كشف مسؤول دبلوماسي إيطالي لدى السعودية عن أن إيطاليا تسعى حاليا لدفع حركة التجارة مع السعودية في العام الحالي، مفصحا عن زيارة مرتقبة لوزير الصناعة بهدف تعزيز الحركة التجارية مع المملكة، ستكون قبل نهاية العام الحالي.
وتزامن هذا التحرك مع إعلان «فيرساتشي» العالمية عن توسيع أعمالها في منطقة الخليج بإطلاق أول متجر لها في السعودية، بعد أن أكدت دراساتها قدرة استهلاكية عالية لسوق الملابس والإكسسوارات في العاصمة السعودية الرياض.
وأفصح أوجينيو داوريا السفير الإيطالي لدى المملكة أن العلاقات التجارية والاستثمارية تشهد تقاربا كبيرا، مشيرا إلى أنها في تنام مستمر، خاصة عقب زيارة رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني إلى المملكة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ومباحثاته الاقتصادية آنذاك مع الجانب السعودي.
وكشف داوريا في تصريحات أطلقها عقب افتتاحه أول من أمس متجر شركة «فيرساتشي» الإيطالية في الرياض الذي تملكه مجموعة «القرعاوي» بحضور عدد من المسؤولين في السفارة الإيطالية ورجال الأعمال، أن هناك زيارة مرتقبة لوزير الصناعة بهدف تعميق الحركة التجارية بين البلدين.
ووفقا لآخر الإحصائيات، يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 33 مليار ريال (8,8 مليار دولار) منها 5,6 مليار دولار واردات إيطالية من السعودية و3,2 مليار دولار صادرات إيطالية للسعودية للعام الماضي، ويعمل في السعودية نحو 80 شركة إيطالية.
ولفت السفير الإيطالي إلى أن أبرز مشاريع الاستثمار المشتركة الإيطالية - السعودية، مصنع للأنابيب الحرارية في المنطقة الشرقية باستثمارات تصل إلى 450 مليون ريال (120 مليون دولار) وهو عبارة عن استثمار مشترك سعودي - إيطالي، في وقت أكد المخاوف التي تمر بها أوروبا حاليا جراء أزمة الديون والهبوط الحاد في سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة، وأنه جرى ضخ قرابة 750 بليون يورو لمواجهة أي تداعيات أو تفشي لأزمة الديون في دول منطقة اليورو، مشيرا إلى أن بلاده ما زالت في منأى عن أزمة الديون التي تفاقمت آثارها في عدد من الدول بدءا من الولايات المتحدة ومرورا بعدد من دول الاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، أكد عبد الوهاب القرعاوي رئيس مجموعة «القرعاوي» أن عودة «فيرساتشي» للسوق السعودية لافتتاح فرعها بعد توقف دام 10 سنوات، تأتي في ظل اعتمادها الشركة العالمية على اعتبار الرياض سوقا عملاقة توازي استراتيجيتها في افتتاح فروع نخبوية بالمدن الكبيرة في العالم، لافتا إلى أن تكلفة المتجر بلغت 20 مليون ريال (5.3 مليون دولار).
وأبان القرعاوي خلال مؤتمر صحافي أن سوق السعودية حاليا لا تستطيع تلبية حاجة مصانع متخصصة من هذا النوع، نتيجة عدد من العوامل بينها اليد العاملة المتخصصة والماهرة والعلامة التجارية العالمية، إضافة إلى المواد الخام الأساسية غير المتوافرة والمحدودة جدا.
من ناحية أخرى، كشف عبد الوهاب مدخلي نائب الرئيس لمجموعة «عبد الوهاب القرعاوي للتجارة» عن أنه وفقا لآخر الإحصاءات التي بنت عليها الشركة تحركاتها في السعودية وإطلاق أحد أكبر متاجر «فيرساتشي» في العالم، فإن حجم الاستثمار في سوق قطاع الملابس والإكسسوارات في المملكة يصل إلى 70 مليار ريال (18.6 مليار دولار).
ولفت مدخلي إلى أن هناك ارتفاعا في نسبة وعي شرائح المجتمع حيال مستوى الاستهلاك وجودته والتركيز على الأسماء العالمية ذات النوعية، مفيدا بأن العلامات التجارية العالمية بدأت تلبي طلبات في تحقيق منتجات تغطي الاحتياجات اليومية.
يذكر أن شركة «فيرساتشي» هي شركة إيطالية الأصل عالمية الانتشار وتمثل إحدى أبرز العلامات التجارية في العالم، من حيث صناعة الجلديات والإكسسوارات والحقائب والأحذية، كما دخلت بقوة في مجال التأثيث والديكورات والأواني مسجلة بذلك شمولية إنتاج في أعمالها.