أجرى رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أول من أمس (الأربعاء) زيارة ناجحة إلى الجماهيرية الليبية، بهدف دعم العلاقات الثنائية وتطوير التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين لمواجهة الأزمة المالية التي تعاني منها اليونان مؤخرا، وكللت الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتطوير آفاق التعاون الاستراتيجي بين الجماهيرية العظمى واليونان.
ووقع مذكرة التفاهم في طرابلس أمين اللجنة الشعبية العامة للتخطيط والمالية عن الجانب الليبي، ووزير الخارجية اليوناني بالإنابة ديمتريس دروتساس عن الجانب اليوناني. ونصت المذكرة على إعداد مجموعة من الوثائق لتطوير وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، منها اتفاق بشأن الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية وضمان الاستثمار، واتفاق إطاري للتعاون الاستراتيجي.
وتهدف مذكرة التعاون بين اليونان وليبيا إلى الاستثمار في مجال الطاقة، والطاقات المتجددة، والاستثمار في القطاع المصرفي، بالإضافة إلى مجالات السياحة والربط السياحي بين مدن الجبل الأخضر ومدن جزيرة كريت، وإقامة منتجعات ومراس بحرية في المنطقة، والاستثمار المشترك في مجالات النفط والغاز، والمواد الغذائية، والصيدلانية.
وأثناء زيارة باباندريو إلى طرابلس التي استغرقت يوما واحدا، بحث الزعيم الليبي معمر القذافي مع رئيس الحكومة اليونانية باباندريو إمكانية تطوير التعاون بين البلدين ودعمه وتوسيعه إلى أبعد مدى، كما استعرض القذافي مع ضيفه اليوناني عددا من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك من بينها الوضع بمنطقة حوض البحر المتوسط والأوضاع في الأراضي الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة في ليبيا أن العلاقات الليبية - اليونانية تشهد تطورا كبيرا من خلال الاتفاق مع اليونان على جملة من النقاط التي من شأنها المساهمة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات، مشيرا إلى أن خلال 3 أشهر سوف يكون التعاون اليوناني الليبي في أحسن الأوضاع، وأوضح أن العمالة اليونانية سوف تكون لها الأولوية في العمل بالجماهيرية، خاصة في مجالات التعليم والصحة والعمالة الفنية الأخرى.
وفي تصريح للمدير المساعد لإدارة التعاون باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، ذكر أنه قد تم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ ما تضمنته هذه المذكرة ووضع بنودها في صيغ ثنائية على أن يسعى الجانبان للتوقيع عليها في أقرب الأوقات. وتأتي زيارة باباندريو لليبيا والنقاش مع المسؤولين الليبيين في إطار إمكانية تعزيز العلاقات الاقتصادية، خاصة بعد وعود ليبيا بمساعدة اليونان في الخروج من أزمتها المالية، حيث وعد بذلك البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة الليبية أثناء زيارته لليونان قبل أيام، موضحا أن هناك إرادة سياسية ليبية بمساعدة اليونان ونشلها من أزمتها المالية.
وأشار المحمودي إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعت بين البلدين الأربعاء تعد خريطة طريق للتعاون بينهما خلال الفترة المقبلة، موضحا أن المذكرة تناولت جملة من النقاط أهمها كيفية التوقيع خلال المرحلة القادمة على اتفاق استراتيجي لشراكة بين الجماهيرية واليونان، وأن الاتفاقية تشمل جملة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وأهمها زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة والتنمية البشرية من تعليم، وصحة وغيرها.
وأوضح رئيس الوزراء الليبي أن المذكرة شملت كذلك مجالات التنقل وتسهيل الإجراءات بين البلدين من خلال إجراء جملة من التسهيلات بمنح التأشيرات، والاتفاق على كيفية زيادة زيارات المجموعات السياحية بين البلدين، وربط اليونان والجماهيرية بكابل بحري للاتصالات سوف تقوم بتنفيذه شركات يونانية، سيسهل وسيلة الاتصالات بين البلدين وبين أوروبا، ومن ليبيا إلى بقية دول العالم وعلى رأسها القارة الأفريقية.
ونوه المسؤول الليبي إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات تتعلق بالازدواج الضريبي وبحماية وضمان الاستثمار، ومشاركة الشركات اليونانية في المشاريع التنموية التي تقدر قيمتها في حدود 200 مليار دولار، كما أبدى البغدادي المحمودي رغبة في إيفاد عدد كبير من الطلاب للدراسة بالجامعات ليونانية.