«بي إن بي باريبا»: قطر والسعودية والبحرين الأكثر نموا بين دول الخليج

الرئيس الإقليمي لـ «الشرق الأوسط» : دبي بحاجة إلى وقت أكثر للتعافي من غيرها

TT

توقع بنك «بي إن بي باريبا» أكبر المصارف الفرنسية أن تتصدر دولة قطر الدول الخليجية لجهة نسبة النمو فيها خلال العام الحالي، متوقعا أن تبلغ نسبة النمو في دولة قطر خلال العام المقبل 16 في المائة، لافتا إلى أن كلا من المملكة العربية السعودية والبحرين وأبوظبي ستحظى بمستويات نمو تتراوح بين 4 إلى 5 في المائة.

وتوقع في ذات الوقت أن تستغرق دبي وقتا أطول للتعافي من تداعيات الأزمة على اعتبار أنها أكثر المتضررين، فيما اعتبر البنك أن الإمارات سوق مهمة جدا بالنسبة له، مشيرا إلى أن المنطقة تأثرت بالأزمة ولكنها عادت بسرعة إلى الانتعاش كما حدث في قطر والسعودية وأبوظبي، مؤكدا أنه حافظ على التزاماته مع عملائه في المنطقة خلال فترة الأزمة.

وقال جان كريستوف دوران الرئيس الإقليمي لـ«بي إن بي باريبا»، «أعتقد أن دولة قطر ستكون الأكثر نموا بين دول الخليج، مشيرا إلى أنه حتى في مرحلة الأزمة المالية العالمية كانت قطر تحقق نموا يقدر بـ9 في المائة، ولذلك نتوقع أن تحقق قطر خلال عام 2010 نموا قد يصل إلى 15 وربما 16 في المائة».

إلى ذلك أبدى دوران في حديثه لـ«الشرق الأوسط» حماسا لمستقبل النمو في كل من السعودية والبحرين، متوقعا «أن تحقق السعودية نموا سيصل إلى 5 في المائة خلال 2010، وأن تحقق مملكة البحرين نموا سيتراوح بين 4 - 5 في المائة بعد أن كان هذا النمو من 1 إلى 2 في المائة خلال أزمة المال».

في مقابل ذلك توقع المسؤول في البنك أن تشهد الإمارات نموا خلال العام الحالي ستقوده إمارة أبوظبي الغنية بالنفط مقابل تفاوت في نسب النمو في الإمارات الأخرى، مشيرا إلى أن نسبة 4.4% التي تحدث عنها صندوق النقد الدولي «ليست ثابتة»، ففي أبوظبي ستكون أكثر من 4 وفي دبي أقل من 4 في المائة لافتا «إلى أن النسبة الإجمالية لهذا النمو في الإمارات تعتبر جيدة للاستثمار ونشاط الأعمال». وفيما ذا كانت دبي ستشهد عودة إلى النمو، قال دوران «لن نستطيع الحديث عن نمو في دبي الآن، لأنها تأثرت كثيرا بالأزمة، ولكني أرى أنها بدأت تتخلص من تداعيات الأزمة، وبدأ الناس يستعيدون الثقة بالاستثمارات في دبي»، لكنه أشار في ذات الوقت إلى أن «دبي ستأخذ وقت أكثر للتعافي من تداعيات الأزمة أكثر من المناطق الأخرى». وأكد دوران أن بنك «بي إن بي باريبا» حاول دائما أن يحافظ على التزاماته في المنطقة مع الحكومات ومع الأفراد «كنا إيجابيين في التعامل مع الحكومات في المنطقة، من ناحية الحفاظ على تعهداتنا والتزاماتنا حتى خلال الأزمة المالية».

إلى ذلك أكد دوران اهتمام البنك بقطاع الصيرفة الإسلامية، بعد أن افتتح نافذته الإسلامية قبل 7 أعوام تحت اسم «نجمة»، مشيرا إلى أن البنك في حال تطوير دائم لذراعه الإسلامية ولمنتجاته الإسلامية «بدأنا في قطاع الاستثمار في الصيرفة الإسلامية نجمة من 7 سنوات ونقدم المنتجات الإسلامية وإدارة الأصول والصكوك».

وفيما يتعلق تحديدا بالصكوك وما خلفته الأزمة المالية العالمية من تراجع في إصدار الصكوك على مستوى العالم، قال دوران «كان هناك مجموعة من التساؤلات حول واقع الصكوك وبنيتها، ولكن أتوقع أن الصكوك ستحقق نسب أرباح عالية خلال الفترة القادمة». واعتبر دوران أن سوق الصكوك تنمو بسرعة كبيرة، لافتا إلى أن هناك الكثير من المستثمرين يرغبون في الاستثمار في هذا المجال، سواء من داخل المنطقة أو خارجها «فالصكوك استثمار مضمون، وذلك هو سبب الإقبال عليها، ليس هنا فقط، في ماليزيا أيضا وأوروبا وأميركا أصبح لها سمعة جيدة وأصبحت أكثر انتشارا».وفيما يتعلق بالاقتراح الذي قدمته «دبي العالمية» لإعادة جدولة ديونها، قال دوران «دبي العالمية ناقشت موضوع الديون مع البنوك، وبغض النظر عن تفاصيل العرض الذي قدمته لهذه البنوك، فإن الحوار كان بناء وهو أمر جيد أن يتقدموا بمبادرة بغض النظر عن التفاصيل». يشار إلى أن «بي إن بي باريبا» احد المصارف الرئيسية على مستوى القارة الأوروبية. وقد تأسس المصرف في 23 مايو 1999 من خلال اندماج «ناسيونال دي باري» (مصرف باريس الوطني، المعروف اختصارا باسم «بي إن بي») و«باريبا».