بيت لحم: مؤتمر الاستثمار الثالث يهدف إلى جلب مشروعات متوسطة

ينطلق بعد أسبوع بمشاركة أكثر من 800 رجل أعمال عربي وأجنبي وفلسطيني

TT

يسابق العمال الفلسطينيون الزمن في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية لرسم أجمل صورة ممكنة للمدينة قبل أقل من 10 أيام على استضافتها مؤتمر الاستثمار الثاني فيها، والثالث في الضفة الغربية خلال 3 أعوام.

وأنهت السلطة تقريبا معظم الترتيبات لاستضافة ما يزيد على 800 رجل أعمال فلسطيني وعربي وأجنبي، وبعض الضيوف الرسميين في المؤتمر الذي أريد له أن يجذب استثمارات تنشئ مشروعات متوسطة وصغيرة.

وقبل يومين دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، المستثمرين العرب إلى الاستثمار في فلسطين، متعهدا بخلق مناخ استثماري مناسب في الأراضي الفلسطينية، وقال عباس إن الاقتصاد الفلسطيني يحتوي على فرص استثمارية كبيرة، تدعم بشكل مباشر هذا الاقتصاد.

وهذه ثالث محاولة خلال 3 سنوات تجريها السلطة لجلب استثمارات إلى الأراضي التي تخضع حدودها ومعابرها لسيطرة إسرائيلية، طالما شكلت عائقا للاستثمار والتنمية الاقتصادية. وترى السلطة في المؤتمر المقرر عقده الشهر القادم، الفرصة الأولى الحقيقية لجلب استثمارات إلى الأراضي الفلسطينية، على الرغم من أنها عقدت مؤتمرين قبل ذلك.

وسيهتم هذا المؤتمر بالمؤسسات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي يعتمد عليها الاقتصاد الفلسطيني، وفي المرتين السابقتين حاولت السلطة جلب استثمارات كبيرة لكنها ووجهت بأسئلة صعبة من المستثمرين حول حرية حركة البشر والبضائع. وفضل المستثمرون العرب شراء أسهم في شركات قائمة أو تمويل مشروعات عقارية كبيرة.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يربط بين تطوير التنمية الاقتصادية وإعادة فرض الأمن في مناطق الضفة الغربية. ويقول إن هذا سيضمن تحقيق التنمية، لكن الاقتصادي السابق في البنك الدولي، توصل إلى قناعة بأنه لا يمكن خلق تنمية مستدامة تحت الاحتلال، ولذا دعا مرارا إلى التخلص من القيود الإسرائيلية. وتقاتل السلطة على جبهة التخلص من هذه القيود، إلا أنها تصطدم بواقع صعب على الأرض واتفاقات اقتصادية تجعل من اقتصادها تابعا لإسرائيل.

وسيشارك في المؤتمر المئات من رجال الأعمال الفلسطينيين من الداخل والخارج، ورجال أعمال عرب وأجانب، وحتى يمكن مشاركة إسرائيليين. ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر وزيرا الاقتصاد الأردني والمصري ومسؤولين آخرين.

وقال المدير العام للهيئة العامة لتشجيع الاستثمار، المدير التنفيذي لمؤتمر فلسطين للاستثمار، جعفر هديب، إن الإدارة التنفيذية للمؤتمر تسلمت قائمة تضم 815 موافقة على تصاريح زيارة للمشاركين من خارج فلسطين في مؤتمر فلسطين للاستثمار الذي سيعقد خلال يومي 2 و3 يونيو (حزيران) 2010 في مدينة بيت لحم. وتقول السلطة إن المؤتمر سيخلق فرصا استثمارية كبيرة في فلسطين، وسيعرف رجال الأعمال الفلسطينيين على نظرائهم القادمين من الخارج، مما يتيح إجراء صفقات تجارية تسهم في تطوير الاقتصاد الفلسطيني.

وتوقع هديب أن يخرج المؤتمر بنتائج كبيرة؛ منها الإعلان عن مجموعة من البرامج الداعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في فلسطين، وتسجيل إعلانات استثمارية خلال المؤتمر، عبر توقيع اتفاقيات بين شركات من القطاع الخاص المحلي ونظيراتها من الخارج، كما أنه سيوفر فرصة حقيقية وجيدة للقطاع الخاص الفلسطيني ليتواصل مع القطاع الخاص العالمي.

وأوضح هديب أن كل مؤتمرات الاستثمار التي عقدت في فلسطين تهدف في مجملها إلى إعطاء صورة مشرفة للاستثمار في فلسطين وإظهار النجاحات التي حققها القطاع الخاص الفلسطيني.

وأظهرت الدراسات الأخيرة تقدما اقتصاديا في الضفة الغربية، بعكس ما يحدث في قطاع غزة؛ إذ تدهور الوضع الاقتصادي هناك.

وساعدت المؤتمرات الاستثمارية على خلق بعض المشروعات المهمة، لكن اقتصاد السلطة الفلسطينية لا يزال مرهونا بالدعم الدولي لها.