«اتش إس بي سي»: اقتصاد المنطقة في طريقه للانتعاش.. والاقتصادات الناشئة ستقود العالم

الرئيس التنفيذي قال إن نافذة البنك الإسلامية «أمانة» تمثل فرصة نمو قوية له

TT

اعتبر بنك «إتش إس بي سي» أمس أن الاتفاق الذي توصلت إليه «دبي العالمية» مع 60% من دائنيها هو أمر «محفز» ويشكل خطوة هامة للوصول إلى اتفاق مع كل الأطراف، لافتا في ذات الوقت إلى وجود الكثير من العمل لكي يتم الحصول على موافقة بقية البنوك الدائنة، «وقد يأخذ ذلك بعض الوقت». وأكد مسؤول رفيع في البنك دعم «إتش إس بي سي» الكامل لدبي وللإمارات، كما توقع أن يعود الاقتصاد في المنطقة للانتعاش من جديد خلال هذا العام والعام المقبل، معتبرا منطقة الشرق الأوسط سوقا مهمة في قلب عمليات التبادل التجاري الدولية والتدفقات الاستثمارية.

وقال سايمون كوبر نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في «HSBC» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تعليقه على المقترح المعدل لشركة «دبي العالمية» لإعادة جدولة الديون: «لا نزال ملتزمين تجاه عملية إعادة الهيكلة الجارية، ولدي كل الثقة في أنه سيتم التوصل إلى اتفاق إجماعي بين جميع الأطراف»، معتبرا أن «الاتفاق مع لجنة التنسيق الخاصة بالبنوك يشكل خطوة هامة على طريق الوصول إلى اتفاق جماعي بين كل الأطراف المعنية».

واعتبر كوبر خلال لقاء صحافي مصغر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين «دبي العالمية» ولجنة التنسيق للبنوك خطوة إيجابية للغاية، وأن «هذه الخطوة ستكون بمثابة القوة الدافعة والمحفزة لاقتصاد الإمارات»، لكن كوبر أشار في المقابل إلى أن هناك الكثير من العمل لكي يتم الحصول على موافقة بقية البنوك الدائنة، «وقد يأخذ ذلك بعض الوقت، وأعتقد أن العالم يمكنه أن يتعلم كثيرا من الطريقة التي قامت بها الأطراف المعنية بمسألة ديون (دبي العالمية)، بالعمل معا للتوصل إلى الاتفاق لمصلحة اقتصاد دبي والإمارات، وللقطاع المالي ككل».

ورفض كوبر التطرق إلى ديون «مجموعة دبي القابضة» وخطة إعادة جدولتها، مكتفيا بالتأكيد على دعم البنك الكامل لدبي، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، ولشركات ومؤسسات القطاع العام والخاص فيها، التي يعمل معها البنك.

إلى ذلك قال كوبر لـ«الشرق الأوسط» إن نافذة البنك الإسلامية «إتش إس بي سي أمانة» تمثل فرصة نمو قوية له في المنطقة، مشيرا إلى أن تطوير البنك لهذه النافذة يأتي من منطلق ازدياد الطلب على الخدمات المتوافقة مع الشريعة في المنطقة.

وعن مصادر ثقة البنك في الاقتصاد الإماراتي قال كوبر إن البنك لا يزال على ثقة من أن السلطات في الإمارات سوف تتخذ التدابير الصحيحة لدعم مسيرة النمو الاقتصادي المستمرة، «فالإمارات سوق مهمة في قلب منطقة الشرق الأوسط، وهي تعتبر من الأسواق الناشئة الهامة بالنسبة لبنك (HSBC)، باعتباره البنك العالمي الرائد لأعمال الأسواق الناشئة»، مشيرا إلى أن «(HSBC) حافظ على وجوده المتميز والمتواصل في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من قرن، وأن التزامه تجاه المنطقة لا يزال راسخا وقويا».

وتوقع كوبر أن يعود الاقتصاد للانتعاش من جديد خلال هذا العام والعام المقبل، معتبرا أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر سوقا مهمة في قلب عمليات التبادل التجاري الدولية والتدفقات الاستثمارية. لافتا إلى أن أحد مؤشرات ثقة البنك بالمنطقة والتزامه بها هو إطلاقه صندوق تمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الإماراتية برأسمال قدره 100 مليون دولار أميركي، وذلك بهدف توفير الدعم لعملاء الخدمات المصرفية للشركات في الإمارات العربية المتحدة.

ويتوقع كوبر أن تقود الاقتصادات الناشئة العالم كله في مجال خلق الثروات في القرن الحادي والعشرين، و«لذلك فقد كان من الطبيعي أن يركز بنك (HSBC) على توسيع أعمال بريميير في تلك الأسواق، فالأسواق الناشئة من عناصر القوة الرئيسية بالنسبة لنا منذ بداية تأسيس المجموعة في عام 1865» وعلاوة على ذلك، يرى كوبر أن «خلق الثروات في عصر العولمة يعنى تزايد عدد العملاء من أصحاب الثروات الذين سيحتاجون إلى خدمات إدارة الثروات في الكثير من الدول، ويتمتع بنك (HSBC) بمكانة متميزة عن باقي البنوك في ما يتعلق بتقديم الخدمات لهؤلاء العملاء من خلال عروض خدمات بريميير وأدفانس، كما أن المبادرات الخاصة بالخدمات المصرفية للأفراد التي قمنا بإطلاقها مؤخرا تقوم في أساسها على نموذج أعمالنا القائم على مبدأ تعزيز العلاقات مع العملاء، وذلك لضمان استمرارية منتجاتنا وخدماتنا للبنك والعملاء على حد سواء».

ويضيف: «ولكن من المهم أن نلاحظ أن التحديات ما زالت قائمة في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد، حيث تتسع فيها مخاطر الديون، وانخفاض معدلات الفائدة فضلا عن السيولة وقضايا التمويل التي تسبب المزيد من الضغوط على عملاء الخدمات المصرفية للأفراد».