أوباما يقارن البقعة النفطية في خليج المكسيك بهجمات 11 سبتمبر

الرئيس الأميركي يزور المنطقة المنكوبة قبل إلقاء خطابه من المكتب البيضاوي اليوم

الرئيس أوباما لدى وصوله إلى مطار غلف بورت بولاية ميسيسيبي (أ. ب)
TT

ينشغل الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع بقضية انفجار بئر «بي بي» النفطية في خليج المكسيك، ويظهر اهتماما غير مسبوق بالقضية بعد أن بدا أنها تشكل كارثة أكبر من التوقعات السابقة.

فبينما تتراوح التوقعات الآن بتسرب بين 20 و40 ألف برميل يوميا من النفط في خليج المكسيك وظهور بقع نفطية على سواحل مدن أميركية من لويزيانا إلى فلوريدا، يحاول البيت الأبيض تدارك الموقف بعد أكثر من شهرين من انفجار منصة «ديب واتر هورايزون». وأعلن أوباما في مقابلة نشرت أمس أن تداعيات البقعة النفطية شبيهة بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة، ليظهر مدى أبعاد الكارثة.

وقال أوباما لموقع «بوليتيكو» الإلكتروني: «بنفس الطريقة التي أثرت بها (هجمات) 11 سبتمبر على الطريقة التي ننظر بها إلى ضعفنا وسياستنا الخارجية.. هذه الكارثة ستؤثر على كيف سنفكر في البيئة والطاقة لسنوات كثيرة مقبلة». وفي أول إشارة إلى ربطه بين هذه الحادثة وجهوده لإصدار قانون جديد حول الطاقة والبيئة في الولايات المتحدة، وهو هدف تحدث عنه قبل واقعة انفجار «ديب واتر هورايزون»، صرح أوباما بأنه سيعمل على «المضي قدما بطريقة جريئة في اتجاه يعطينا سياسة طاقة برؤية تنظر إلى المستقبل وهي (الرؤية) التي احتجناها وغابت لفترة طويلة». وحول إذا كان بالإمكان منع حدوث الانفجار، وخاصة أن أوباما وافق بداية العام على توسيع الحفر البحري قبل أن يسحب موافقته على أثر انفجار «بي بي»، قال أوباما: «لست مهندسا، ولكن كلما أعلم المزيد عن هذه العملية، يبدو لي أن هناك مخاطر حتى وإن سار العمل بامتياز». ولكنه أردف قائلا: «لكنني سأقول أيضا إنه لا شك في أن بعض هذه المخاطر كان من الممكن تقليصه». وقد كثف أوباما في الأسابيع الماضية انتقاداته لـ«بي بي» وإلقاء اللوم عليها لوقوع الانفجار، معتبرا أن إجراءات السلامة لم تكن بالمستوى المطلوب.

وستكون هذه من بين القضايا التي يبحثها أوباما مع قيادات من شركة «بي بي» الذين يتوجهون غدا إلى البيت الأبيض لبحث الأزمة بناء على طلب الرئيس الأميركي. وكان مجلس إدارة «بي بي» قد بحث أمس إمكانية تعطيل توزيع الأرباح على مالكي أسهم الشركة، وهو الأمر الذي يطالب به أوباما. كما أنه من المرتقب أن يبحث أوباما مع مديري «بي بي» تأسيس صندوق خاص لتوزيع التعويضات على الآلاف من المتضررين من جراء الانفجار الذي وقع في 20 أبريل (نيسان) الماضي. وأعلنت «بي بي» أن تكلفة تنظيف منطقة البقعة النفطية صعدت إلى 1.5 مليار دولار، في حين تحاول رفع نسبة منع تدفق النفط المتسرب واحتوائه. أعلنت الشركة أنها حاليا تحتوي 15 ألف برميل يوميا من النفط المتسرب، على أمل أن ترتفع الكمية إلى 25 ألفا خلال الأيام المقبلة.

وقبل لقائه مع قيادة «بي بي»، قام أوباما أمس بلقاءات مع مسؤولين محليين في ولاية مسيسيبي قبل أن يتجه إلى فلوريدا حيث يقضي الليلة قبل العودة إلى واشنطن عصر اليوم. وتترقب «بي بي» وأوساط سياسية واقتصادية عدة خطاب أوباما المرتقب مساء اليوم من البيت الأبيض بعد عودته من خليج المكسيك، بعد أن يقضي يومين هناك ويتشاور مع المسؤولين الأميركيين الموجودين على واقع الأرض للتعامل مع تداعيات البقعة النفطية وعلى رأسهم قائد «معالجة حادثة الخليج» من خفر السواحل ثاد ألن. وأكد البيت الأبيض أن أوباما بنفسه اختار أن يكون خطابه الأول من المكتب البيضاوي للشعب الأميركي حول تداعيات الانفجار لتسليط الضوء على شدة الكارثة التي تواجه الولايات المتحدة. وقال نائب الناطق باسم البيت الأبيض بيل برتون: «ما نراه في خليج (المكسيك) كارثة لم نر مثلها في السابق».

وسارعت قناة «فوكس نيوز» بانتقاد تصريحات أوباما التي تقارن بين انفجار «بي بي» وأحداث 11 سبتمبر. وحمل موقعها الإلكتروني مقالا ينتقد أوباما «مقارنة عمل قاتل بحادثة أمر غير معقول». ولفت المقال إلى أن هجمات 11 سبتمبر أدت إلى مقتل 3 آلاف شخص، بينما حادثة «بي بي» أدت إلى مقتل 11 أميركيا وإصابة 17 آخرين. إلا أن أوباما كان يشير إلى الواقع الاقتصادي والنفسي على الشعب الأميركي من الحادثة، فضلا عن تأثيرها من حيث عدد الضحايا.