دراسة: المستثمرون الخليجيون الأكثر مشاركة في إدارة ثرواتهم عالميا

76% ممن شملتهم الدراسة في السعودية و70% في قطر و90% في الإمارات

60% من إجمالي أصحاب الثروات حول العالم يعتقدون أن الاقتصاد العالمي سيشهد استقرارا أو حتى تراجعا خلال المستقبل القريب بحسب دراسة باركليز ويلث (رويترز)
TT

أجمعت أراء ألفي شخص من أكثر من 20 دولة عالمية على أن أصحاب الثروات في منطقة الخليج يهتمون بقضاء الوقت في المشاركة الفاعلة مع مديري ثرواتهم بهدف بناء محافظهم الاستثمارية، لتتحول النظرة إلى الأثرياء كمستثمرين سلبيين أمرا من الماضي.

وجاء ذلك في دراسة حديثة أصدرتها ذراع إدارة الثروات في بنك باركليز البريطاني (باركليز ويلث) كشفت عن آراء ومواقف المستثمرين من أصحاب الثروات تجاه توقعات الاقتصاد العالمي وتوقعات الاستثمار خلال السنوات المقبلة.

وتمثل دراسة «ويلث إنسايتس» التي تحمل عنوان «ثروات الأُمم المُتغيرة» استطلاعا للتوجهات والأولويات المالية والمخاوف والتوقعات الاقتصادية للأفراد من أصحاب الثروات حول العالم، في أعقاب أعنف أزمة اقتصادية منذ ثلاثينات القرن الماضي.

وتسعى هذه الدراسة إلى قياس توقعات أصحاب الثروات في العالم للسنوات العشر المقبلة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأفراد من أصحاب الثروات، وخاصة في دول منطقة الخليج، يشاركون ويتفاعلون بشكل أكبر في عملية إدارة استثماراتهم.

إلى أن 76 في المائة ممن شملتهم الدراسة في السعودية و70 في المائة في قطر و90 في المائة في الإمارات يقضون مزيدا من الوقت في المشاركة الفاعلة بإدارة محافظهم الاستثمارية. ومن الجدير بالملاحظة أن 73 في المائة من المستثمرين الإماراتيين يقضون أكثر من 20 ساعة أسبوعيا في إدارة استثماراتهم.

وتجتمع هذه العوامل معا لتشكل نظرة مستقبلية إيجابية للنمو الاقتصادي على مستوى العالم وعلى مستوى منطقة الخليج، التي عبر عنها أثرياء السعودية وقطر والإمارات.

وفي هذا الصدد، قالت سهى نشأت، الرئيس التنفيذي لباركليز ويلث الشرق الأوسط «يعتبر المستثمرون في منطقة الخليج من أكثر المستثمرين معرفة وإدراكا، وتشكل هذه الدراسة دليلا واضحا على ذلك».

فالأفراد من أصحاب الثروات في المنطقة يقضون وقتا أطول في مراجعة وتعديل محافظهم الاستثمارية، وهذا النهج المتفاعل يمثل توجها بات يكتسب أهمية أكبر على مستوى العالم، ومن شأنه أن يسهم في ضمان فهم المديرين الماليين لاحتياجات عملائهم وتلبيتها بشكل أفضل.

وكدليل آخر على هذا الموقف المبادر والمتفاعل، فقد أظهر المشاركون في الدراسة من السعودية وقطر والإمارات تبنيهم لموقف أكثر وعيا على المستوى الاجتماعي تجاه أساليب حياتهم ومشاركتهم الفاعلة في مجتمعاتهم.

فعلى سبيل المثال، يأتي أصحاب الثروات في هذه المنطقة ضمن أعلى 5 مراتب عالميا من حيث الوقت الذي يقضونه في التطوع لقضايا خيرية وإنسانية؛ حيث بلغت نسبة من ينفقون المال لخدمة هذه القضايا 47% في الإمارات و48% في السعودية و47% في قطر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن غالبية أصحاب الثروات في منطقة الخليج (ونسبتهم 62% في قطر و78% في السعودية و43% في الإمارات) يشترون فقط المنتجات التي تم توفيرها بطرق ووسائل أخلاقية.

وفي تعليقها على هذا التوجه الجديد في المنطقة، أضافت نشأت «نعتقد بأن آراء ومواقف الأفراد من أصحاب الثروات تجاه الثروة ستشهد تغييرا ملحوظا خلال العقد المقبل، مع احتمال ارتفاع نسبة انتقال الثروات للغايات الاجتماعية. ويعزز هذا التوجه ارتفاع عدد الأثرياء من الشباب، الذين يُعتبرون أكثر ميلا للتساؤل حول وظيفة وأهداف استثمار الثروات».

ومن جهة أخرى، فإن زيادة عدد أصحاب الثروات من النساء سيضيف مزيدا من الضغط باتجاه هذا التغيير، من حيث توفير المعلومات وأيضا فيما يتعلق بالنظرة إلى أولويات الاستثمارات.

كما تُظهر الردود التي جمعتها الدراسة أن التغير المناخي بات قضية مهمة، إن لم يكن بالغ الأهمية. ومن المثير للاهتمام أن 70% من أصحاب الثروات في قطر و62% في السعودية و38% في الإمارات عبّروا عن قلق متزايد بقضية التغير المناخي وهو ما يتماشى بدوره مع التوجهات العالمية. وكشف الإصدار الحادي عشر من الدراسة عن أن 65% من أصحاب الثروات حول العالم قلقون بشأن التغير المناخي، وأن 42% منهم يشجعون أصدقاءهم غالبا على شراء المنتجات الصديقة للبيئة.

وأظهر الإصدار الحادي عشر من دراسة «ويلث إنسايتس» أن المخاوف بشأن الأزمة العالمية ليست مخاوف مشتركة عالميا على أي حال.

فأصحاب الثروات في منطقة الخليج أكثر تفاؤلا بأداء الاقتصاد العالمي وأداء اقتصاداتهم المحلية. وقد عبر أصحاب الثروات في السعودية (70%) وقطر (88.70%) والإمارات (81.20%) عن اعتقادهم بأن الاقتصاد العالمي سيشهد نموا خلال السنوات القليلة المقبلة، بينما تعتقد أقلية منهم بأن النمو قد يحدث بعد فترة من التراجع الطفيف في المدى القريب. وبخلاف هذه الآراء، فقد أظهرت الأرقام أن 60% من إجمالي أصحاب الثروات حول العالم يعتقدون بأن الاقتصاد العالمي سيشهد استقرارا أو حتى تراجعا خلال المستقبل القريب.

وفيما يتعلق بالآراء حول أداء العقارات، يعتقد 77.40% من أصحاب الثروات في قطر ومثلهم في الإمارات و74% في السعودية أن العقارات ستشهد أداء جيدا إلى حد ما خلال السنوات الخمس المقبلة.

وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد 73.60% من أصحاب الثروات في الإمارات و78% في السعودية أن أداء الأسهم على المدى المتوسط سيتفوق على أدائها على المدى القصير. وفي الوقت الراهن، تعتقد الغالبية العظمى من أصحاب الثروات في قطر أن أداء سوق الأسهم على المدى القصير سيكون مماثلا لأدائها على المدى المتوسط، حيث يعتقد 32.10% منهم فقط أن أداء سوق الأسهم سيتحسن في المستقبل.

واختتمت نشأت «يكشف استطلاع الرأي العالمي عن استمرار حماس واهتمام أصحاب الثروات تجاه الأسهم والعقارات، وهو توجه من المحتمل أن يستمر على مدى السنوات الخمس المقبلة. وفيما تبقى، هناك درجة من الحذر لدى المستثمرين عقب الأزمة العالمية».