دول الشرق الأوسط مستمرة في تأجير أراض زراعية بالخارج

بحسب مسؤولين في إطار اجتماعات «المنظمة العربية للتنمية الزراعية»

TT

قال مسؤولون زراعيون من الدول العربية إن دول الشرق الأوسط تعتزم عقد مجموعة جديدة من الاتفاقات لتأجير الأراضي الزراعية في الخارج، وذلك على الرغم من تراجع أسعار القمح العالمية.

وفي ظل ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب إلى مستويات قياسية في 2008، أصبحت الأراضي الزراعية في البلدان النامية هدفا، وبخاصة للدول المنتجة للطاقة في منطقة الشرق الأوسط، التي تمتلك احتياطيات نقدية كبيرة ومساحات صغيرة من الأراضي الصالحة للزراعة. وسلكت الأسعار العالمية للحبوب اتجاها نزوليا بسبب وفرة المعروض، وهو تغير من شأنه أن يسهل عملية استيراد الحبوب، وأن يخفض العائد على الاستثمار من تأجير الأراضي الزراعية.

إلا أن مسؤولين قالوا خلال اجتماع للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في الجزائر إن بلادهم لا تزال تبحث عن فرص جديدة.

وقال وزير الزراعة السعودي فهد عبد الرحمن بالغنيم لـ«رويترز» بأن بعض المزارعين السعوديين من القطاع الخاص بدأوا الاستثمار في دول مثل مصر والسودان. وأضاف أنه يأمل أن يتم الشيء نفسه في الجزائر. ولم تكن الجزائر من قبل محور تركيز المستثمرين، إلا أن مسؤولا زراعيا جزائريا أخبر «رويترز» في وقت سابق من هذا الشهر بأنه للمرة الأولى ستوجه الحكومة دعوة إلى المستثمرين الأجانب لاستئجار أراض زراعية.

وخلال العام الماضي، سلكت ليبيا المصدرة للنفط، اتجاه تأجير الأراضي الزراعية عندما أعلنت توقيع اتفاق لاستئجار أرض مساحتها 100 ألف هكتار في أوكرانيا. وقال على أحمد الروحومة، مستشار وزارة الزراعة الليبي، لـ«رويترز»، بأن ليبيا ترغب في الاستثمار في القطاع الزراعي في الخارج وبصورة أساسية في الدول العربية وشرق أوروبا.

وأضاف أن ليبيا بدأت استثمارات في دول أفريقية، بينها زراعة أرض مساحتها 100 ألف هكتار في مالي، وأن هناك اتفاقات أخرى مع السودان.

وأوضح أن تراجع أسعار الحبوب لن يكون عاملا مؤثرا على المدى الطويل، وأن المؤشرات كافة تظهر أن الأسعار سترتفع ثانية.

وأشار إلى أن تنفيذ الاتفاق الذي وقعته بلاده مع أوكرانيا لم يبدأ بعد، لأن الأمور غير مناسبة في الوقت الحالي، لكنه لم يخض في تفاصيل بشأن الأسباب وراء هذا التأجيل. وخارج منطقة الشرق الأوسط، تستثمر كوريا الجنوبية والصين في أراض زراعية في أفريقيا وآسيا. ويعد السودان، أكبر بلد أفريقي من حيث المساحة، مركزا رئيسيا لجذب الاستثمارات في الأراضي الزراعية.

وقال طاهر صادق علي، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية في السودان، لـ«رويترز» بأن بلاده حريصة على جذب المزيد من الاستثمارات. وأضاف أن السودان وقع اتفاقات لتأجير أراض زراعية مع بلدان من بينها الكويت والسعودية والأردن لزراعة القمح والذرة بصورة رئيسية.

وتابع أنه يتوقع إبرام اتفاقات مماثلة مع بلدان أخرى، من بينها مصر للاستثمار في أراض زراعية في المناطق الشرقية والجنوبية.