اليابان تبدأ تسويق تقنية القطارات المغناطيسية المعلقة فائقة السرعة

يقطع 581 كيلومترا في ساعة واحدة بتكلفة ملايين الدولارات لخط محدود

قطار اليابان المعلق ذو السرعة الفائقة (أ.ف.ب)
TT

يعد القطار المغناطيسي المعلّق «MLX01» التجريبي أسرع قطار في العالم، ولكنه لا يزال محصورا داخل خط سكة حديدية طوله 12 ميلا. وكما هو الحال مع القطار نفسه، ما زالت هذه التقنية داخل اليابان.

وتريد اليابان في الوقت الحالي بدء تصدير خبرتها في القطارات فائقة السرعة. وأخذت شركة «السكك الحديدية المركزية اليابانية» الثلاثاء الماضي، وزير المواصلات الأميركي راي لحود، الذي يقوم بزيارة اليابان، في رحلة تجريبية، مدتها ساعة قطع خلالها 312 ميلا، في إطار السعي من أجل الحصول على عقود تحفيز اقتصادي مربحة تخطط الولايات المتحدة طرحها بهدف تحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية داخلها.

وقال لحود، بعد نزوله من القطار المغناطيسي المعلق: «إنه سريع جدا، نحن على حق، فأمامنا فرصة لربط أميركا بقطار فائق السرعة يوصل بين المدن».

ويمثل هذا المسعى تحولا كبيرا بالنسبة إلى اليابان، التي تحمي منذ فترة طويلة تقنية القطارات فائقة السرعة الخاصة بها. ولكن، أقدمت اليابان مؤخرا على إعادة التفكير في ذلك، ودفعها الطلب المتراجع من جانب الركاب وعمليات النقل، بالإضافة إلى الفرص الكثيرة في الخارج.

ومما دفع اليابان إلى التحلي بتلك الجرأة التصديرية صعود الصين كمنافس يمكن أن يعطي تقدمها في بناء شبكات قطارات فائقة السرعة لبكين ميزة تنافسية في سوق القطارات العالمية.

وخلال الأشهر الأخيرة، قام مسؤولون حكوميون يابانيون، ومن بينهم وزير المواصلات سيغي مايهارا بالسفر إلى الولايات المتحدة سعيا وراء الحصول على تعاقدات قيمتها 13 مليار دولار تعهدت إدارة أوباما بإنفاقها من أجل تطوير 11 خط سكة حديدية فائقة السرعة بمختلف أنحاء البلاد.

ومن الأشياء التي تحظى بأهمية خاصة لليابانيين، خط سكة حديدية فائق السرعة تكلفته 1.25 مليار دولار، ويمتد على 84 ميلا يربط بين تامبا وأورلاندو، ويمثل المرحلة الأولى في طريق يأمل مسؤولون بالولاية أن يصل في النهاية إلى ميامي. وتقدم 22 شركة عروضها، ومن المقرر أن تعلن الولايات المتحدة عن الشركة الفائزة خلال العام الحالي.

وتحرص اليابان أيضا على تسويق تقنية القطارات فائقة السرعة إلى اقتصادات ناشئة. وفي مطلع الشهر الحالي، قام مايهارا بزيارة فيتنام من أجل التفاوض على تمويل خط سكة حديدية طوله 1570 كيلومترا (975 ميلا) فائق السرعة يربط جنوب البلاد بالعاصمة هانوي في الشمال.

وتثق اليابان بتقنية القطارات فائقة السرعة الخاصة بها، وخلال العقود التي تلت انطلاق أول قطار فائق السرعة من محطة طوكيو في 1 أكتوبر (تشرين الثاني) 1964، قبل 10 أيام من انعقاد الأولمبياد الأولى باليابان. ولم تواجه شبكة القطارات فائقة السرعة أي حوادث مات فيها مواطنون. ويشير مسؤولون يابانيون إلى دقة مواعيد هذه القطارات على الرغم من التدفق الكبير للركاب، الذي يبلغ 300 مليون شخص في العام.

وتقوم شركة «السكك الحديدية المركزية اليابانية»، التي تتخذ من ناغويا مقرا لها، بالترويج لقطارها «N700 - I»، الذي يستخدم داخل اليابان وتصل سرعته إلى نحو 330 كيلومترا (205 أميال) في الساعة.

ولكن تتباهى الشركة أيضا بقطارها المغناطيسي المعلق فائق السرعة «MLX01»، الذي لا يزال في مرحلة الاختبار، والذي سجّل في عام 2003 أسرع تجربة في العالم، حيث قطع 581 كيلومترا (361 ميلا) في ساعة واحدة. ويستخدم القطار المغناطيسي المعلق قوة المغنطة التي تسمح للقطار بالارتفاع عن السكة الحديدية مما يقلل من الاحتكاك. وينطلق القطار على العجلات، ويرتفع بعد أن يصل إلى سرعات عالية.

ويقول هيتوشي إيدا، أستاذ الهندسة المدنية في جامعة طوكيو، إن هناك مشكلة في التكلفة، حيث تصل تكلفة نظام قطار مغناطيسي معلق محدود إلى ملايين الدولارات. وأضاف أن ضعف الخبرة في التسويق والتفاوض في الخارج يمكن أن يعيق مسعى طوكيو خارج البلاد.

وإذا لم تبدأ اليابان في بيع القطارات المغناطيسية المعلقة في الخارج، فإنها تخاطر بخسارة تميزها التقني، حسب تحذير إيدا، الذي قال: «توجد قيود على تطوير التقنية داخل المعامل. ولتطوير تقنية نحتاج إلى اكتساب خبرة ومشروعات جديدة بها تحديات واقتصادات واسعة النطاق».

وتعني التكلفة الكبيرة أن شركة «السكك الحديدية المركزية اليابانية»، التي تواجه تراجعا في عدد الركاب، لن تفتح خط قطار مغناطيسي معلق قريبا.

وفي هذه الأثناء ترغب إدارة أوباما في التأكد من أن أي شركات أجنبية تنفذ أعمال السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة ستوفر وظائف داخل الولايات المتحدة. وقال لاهود يوم الثلاثاء: «الشيء الوحيد الذي نطلبه من المصنعين هو: تعالوا إلى أميركا، وابحثوا عن المنشآت من أجل بناء ذلك في أميركا، واستعملوا عمالا أميركيين». وتقترب المواعيد النهائية، ومن بين 13 مليار دولار خططت الولايات المتحدة إنفاقها على مشاريع سكك حديدية لقطارات فائقة السرعة، أدرجت 8 مليارات دولار في ميزانية العام المالي الحالي.

ومن بين شركات السكك الحديدية البارزة، شركة «بومباردير» الكندية، و«سيمنز» الألمانية، و«ألاستوم» الفرنسية، بالإضافة إلى «جنرال إلكتريك» و«لوكهيد مارتن» الأميركيتين.

وإذا لم تفوز شركة «السكك الحديدية المركزية اليابانية» بالعقد، يمكن أن يبقى القطار المغناطيسي المعلق مجرد ابتكار جديد. ويوم الثلاثاء، ارتفعت صياح عدد من السياح في منصة ملاحظة بينما كان القطار يمر في الجوار. وتقول هيروكو كودا (69 عاما)، وهي تملك منزلا من مدينة مي غرب اليابان كانت عند خط السكك الحديدية مع زوجها: «إنه سريع جدا، شيء مفاجئ. هذه تقنية يجب أن تفخر اليابان بها، وأتمنى أن يجدوا عملاء في الخارج».

* خدمة «نيويورك تايمز»