انطلاق مؤتمر المنظمة العالمية للسكر في مراكش

السعودية وأميركا تنضمان إلى المنظمة العام الحالي

محمد فيكرت
TT

وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعار السكر في الأسواق العالمية خلال السنة الحالية، انطلق أمس في مراكش مؤتمر المنظمة العالمية للسكر، وهي منظمة حكومية تضم 85 دولة.

وكان الإنتاج العالمي للسكر انخفض خلال الموسم الزراعي السابق (2009 / 2010) إلى 158 مليون طن في حين ارتفع استهلاك العالم من السكر إلى 164 مليون طن، وذلك نتيجة تراجع إنتاج الهند من السكر، حيث بلغ 14 مليون طن في حين كان في الموسم الزراعي السابق 29 مليون طن، وكذا انخفاض إنتاج البرازيل بسبب الظروف المناخية.

وخلال الموسم الحالي (2010 - 2011) تتوقع المنظمة العالمية للسكر أن يبلغ حجم الإنتاج العالمي 172 مليون طن وأن يبلغ الاستهلاك 170 مليون طن. الشيء الذي سينتج عنه فائض بمقدار مليوني طن.

ويرى محمد فيكرت، رئيس الشركة المغربية لتكرير السكر «كوزيمار»، ورئيس المنظمة العالمية للسكر، أن هذا الفائض الضئيل لن يكون له تأثير كبير على توجه الأسعار. وقال فيكرت لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع طلبا قويا على السكر في السوق العالمية بهدف إعادة تشكيل الاحتياطي الاستراتيجي لبعض الدول، التي تم استنفادها خلال العامين الأخيرين في سياق انخفاض الإنتاج. وأضاف فيكرت أن الإنتاج المرتقب للهند، التي تعتبر أكبر مستهلك للسكر في العالم بنحو 24 مليون طن في السنة، لن يتجاوز 19 مليون طن خلال الموسم الحالي، لذلك سيكون عليها استيراد نحو خمسة ملايين طن لاستكمال حاجياتها بالإضافة إلى كمية مماثلة من أجل إعادة تشكيل الاحتياطي الاستراتيجي للبلاد. أما البرازيل التي تعتبر أكبر منتج وأكبر مصدر للسكر في العالم فيتوقع أن يصل إنتاجها هذه السنة نحو 35 مليون طن. غير أن إنتاج قصب السكر في البرازيل أصبح يوجه بشكل متزايد لاستخراج الطاقة بدل إنتاج السكر. ويضيف فيكرت «إن جزءا مهما من إنتاج البرازيل من قصب السكر أصبح يوجه لصناعة وقود الإيثانول الذي يخلط بالبنزين ويستعمل كوقود للسيارات، بالإضافة إلى توجيه جزء آخر من إنتاج البرازيل من قصب السكر للاستعمال كمحروق لتوليد الكهرباء بدلا من الفيول. وهذه الاستعمالات الجديدة الآخذة في التوسع تشكل منافسا قويا لصناعة السكر، خاصة مع تطوير تقنيات جديدة في هذه المجالات». وعن وضعية إنتاج السكر في المغرب، قال فيكرت إن الفيضانات الأخيرة خلفت خسائر في مجال الزراعات السكرية بلغت 85 ألف طن. وأضاف «كنا نتوقع أن نصل هذه السنة إلى 490 ألف طن من الإنتاج المحلي مقابل 450 ألف طن في السنة الماضية، غير أن الفيضانات أفسدت نحو 7 آلاف هكتار من بساتين الشمندر السكري وقصب السكر».

وأشار فيكرت إلى أن الإنتاج المحلي لن يسهم هذه السنة إلا بنسبة 35 في المائة في تلبية حاجيات المغرب من السكر، وأنه سيستكمل الباقي عبر استيراد السكر الخام من البرازيل وتكريره في مصانع كوزيمار في الدار البيضاء. وقال فيكرت لـ«الشرق الأوسط» إن كوزيمار التي تحتكر تصنيع وتوزيع السكر في المغرب تبحث فرص الاستثمار والتوسع في 20 دولة أفريقية. وقال «ندرس حاليا 12 ملفا تتعلق بشراء حصص في شركات لصناعة السكر موجودة في 20 بلدا أفريقيا. ففي عدد كبير من البلدان الأفريقية هناك قدرات مؤكدة لتطوير زراعة القصب السكري، غير أن هذه القدرات غير مستغلة بالشكل الكامل. لذلك نسعى إلى نقل خبرة المغرب العريقة في هذا المجال».

كما تبحث كوزيمار شراء حصص في شركة كبرى في البرازيل في إطار سعيها لضمان استمرارية تموين السوق المغربية.