صناعة الطيران العالمية تتوقع أرباحا بقيمة 2.5 مليار دولار خلال العام الحالي

تحذير بشأن إضرابات الشركات الأوروبية

جيوفاني بيسينياني الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) يتحدث خلال المؤتمر السنوي للاتحاد في برلين أمس (رويترز)
TT

اجتازت شركات الطيران العالمية عامين من الشقاء الاقتصادي بتحسن مفاجئ في توقعات الصناعة أمس الاثنين، وإن جاء هذا مقرونا بتحذير قوي بشأن الناقلات الأوروبية.

وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إنه يتوقع الآن أن تحقق شركات الطيران في أنحاء العالم 2.5 مليار دولار ربحا هذا العام، وهو تحسن بأكثر من 5 مليارات دولار عن توقعاته لخسارة منذ 3 أشهر فحسب.

وقال جيوفاني بيسينياني الرئيس التنفيذي للاتحاد، إن الاقتصاد العالمي يتحسن أسرع من المتوقع، معززا حركة النقل والعوائد بحدة، وهو ما لم يكن يتصوره أحد منذ شهرين خلال أزمة الرماد البركاني في أوروبا.

لكن من المتوقع أن يكون التحسن أبطأ في أوروبا التي تكابد ديونا رديئة ومشاعر سيئة من تداعيات أزمة الرماد في أبريل (نيسان)، ولا سيما بعد أن أصابت سلسلة من الإضرابات حركة النقل الجوي بالشلل خلال الصيف.

وكانت التوقعات السابقة لاتحاد «إياتا» تنبئ بخسائر قدرها 2.8 مليار دولار للصناعة في 2010 مع قيام شركات الطيران بخفض الأسعار لجذب المسافرين. وقال الاتحاد أمس إنه لا يزال من المتوقع أن تخسر أوروبا 2.8 مليار دولار وهو ما يزيد نحو 30 في المائة على توقعاته في مارس (آذار).

ومن المتوقع أن يكون التحسن العالمي هو الحدث الأبرز في افتتاح الاجتماع السنوي للاتحاد وهو ما أكدته تصريحات المسؤولين التنفيذيين.

فقد قالت الناقلة الألمانية «لوفتهانزا» أمس، إن أعداد المسافرين تتحسن لكن العوائد في كل من الرحلات الطويلة والقصيرة لا تزال دون مستوى العام السابق.

وقال انريكي كيتو الرئيس التنفيذي لشركة «لان» لـ«رويترز»، إن أرقام حركة النقل لشهر يونيو (حزيران) تبعث على التفاؤل حتى الآن. وقد تنتقل نبرة التفاؤل العام إلى شركات صناعة الطيران المشاركة في معرض برلين الجوي الذي يعقب اجتماع «إياتا». وقد تكون للمعرض الإقليمي الذي يطغى عليه غالبا معرضا باريس وفارنبورو الأكبر، مكانته هذا العام عندما يعقد في الفترة من الثامن إلى الثالث عشر من يونيو.

وقال جون ليهي مدير المبيعات في «إيرباص» التابعة لمجموعة الطيران والدفاع «إي إيه دي إس» لـ«رويترز» إنه سيكشف عن صفقات خلال المعرض، لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل. وثمة تكهنات بأن شركة طيران الإمارات العملاقة وهي أكبر مشتر لطائرات «إيرباص» قد تعزز أسطولها قريبا.

وفي غضون ذلك، قال الرئيس التنفيذي لقسم الطائرات التجارية في «بوينغ» لـ«رويترز» أمس، إن شركة صناعة الطائرات تجهز عددا من الاتفاقات لبيع طائرات طويلة المدى من طرازي «777» و«787».

لكن وكما هو شأن صناعة الطيران دائما يشوب الأنباء الطيبة مزيد من الأنباء السيئة.

ويحضر الاجتماع نحو 700 مندوب يمثلون أكثر من 100 شركة طيران، ومن المرجح أن تركز المناقشات على تفاعل الصناعة مع أزمة بركان آيسلندا.

انتقد الاتحاد الإضرابات التي تنظمها نقابات العاملين في شركات الطيران في الوقت الذي تواجه فيه الشركات صعوبات للعودة إلى الربحية في ظل تضخم النفقات وإغلاق المجالات الجوية وضعف الظروف الاقتصادية.

وقال بيسينياني «يجب أن يتحلى الطيارون وأطقم الضيافة بالواقعية.. الإضراب في مثل هذا الوقت يعبر عن نظرة ضيقة لا معنى لها».

لكن الاتحاد توقع أن تمنى شركات الطيران في أوروبا بخسائر مجمعة تقدر بنحو 2.8 مليار دولار هذا العام، بسبب تداعيات سحابة بركان آيسلندا التي اجتاحت أوروبا في أبريل، وأدت إلى إغلاق أجواء مناطق كثيرة في القارة الأوروبية، إضافة إلى تأثير الإضرابات العمالية.

وأضاف بيسينياني «ينبغي على العاملين الكف عن الاحتجاج والتعاون».

وقد تزيد المتاعب بفعل إضرابات في أوروبا واضطرابات في آسيا.

وتشهد الخطوط الجوية البريطانية سلسلة من إضرابات أطقم الطائرات في حين تلوح اضطرابات عمالية في أفق «لوفتهانزا».

ويحضر ويلي والش الرئيس التنفيذي للخطوط البريطانية اجتماع برلين رغم سخرية قادة نقابيين منه لعدم مكوثه للتفاوض لإنهاء نزاع مرير بشأن أوضاع العمل، وقد وجه انتقادا صريحا لنقابة يونايت التي تمثل أطقم الطائرات.

وأبلغ «رويترز» على هامش عرض توضيحي لتحالف شركات الطيران «وان - وورلد»، «أخفقوا في جهودهم وسيواصلون الإخفاق».

وأضاف أن شركة الطيران لا تقايض بين وفورات التكلفة التي حققتها من تخفيضات وبين تكلفة الإضراب في حد ذاتها.