تحسن الأسواق في وول ستريت ينعكس على الأسواق الأوروبية

انخفاض سعر الفائدة بين البنوك لأول مرة منذ 14 جلسة

شهدت أسواق الأسهم في كل من اليابان وهونغ كونغ وأستراليا ارتفاعا طفيفا (رويترز)
TT

سجلت أسواق الأسهم الأوروبية مكاسب متواضعة أمس الجمعة نتيجة للمؤشرات الإيجابية في آسيا ووول ستريت. ويبدو أن موقف الشركات التي ما تزال محتفظة بقوتها والتوقعات الاقتصادية سيبعدان، خلال الفترة الراهنة على الأقل، القلق بشأن مشكلات الدين الأوروبي.

وقال ماتيو جولياني، وهو العضو المؤسس بـ«لاتيين آست ماندجمنت» في باريس، إن المكاسب تمثل انتعاشا طبيعيا بعد الهبوط الحاد و«عمليات البيع الهستيري» التي شهدتها جلسات التداول الأخيرة، التي جاءت نتيجة لمشكلات الميزانية في أوروبا والتوترات في شبه الجزيرة الكورية. كانت أسواق الأسهم الأوروبية قد شهدت ارتفاعا مشوبا بالحذر، حيث ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن محققا 0.6 في المائة، ومؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.3 في المائة. فيما أشار ستاندرد آند بورز 500 للعقود الآجلة إلى ارتفاع طفيف لدى بدء التداول في وول ستريت.

وقد شهدت أسواق الأسهم الرئيسة في كل من اليابان وهونغ كونغ وأستراليا ارتفاعا طفيفا بنسبة 1.2 في المائة مدفوعة بأداء قوي لم تشهده وول ستريت من قبل خلال العام الحالي.

وقال جولياني، واصفا الأوضاع الحالية حيث يفضل المضاربون السندات والأسهم قصيرة الأجل: «لا يزال هناك نوع من التعارض بين مؤشرات البيئة القوية الهشة والشركات الأكثر قوة. هناك بعض الصفقات، لكنك بحاجة لأن تكون على استعداد للبيع».

كما انخفض العائد على معظم السندات الأساسية في دول منطقة اليورو بشكل طفيف، وقال محللون إن الطلب في مزاد سندات الحكومة الإيطالية يوم الجمعة كان جيدا. وكان هذا أول اختبار للرغبة في السندات الإيطالية منذ إعلان خطة التقشف من قبل روما هذا الأسبوع.

وكانت هناك أيضا مكاسب في سعر صرف اليورو وأسعار النفط. حيث جرى تداول اليورو عند 1.2415 دولار، بارتفاع عن تداول مساء الخميس حيث بلغ 1.2362 دولار.

وخلال جلسة ما قبل التداول في الأسواق في بورصة نيويورك التجارية، شهد النفط الخام الخفيف تسليم يوليو (تموز) ارتفاعا بلغ 79 سنتا للبرميل ليصل سعر البرميل إلى 75.34 دولار. وقال مضاربون إن تحسن أسعار الأسهم والبيانات الرسمية التي تظهر ارتفاع الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والصين ساعدت مكاسب أفضل.

إلى ذلك، انخفض سعر الفائدة بين البنوك في لندن المعروف باسم ليبور - معدل لدفع فوائد على الاقتراض بالدولار لمدة ثلاثة أشهر - للمرة الأولى خلال 14 جلسة تداول، حيث تراجعت الفائدة إلى 0.536 في المائة بعد أن وصل إلى 0.538 في المائة يوم الخميس، وفقا لاتحاد المصرفيين البريطانيين.

ورفعت شركة «دايملر»، شركة صناعة السيارات الألمانية الفارهة، من توقعاتها بزيادة أرباح مرسيدس بنز يدعمها في ذلك تحسن الطلب العالمي. وأضافت أن سعر السهم قفز 1.4 في المائة. كما ارتفع سعر سهم شركة «مان» لصناعة الشاحنات الألمانية بنسبة 1.7 في المائة، بعد أن قدمت إشارات إيجابية لتحسن المبيعات هذا العام.

وفي طوكيو شهد مؤشر نيكاي 225 القياسي ارتفاعا عند الإغلاق بلغ 1.3 في المائة ليغلق على 9.762.98 نقطة، ليضيف إلى المكاسب 0.7 في المائة و1.2 في المائة التي حققها يومي الأربعاء والخميس، على التوالي.

كما ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ليغلق على ارتفاع بنسبة 1 في المائة كما ارتفع مؤشر إس آند بي/ إيه إس إكس 200 في أستراليا بنسبة 1.8 في المائة. وفي تايوان ارتفع مؤشر تاييكس بنسبة 0.7 في المائة، كما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.7 في المائة. وفي الصين، حيث يعاني المستثمرون من أوضاع غير مستقرة منذ أشهر نظرا لمحاولات السلطات كبح جماح وتيرة النمو المزدهر في البلاد، ظل مؤشر شانغهاى المركب دون تغيير تقريبا.

في الوقت نفسه أغلقت بورصات سنغافورة وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا للعطلة.

جاءت المكاسب الآسيوية في أعقاب قفزة لمؤشر داو جونز الصناعي بلغت 284.54 نقطة أو 2.9 في المائة بين عشية وضحاها نظرا للثقة التي حصل عليه المستثمرون من بكين بأن السلطات الصينية لن تراجع استثماراتهم باليورو على الرغم من المخاوف الواسعة بشأن اقتصاد منطقة اليورو والتراجع الحاد في قيمة اليورو هذا العام.

وساعدت موافقة البرلمان الإسباني على تطبيق خفض إضافي في الميزانية، والتي بدأت ديونها تصل إلى مستويات مقلقة للأسواق هذا الشهر، في رفع معنويات المستثمرين. ولكن القرار تمت المصادقة عليه في مدريد بصعوبة بالغة، مما يبرز التحديات الهائلة التي تواجه صانعي السياسة هناك وفي أماكن أخرى في أوروبا في جهودها لكبح جماح ارتفاع العجز في الميزانية. وعلى الرغم من أهمية تدابير التقشف المؤلمة التي اتخذتها سلسلة من الحكومات الأوروبية في الأسابيع الأخيرة، فإنها أثارت المخاوف من أن ينتهي الانتعاش الهش الذي تشهده المنطقة سريعا. ويخشى المحللون أن تلازم هذه المخاوف الأسواق المالية العالمية وتؤدي إلى معاملات متقلبة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

* ساهمت باتين واسنر في اعداد هذا التقرير من هونغ كونغ.

* خدمة «نيويورك تايمز».