بينما يبلغ متوسط راتب طيار لديه خبرة 10 سنوات، 12 ألف دولار.

وتساءل الحوت: «هل هذه الرواتب غير عادلة فعلا في بلد يبلغ راتب الحد الأدنى فيه 500 ألف ليرة لبنانية (نحو 330 دولارا)؟». موضحا أن متوسط زيادات الرواتب لكل طيار منذ 2008 هي 1400 دولار في الشهر.

وحذر من الدعوة إلى إضرابات جديدة، معتبرا أن الخاسر الوحيد سيكون «الميدل إيست»، وموظفيها الذين يبلغ عددهم 5 آلاف.

وغالبا ما يطرح موضوع خصخصة «الميدل إيست»، التي يملك البنك المركزي القسم الأكبر من أسهمها، لكن لم يتخذ أي قرار في هذا الشأن حتى الآن.