سوق الأسهم السعودية تقاوم على أعتاب 6000 نقطة

هيئة السوق المالية تنمي ثقافة الادخار عند الأطفال برسومات كرتونية

TT

تحاول السوق المالية السعودية المقاومة في مخاض تجربتها في معترك تداعيات توتر الأسواق العالمية جراء وضع الأزمة المالية الأوروبية المتمثلة في الديون المتراكمة على بعض اقتصادياتها، إذ نجحت أمس في مقاومة الانخفاض التي تعرضت له وإقفال تداولاتها على ارتفاع واحد في المائة.

وتعيش سوق الأسهم السعودية حالة من التذبذب بعد أن سجلت خسائر قوية نهاية الشهر الماضي جراء تداعيات الأسواق العالمية المتوازية مع أنباء الديون اليونانية حينها، وحتى بعد الإعلان عن خطة الإنقاذ، ما زالت الأسواق تعاني من تبعات تقلص الثقة وشح السيولة.

وباتت سوق الأسهم السعودية على أعتاب حاجز نقطي مهم عند 6000 التي كان قد تهاوى منها حيث توقفت تعاملات الأمس عند 5988 نقطة، بقيمة تداول بلغت 3.7 مليار ريال (مليار دولار)، تم خلالها تدوير 170.9 مليون سهم، نفذت عبر 107.4 ألف صفقة.

وجاءت حركة صعود الأمس بفضل انتعاش الأسهم ذات التأثير الكبير على المؤشر العام، يأتي في مقدمتها أسهم قطاع بتروكيماويات على رأسها سهم «سابك» وكذلك القطاع المصرفي من بينها سهم «مصرف الراجحي».

إلى ذلك، واصلت هيئة السوق المالية في تركيزها على التوعية الاستثمارية للأطفال من خلال زيادة التثقيف المالي حينما أعلنت أمس عن إصدار العدد الثاني من مجلة «المستثمر الذكي» الذي شارك في إعداده نخبة من المختصين في علم النفس وعلم الاجتماع وشؤون الأسرة، فضلا عن المتخصصين في الشأن المالي والاستثماري.

وتستهدف المجلة خلق أساسيات للوعي الاستثماري لدى الأطفال، حيث تحتوي على قصص توعوية استثمارية مكتوبة بلغة مناسبة لسن المستهدفين ومزودة بصور ورسوم مناسبة في 30 صفحة ملونة. ويركز العدد الثاني بشكل عام على سياسة التوفير، حيث ضم 11 موضوعا توعويا لتحقيق هذا الهدف بطريقة تناسب الفئة المستهدفة.

وفي الموضوع الأول، يقف الطفل على تجربة طارق الذي يتعلم من جده كيف يحافظ على أغراضه وجمع ما تبقى من الريالات في صندوق خاص أو حصالة.

وفي باب «أفكار» تقدم المجلة نصائح للطفل لمساعدة والده على الادخار المالي والترشيد الاستهلاكي، وتتعلق النصائح بترشيد فواتير الكهرباء والماء، والهاتف، إلى جانب نصائح تتعلق بكيفية التوفير في شراء السلع.

وفي باب «منوعات»، يجد الطفل نصيحة مكتوبة بلغة مبسطة عن «القرش الأبيض في اليوم الأسود»، ترمي إلى التشجيع على الادخار، واستحضرت المجلة سياسة الجمل الذي يمكن أن يطلق عليه «سفينة التوفير».

وتحوي المجلة أيضا إرشادات عملية عن كيفية صناعة الحصالة وإدارتها، ومعلومات تثقيفية حول الحسابات البنكية والفرق بين أوامر السحب وأوامر الإيداع في البنوك. وفي باب «المتسوق الذكي» نصائح للطفل مكتوبة بطريقة مركزة وسلسة في كيفية التسوق من حيث الزمان والمكان المناسب لشراء الاحتياجات بما يضمن الحصول عليها بأسعار تفضيلية.

وتستخدم مجلة «المستثمر الذكي» في الإصدار الثاني 3 آليات لضمان التواصل الناجح مع فئة المستهدفين وهم الأطفال، وهي القصة الكرتونية القصيرة، السرد التعليمي المركز والمختصر، وأسلوب المسابقات الترويحية الخفيفة.

ويختم الطفل مهند مجلة «المستثمر الذكي» بحصة في الرياضيات تقوده إلى معرفة أن شراء الاحتياجات بالجملة يمكن أن يوفر مزيدا من المال.

وتهدف هيئة السوق المالية من إصدار هذه المجلة إلى رفع الوعي الاستثماري لدى النشء باعتبارهم مستثمرين متوقعين لاحقا في سوق المال، حيث إن الوعي سيدعم قراراتهم الاستثمارية السليمة ويساندهم في قياس المخاطر.