ألمانيا وفرنسا تدعوان الاتحاد الأوروبي لتسريع تنظيم السوق

بوضع ضوابط أكثر صرامة لعمليات مثل البيع على المكشوف

TT

أصدرت ألمانيا وفرنسا خطابا مشتركا أمس تحثان فيه المفوضية الأوروبية على تسريع تطبيق قواعدها التنظيمية بشأن مضاربات السوق عالية المخاطر مثل عمليات البيع على المكشوف.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن هناك «حاجة ملحّة» بأن تطبق المفوضية ضوابط أكثر صرامة للسوق بشأن مبادلات الائتمان المعيبة وعمليات البيع على المكشوف. وبحسب «رويترز» ففي رسالة نشرتها الحكومة الألمانية أمس قالت ميركل وساركوزي إنه ينبغي للمفوضية أن تكثف الجهود لفرض لوائح أشد صرامة على مبادلات الالتزام مقابل ضمان على السندات السيادية، وكذلك على البيع على المكشوف واقتراح إجراءات في هذا الصدد خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وقال الزعيمان: «على وجه الخصوص نعتقد أن من الحتمي تحسين الشفافية في مراكز البيع على المكشوف في الأسهم والسندات، لا سيما السندات السيادية». وأضافا: «كما ينبغي أن يمتد عمل المفوضية الأوروبية إلى إمكانية فرض حظر على مستوى الاتحاد الأوروبي للبيع على المكشوف في بعض الأسهم والسندات السيادية، بالإضافة إلى كل أو بعض مبادلات الالتزام مقابل ضمان على السندات السيادية». وكان الزعيمان قد دعيا في الأساس إلى تطبيق مثل تلك الإجراءات في خطاب مشترك صدر في وقت سابق يعود تاريخه إلى 10 مارس (آذار).

وكتبت ميركل وساركوزي أمس أنه «مع الأخذ في الاعتبار آخر التطورات بالأسواق، ندعو المفوضية للتسريع بشكل أكبر وتكثيف هذا العمل».

كانت ألمانيا قد حظرت بشكل مفاجئ الشهر الماضي أنواعا معينة من عمليات البيع على المكشوف وأعدت مشروع قانون لتمديد الحظر على كل أنواع تلك الممارسات التي يقوم المستثمرون من خلالها ببيع أسهم لا يمتلكونها أو حتى لم يستكملوا ترتيبات اقتراضها على أمل تحقيق أرباح من التراجع المتوقع لأسعارها.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية جاءت الخطوة بعد أن امتلأت الصحف الفرنسية والألمانية بتكهنات بشأن نزاع عميق بين الزعيمين، بعد أن ألغت ميركل في آخر لحظة اجتماعا مع ساركوزي الاثنين الماضي متعللة بجدول أعمال مزدحم خلال اليوم الذي كشفت فيه عن خفض كبير في الموازنة. وكتبت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أمس تحت عنوان «هل لا تزال أنجيلا ميركل تثق في نيكولا ساركوزي؟». وقالت إن «من النادر جدا أن يتم إلغاء اجتماع قبل ساعات فقط من حدوثه». وذهبت الصحيفة إلى القول إن «الخلافات بين الجانبين تزايدت خلال الأشهر القليلة الماضية»، وقالت إن «المستشارة الألمانية قلقة على استمرار وجود حكومتها أكثر من قلقها على العلاقات الألمانية الفرنسية».

وقالت صحيفة «فرانكفورتر الجيماينه» الألمانية إن «حقيقة أن برلين لم تحاول تقديم تفسير بشكل سليم للإلغاء (الاجتماع) أو الاعتذار، قد أدى إلى اقتراب ذلك من حدوث أزمة»، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي قد لا يتحمل مثل هذا الخلاف في الوقت الحالي.