أسبوع متقلب في «وول ستريت» ينتهي بانخفاض آخر

عاشت «خميسا أسود» بتراجع البورصة 1000 نقطة دفعة واحدة

جانب من التداولات في بورصة نيويورك («الشرق الأوسط»)
TT

كان يوما مهولا داخل «وول ستريت».. نهاية صعبة لأسبوع مريع، عاش خلاله القطاع المالي حالة ذهول للحظات مرعبة. وبعد حالة الذعر يوم الخميس، عاد المتداولون المصدومون إلى طاولاتهم صباح أول من أمس الجمعة، ليواجهوا تبعات أحد أبشع الأيام في تاريخ «وول ستريت».

وعلى الرغم من أنه لا يعرف تحديدا السبب الذي يقف وراء تراجع البورصة بمقدار 1000 نقطة حدث يوم الخميس، بدا أن الكثير من المتداولين يحاولون إدارة ظهورهم لذلك، وإن كانوا سيواجهون بعض الاحتمالات المرعبة.

هل يمكن لليونان أن تدفع ديونها؟ وماذا عن البرتغال وإسبانيا؟ وهل يمكن أن يقلل رئيس وزراء جديد داخل بريطانيا من العجز الكبير في الميزانية؟ وهل ستنتشر الأزمة في أوروبا؟ وماذا عن الاقتصاد الأميركي؟

يكره المستثمرون الغموض، ولكنهم يواجهون حاليا الكثير منه. وعلاوة على ذلك، جاء ما حدث يوم الخميس، علما بأن النتائج للبعض تمثل مصدر قلق كبير، ويمكن أن تؤدي إلى تقلبات أكبر داخل السوق.

ويقول يوري لاندسمان، رئيس «بلاتنيوم بارتنرز»: «من الواضح أنه توجد تبعات لما حدث أمس، والناس يشعرون بالخوف من مدى حالة الذعر التي نشأت، ويدركون حالة القلق الموجودة».

وكان هذه لحظة الذروة في أسبوع خسر فيه مؤشر «داو» نحو 5.7 في المائة، وتراجع فيه مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 6.4 في المائة، و«نسداك» بنسبة 7.5 في المائة. ولا يزال المستثمرون في حالة خوف أول من أمس الجمعة، وما زالت سوق الأسهم تعاني من التقلبات. وتراجع مؤشر «داو» بعد بدء التداول، ولكن خلال دقائق بدأ في الارتفاع، ثم تراجع مرة أخرى، قبل أن يرتفع من جديد.

وفي هذا المناخ، تلاشى أثر بيانات أفضل من المتوقع عن الوظائف، يفترض أن تحرك الأسواق في الظروف الطبيعية. وتجاوزت 290 ألف وظيفة أضيفت للاقتصاد في أبريل (نيسان) التوقعات. وتبنى البعض استراتيجية استثمار خاصة تضع المزاج المتغير في الاعتبار.

ويقول فيل أولاندو، واضع استراتيجيات سوق الأسهم الرئيسية لدى «فيدراتد إنفستورز»، إنه توقع مع آخرين داخل شركته أن لا تستجيب السوق بصورة جيدة لبيانات التوظيف بعد التراجع الذي حدث يوم الخميس. ولذا يوم الجمعة، وبعد ظهور البيانات، سارعوا بإجراء مكالمة جماعية للتباحث في الأمر.

وجعلت حالة القلق من الصعب على المستثمرين التغلب على مخاوفهم من الوضع المالي في أوروبا، ناهيك عن التعامل مع بيانات الوظائف الجديدة.

وارتفع سعر الذهب بحدة لليوم الثاني على التوالي، بينما يبحث المستثمرون عن ملاذ من سوق الأسهم المتقلبة. وتراجع سعر النفط دولارين إلى 75.11 دولار للبرميل.

ويقول وليام شولت، مسؤول الاستثمار الرئيس في «ماكوين وبال آند أسوشيتس»: «ينظر الناس في الأغلب إلى سوق الأسهم على أنها أشبه بكازينو، وقد بدأ الناس ينفرون منها».

وكان «وول ستريت» قد تناول بعض الاضطرابات التي تسببت فيها أزمة الديون الأوروبية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقد تمكنت من الإقفال عند معدلات أعلى في بعض الأيام، وكان ذلك بدرجة كبيرة نتيجة لأرقام اقتصادية محلية مبشرة.

* خدمة «نيويورك تايمز»