دول آسيوية تعرض قدرات تكامل استثمارية مع السعودية خلال العقد الجديد

الهند تستهدف الشركات العائلية.. والصين نمو الاستهلاك.. وكوريا واليابان التقنيات الحديثة

خبراء آسيويون يؤكدون التفاؤل بمستقبل اقتصادات دول شرق القارة ووجود فرص استثمار ضخمة مع السعودية ودول الخليج («الشرق الأوسط»)
TT

قدمت 4 دول آسيوية بشارات اقتصادية تنبئ بفرص استثمارية تكاملية مع السعودية كشفت عنها التقديرات الرسمية لكثير من مؤشرات الاقتصادات في شرق آسيا ستمتد خلال العقد المقبل.

وأكد أمس خبراء اقتصاديون من اليابان وكوريا والصين والهند أن دول شرق آسيا ستدفع إلى لعب دور رئيسي في الاقتصاد العالمي وزيادة معدلات مشاركتها في الناتج المحلي العالمي، مما سيولد فرصا عملاقة للسعودية ودول الخليج للمشاركة الاستثمارية بفعالية.

وشهدت الرياض أمس انعقاد ندوة الاقتصاد الآسيوي، التي حاولت الإجابة عن سؤالا رئيسي: «لماذا نتطلع إلى الشرق؟» بمقر جامعة الأمير سلطان، بحضور خبراء ورؤساء كبرى الشركات في آسيا بينها بنك «ميزوهو» الياباني العريق، وشركة الأوراق الصينية التجارية، و«دايشن» الكورية، إضافة إلى «تاتا» الهندية، بتنظيم من شركة «ميزوهو» للأوراق المالية.

وأكد زونج هي الرئيس التنفيذي لشركة الأوراق المالية التجارية الصينية، أن طلب الاستهلاك المحلي في الصين يمثل مؤشرا اقتصاديا ماثلا كفرصة استثمارية عظيمة للراغبين في ذلك، مشيرا إلى أن حجم الاستهلاك سيزيد خلال العقد الحالي بشكل مطرد.

وأفاد هي، وهو الذي يرأس قسم الأبحاث في الشركة بأن الصين تواصل هدفها الاستراتيجي لتكون قائد النمو الاقتصادي خلال العشر سنوات المقبلة على المستوى العالمي لا سيما أنها باتت على مشارف أن تشكل أكبر اقتصاد في العالم. وبين هي، أن مؤشرات الاقتصاد الصيني تشير إلى استبعاد احتمالات وقوع تضخم يدخل في خانة «هايبر انفلايشن» مؤكدا وجود حركة إنتاج ضخمة يقابلها حركة استهلاك محلية كبيرة وسط طلب عالمي على المنتجات الصينية.

من جانبه، ذهب الدكتور ويليام هانسكير مدير مركز الأبحاث التابع لشركة «دايشن» للأوراق المالية المعروفة في كوريا الجنوبية إلى أن كوريا تمضي بقوة في تحقيق 3 مسارات رئيسية ستعزز نمو الاقتصاد الكوري مستقبلا تتمثل في تحقيق التعافي الاقتصادي بشكل علمي، والاستمرار في البقاء بمركز متقدم في صناعة التقانات المتقدمة، والمحافظة على التقييم الدولي الاقتصادي مطمئنا.

وشدد هانسكير أن كوريا ستدخل رسميا خلال النصف الثاني من العام الحالي 2010 مرحلة التعافي من آثار الأزمة المالية العالمية، لكنها تسعى حاليا لعملية تعاف بشكل علمي ممنهج يعزز من مكانة اقتصادها دوليا، وتواصل مرحلة التنمية من حيث انتهى الآخرون.

إلى ذلك، أبان برافيين كادل العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «تاتا» المالية أن الشركات الهندية الناجحة تسعى إلى إيجاد فرص لدخول الأسواق في الخارج مشيرا إلى أن هناك فرصا مهولة يمكن الاستفادة منها عبر الاستحواذ أو الشراء لا سيما إذا ما دعمت بخبرات من الخارج.

وزاد كادل في مشاركته في الندوة أن الفرص تنسحب كذلك على نشاط الشركات العائلية الكثيرة في الهند حيث يمكن الاستفادة منها عبر تطويرها وتعزيز قدراتها ودعمها بالتمويل اللازم لتكون منشآت ناجحة بقوة قادرة على التمدد واختراق الأسواق خارج الهند.

ولفت كادل إلى الجوانب الرئيسية المهيأة الأخرى في الاقتصاد الهندي حيث بجانب القدرة الاستهلاكية توجد إمكانيات ديمغرافية هائلة مع تعزيز الحكومة لدورها في تحرير الأسواق المالية لديها ومرونة الاستثمار الأجنبي، مشيرا إلى أن الهند تعمل على دخول النمو لديها في الخانة العشرية خلال السنوات العشر المقبلة.

من جانب آخر، أكد الدكتور أحمد يماني مدير جامعة الملك سلطان أن وجود الدول الأربع يمثل فرصة متاحة للاستفادة من 40 في المائة من سكان العالم، كما تتوافر فيها مجالات وأنشطة اقتصادية ترغب بدخول الاستثمار وإعادة النشاط إليها، لافتا إلى أن السعودية ودول الخليج لها ارتباط وثيق باقتصادات تلك الدول.

ولفت سينزو إندو سفير اليابان في الرياض ويوتاكا إندو نائب رئيس مجلس إدارة ميزوهو إلى أن الدول الآسيوية تشكل قرابة 40 في المائة من الناتج المحلي، في حين تمثل السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي داعما رئيسيا بالنفط والطاقة إلى أسواقها مما يخلق علاقة تكاملية ناجحة.

وشدد السفير ونائب رئيس مجلس «ميزوهو» على أن العلاقة بين آسيا والخليج لا بد أن تستمر بشكل «استراتيجي» وفقا للمؤشرات العامة لاقتصاد بلدان شرق القارة لتتم الاستفادة المتبادلة، مؤكدين أن العلاقة ستمثل ممر النمو المنتظر لكافة القارة الآسيوية.

ودعا إندو إلى ضرورة تضمين العلاقة الاستراتيجية بميزة «التنويع» في الحراك الاقتصادي المتبادل ووضع آليات روابط معززة بين دول الخليج والاقتصاديات الآسيوية لتكوين علاقة اقتصادية مبنية على قواعد متينة.