لماذا نحتفل ونقول ملك الإنسانية؟

سعود الأحمد

TT

كنا وما زلنا نكتب مقالات نركز في معظمها على الملاحظات وننتقد أداء الجهات التنفيذية.. ونحن ندرك أن حقيقة هذا النقد موجه في النهاية للحكومية، من باب إيصال صوت المواطن للمسؤول. والجميع يدرك (أيضا) أن الملك هو رئيس الحكومة، ولولا مباركته وتأييده ودعمه لهذا التوجه في النقد، لما استمر وتطور. أما عندما تأتي مناسبة، كالذكرى السنوية الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، فإن كل شيء قد يغيب عن الأذهان إلا المحاسن والإيجابيات، لنعيش ونتعايش مع منجزات الخير وهي تتوالى على مملكة المحبة والإنسانية، ونتذكر أمرين: الأول: أن الشكر أمر مندوب إليه، لأن الله وهو أغنى الأغنياء، ومع ذلك يحب الشاكرين. والأمر الآخر: لأنه بالشكر تدوم النعم.

وهذا هو المعنى الحقيقي للتعامل بوطنية إيجابية مع الإيجابيات والسلبيات. كأن نكون في حياتنا العادية كالمقاتل على الجبهة من أجل المصلحة العامة والذود عن حقوق الوطن والمواطن.. لكننا نجد ما نقول لنشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله (أيده الله).. لأننا نعلم أن في ذلك تحفيزا لكل عنصر بشري في هذا الكيان على بذل المزيد من الجهد والعطاء. فما أجمل أن نتذكر المنجزات التي نعجز عن حصرها ضمن باكورة منجزات هذا العهد الزاهر كما ونوعا! ومنها: أن أصبح لدينا عشرون جامعة سعودية ضمن الخيارات المتاحة للشباب السعودي للتعليم الجامعي. وتسعون ألف مبتعث على حساب الحكومة في أرقى الجامعات العالمية. وجهود شاهدة للعيان في ربط مدن ومناطق المملكة والمشاعر المقدسة (خاصة) بشبكة من الطرق البرية والسكك الحديدية. وهذا التربع العلمي الطبي العالمي في مجال فصل التوائم. وما يجري حاليا على قدم وساق على صعيد توسعة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمناطق المحيطة بها والطرق المؤدية إليها من جميع الجهات. لكنني لن أسترسل لأترك الحديث عن المنجزات.. وأتحدث عن خاصية واحدة للملك عبد الله وهي القرب النفسي مع شعبه، التي يجسدها حبه للإحسان كما هو قول الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم/ فلطالما استعبد الإحسان إنسان ولذلك فليس غريبا أن يحصل الملك عبد الله بن عبد العزيز على المرتبة الأولى بين قادة العالم الإسلامي كالقائد الأكثر شعبية وتأييدا، في الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث (بيو) الأميركي Research Center Pew (وللمرة الثانية). وكيف استطاع اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يترشح بعد أن تطابق مع المقاييس التي وضعها واختارها الاستطلاع العالمي كأكثر قائد إسلامي يحظى بثقة في قدرته على اتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة بشأن قضايا العالم. فكم كان مؤثرا ومقربا لنفوس الشعب السعودي ذلك المنظر، عندما شاهد تلك الدمعة تسيل من عين الملك عبد الله وهو يشاهد غرقى سيول جدة، وذلك التعبير البليغ عن الألم الذي عبر به ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز والكلمات الهامسة التي أطلقها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل تأكيدا على محبة أهل جدة. وكم كانت مؤثرة زيارة الملك عبد الله لجازان، يوم أن أصيبت بوباء الوادي المتصدع. وكيف ترك الملك عبد الله هواء غرب أوروبا العليل وباشر بنفسه المشكلة في موقع الحدث. ولذلك، فالشعب السعودي مأخوذ بقلب عبد الله الكبير.. حفظ الله مملكتنا الغالية وسدد الله خطى المليك الغالي ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز.. وولي عهده الأمين سلطان بن عبد العزيز يحفظهما الله. ووفق الله الشعب للعمل والتطور والرقي في جميع المجالات.

* كاتب ومحلل مالي