نجح مؤتمر الاستثمار الثاني، «الاستثمار في فلسطين: تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، الذي عقدته السلطة في مدنية بيت لحم، في جذب استثمارات فاقت نصف مليار دولار، كما أطلق المؤتمر مشروعا ضخما للإقراض بنفس القيمة.
وانطلق اليوم الثاني للمؤتمر أمس بجلسات بحثت الاستثمار في قطاعات البناء والبيئة والزراعة والاتصالات والطاقة والبنوك، ووقّعت عدة شركات فلسطينية مع أخرى عربية وأجنبية عدة مشاريع متوسطة وصغيرة في مجالات البناء والاتصالات والزراعة.
وأكد وزير الزراعة إسماعيل دعيق أن مستثمرين من القطاع الخاص وقعوا اتفاقيات في مجال الزراعة يتوقع أن تتجاوز قيمتها في نهاية المؤتمر 150 مليون دولار أميركي.
كما ظهر دور بارز للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي حرصت على توقيع عدة اتفاقات مختلفة لدعم مشاريع في تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات. وقال الدكتور حسن أبو لبدة وزير الاقتصاد الوطني: «المشاريع الاستثمارية تجاوزت قيمتها 500 مليون دولار».
وبالإضافة إلى هذه المشاريع، أطلق المؤتمر مشروع «أمل» العقاري للإقراض الطويل بقيمة 500 مليون دولار. واعتبر محمد مصطفى رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني، توقيع اتفاقية إنشاء شركة «أمل» من أهم إنجازات مؤتمر الاستثمار. وقال إن الشركة ستقوم بالعمل على تنفيذ بناء قرابة 30 ألف وحدة سكنية، بقيمة 500 مليون دولار أميركي.
وأوضح مصطفى أن برامج الشركة، والقائمة على التقسيط الميسر ولمدة تصل إلى 25 عاما، تعتبر الأكثر تطورا والأكثر سهولة من بين البرامج المطروحة في الشرق الأوسط. ومن جانبه قال دانيال روبنستين، القنصل الأميركي العام في القدس، إن البرنامج هو «نتاج لشراكة قوية وناجحة قامت بين عدد من المؤسسات الأميركية والفلسطينية والدولية»، مؤكدا أن «العمل الذي نقوم به في دعم هذا القطاع العقاري الحيوي هو جزء أساسي من دعمنا لبرنامج السلطة الوطنية لبناء مؤسسات الدولة، وعنصر مهم في سعينا المشترك نحو السلام».
وقال بيان صادر عن مؤتمر الاستثمار: «سيقوم صندوق الاستثمار الفلسطيني بتوفير تمويل بقيمة 72 مليون دولار للبرنامج، بينما ستقوم مؤسسة الاستثمار عبر البحار (أوبيك)، التي هي مؤسسة حكومة أميركية تعمل على تسهيل استثمارات القطاع الخاص الأميركي في الدول الأقل نموا، بتوفير تمويل بقيمة 241 مليون دولار، بينما ستعمل مؤسسة التمويل الدولية، الذراع الاستثمارية للبنك الدولي، على تقديم 72 مليون دولار أخرى، وسيقوم بنكان محليان فلسطينيان، هما بنك فلسطين وبنك القاهرة عمان، بتوفير مبلغ 100 مليون دولار، كما سيعمل البنكان على التعامل المباشر مع جمهور المقترضين (...) وستقوم مؤسسة (دي اف اي دي) البريطانية بتقديم 20 مليون دولار كتمويل تحفيزي لدعم عملية الإقراض في البرنامج».
وبحسب البيان فإن تنفيذ البرنامج سيبدأ «خلال الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بالتزامن مع تنفيذ مشاريع سكنية لذوي الدخل المحدود والمتوسط». وقال جورج ميتشل مسؤول الوفد الرئاسي الأميركي المشارك في مؤتمر فلسطين للاستثمار ببيت لحم: «إن المشروع (أمل)، سيعطي القروض لعائلات صغيرة على مدار 25 عاما، كما سيؤمن لهم السكن وخلق المزيد من فرص العمل».
وأضاف ميتشل: «لا توجد مشكلة لا يمكن حلها، كل المشكلات يمكن حلها من قبل الناس رغم صعوبتها». وأضاف: «إن النمو الاقتصادي هو الذي جلبنا إلى بيت لحم.. الإصلاحات التي تقوم بها السلطة الوطنية هي ما دفع الرئيس أوباما إلى إرسال وفد برئاستي شخصيا للمشاركة في المؤتمر». وأشاد ميتشل بما وصفه بـ«الانفتاح الحاصل في الأسواق المحلية والعالمية».
ومن جهته وصف توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية، فلسطين بأنها بلد «مفتوح للاستثمار»، وقال بلير: «إن مؤتمر هذا العام مختلف عن مؤتمر 2008 الذي كان يهدف إلى الإعلان عن التوجه نحو الاستثمار وتعزيزه، واليوم الهدف أكبر بكثير». وهذا ثاني مؤتمر تعقده السلطة في بيت لحم خلال 3 أعوام، وحضره نحو 1000 من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب والأجانب. وقد تحول المؤتمر إلى تقليد سنوي، وقدمت السلطة ما مجموعه 123 مشروعا متوسطا وصغيرا بكلفة نصف مليار دولار.
وعلى هامش المؤتمر أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أبراج كابيتال» للاستثمار في أسهم الشركات، ومقرها دبي، أن الشركة تعتزم الاستثمار في ما بين 20 إلى 25 شركة فلسطينية صغيرة ومتوسطة الحجم في السنوات الأربع المقبلة. وأضاف توم سبيتشلي أن «أبراج» تتطلع إلى قطاعات، منها الصناعات الزراعية والرعاية الصحية والتعليم والرخام والمحاجر.
وفي الوقت نفسه أعلن رئيس مؤتمر فلسطين للاستثمار جعفر هديب الخميس أن بنكا فرنسيا وقّع اتفاقيات تعاون مع خمسة بنوك فلسطينية لدعم القطاع الخاص. وقال هديب لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقّع بنك (ناتيكسيس) الفرنسي في بيت لحم اتفاقيات مع خمسة بنوك فلسطينية هي: (البنك العربي)، و(القاهرة عمان)، و(فلسطين)، و(القدس)، و(العقاري المصري العربي)».