800 ألف شركة

علي المزيد

TT

عدد الشركات العائلية العاملة في السعودية وفق دراسة أجرتها غرفة تجارة قطر يبلغ 800 ألف شركة عائلية سعودية، وفي الإمارات العربية 300 ألف شركة عائلية. الجميع في الخليج والدول العربية يناقش ضرورة الحفاظ على هذه الشركات العائلية. اليوم ينطلق في العاصمة السعودية منتدى بعنوان «دور شباب الأعمال في بقاء واستمرارية الشركات العائلية» في غرفة تجارة الرياض.

السؤال المهم لماذا نسعى لبقاء الشركات العائلية؟ ونقيم المؤتمرات لها؟ هناك عدة أسباب وجيهة؛ منها أنه بتفكك الشركة تموت خبرة متراكمة عبر جيل أو أكثر لهذه الشركة أيا كان نشاطها سواء مقاولات أو تصنيع أو خدمة، السبب الثاني أن تفكك الشركة يؤدي إلى تشريد موظفيها ولو بشكل مؤقت وتغير وضعهم المادي إذ قد يقبلون بمرتبات أقل بغية العيش هم وأبناؤهم.

وإذا كان العدد 800 ألف شركة وافترضنا أن كل شركة يعمل بها 3 أشخاص فنحن نتحدث عن 2.4 مليون موظف، واحسب أخي القارئ كم يعولون. السبب الثالث والأخير في وجهة نظري هو إفلاس الملاك وهم من المجتمع تجب حمايتهم بل هم مشغلون وموظفون بغض النظر عن وجهات المتشائمين التي تراهم لصوصا وحرامية.

عددت لكم الأسباب التي تدفع أصحاب الشركات العائلية وبعض شرائح المجتمع لبحث الأسباب التي تؤدي إلى بقاء الشركات أو لنقل لبحث الأسباب التي تؤدي لموت الشركات العائلية، ولكن هل موت الشركات العائلية مشكلة أم حل. حقيقية الأمر إنه الاثنان معا لأنه يخلق مشكلة نتيجة الأسباب الثلاثة التي ذكرت، ولكن حل أيضا فموت شركة عائلية في نشاط معين يعطي شركة أخرى قد تكون ناشئة لتحل محلها والسيطرة على حصتها في السوق، بمعنى موت عظامي وقيام عصامي وهذا حال الدنيا أيضا هو ينهي الخلافات العائلية بغض النظر عن ارتفاع التكلفة. لذلك في مؤتمرات الشركات العائلية يناقشون دستور العائلة وميثاق العائلة ومن ذلك عدم تعيين شخص من العائلة في منصب قيادي في الشركة ما لم يكن جامعيا وقد يكون هذا العضو من العائلة قوي الشخصية ومؤثرا فيما يكون الجامعي أقل قوة وتأثيرا فيسعى القوي لتفكيك الشركة سعيا للاستقلال بدلا من التبعية فيكون الميثاق الذي أردنا به الحفاظ على الشركة سببا لتفكيك الشركة، لذلك لا بد أن نسلم بأن موت الشركات العائلية من سنن الحياة، ولنبحث في مؤتمراتنا القادمة طريقة التفكيك أو التخارج الصحيحة لأعضاء العائلة. ودمتم

* كاتب اقتصادي