جامعة الملك سعود تتفاوض مع مستثمرين لتصنيع سيارات في السعودية

في ظل توجه الرياض للتحول نحو الصناعات الاستراتيجية > الجامعة توقع مع العمودي لإنشاء معهد الملك عبد الله للنانو

رسم نموذجي للسيارة «غزال1»
TT

في الوقت الذي تتشكل فيه خريطة الاقتصاد العالمي بدخول لاعبين جديد، وتغير موازين الثقل الاقتصادي حول العالم، بدأت علامات التغير في تأثيرات دول واضحة على الوضع الاقتصادي العالمي.

إذ أعلنت السعودية أمس من خلال جامعة الملك سعود عن دخولها في مفاوضات مباشرة مع مستثمرين بهدف الحصول على الحقوق الحصرية لتصنيع سيارات في السعودية بعد أن دشنت الجامعة أول سيارة تنتج في المملكة بالكامل، والتي عرض نموذجها الأول على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أول من أمس.

وتسعى السعودية إلى التحول إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى في العالم، من خلال مشاريع طموحه تعتمد على الثروة البشرية، وتحول مواردها من ثروات الأرض إلى ثروة البشر، باستخدام مكائن العقول.

وأكدت الجامعة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها ستكتفي بمجالها البحثي على أن تسند منتجاتها إلى مستثمرين يستطيعون تمويل هذه المنتجات وتسويقها في الأسواق المحلية والدولية.

وتأتي سيارة «غزال1»، التي اختير لها اسمها ليتوافق مع الجمال العربي، حيث عادة ما يربط العرب الجمال بالغزال، لتدشن عصر صناعة السيارات في السعودية معلنة استمرار البلاد في التحول نحو الصناعة في ظل النجاح في ترسيخ اسم المملكة العربية السعودية في المجال الصناعي لا سيما في مجال البتروكيماويات التي تدخل في صناعة «الغزال الجديد».

وبتحول السعودية نحو صناعة السيارات ستنضم أيضا إلى دول سبقتها في الدخول لهذا الاتجاه ولم تكن تعرف بشكل موسع سابقا، فقد احتفلت الهند قبل نحو العامين بإطلاق سيارتها الأولى والتي اختارت لها اسم سيارة الشعب، لتدشنها بأسعار تنافسية تستطيع أن تلبي رغبات العملاء بأسعار أقل.

في السعودية يكتفي الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود التي نتج عن مراكزها البحثية سيارة «غزال» بالقول: «إن الرزق في المملكة بدأ يتحول من الأرض إلى العقل البشري، عبر البحث والتطوير».

من جانبه، يكشف الدكتور علي الغامدي وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي عن وجود مفاوضات مع ممولين لبرنامج «غزال1». إذ يشير الغامدي إلى أن الجامعة هي مركز بحثي وتطويري، في الوقت الذي يحتاج إنتاج السيارة بشكل تجاري إلى شركاء ومصنعين.

وقال الغامدي لـ«الشرق الأوسط» إن الوقت حان لدخول الصناعات الاستراتيجية، وإن صناعة السيارة تعتبر واحدة من تلك الصناعات، مبينا أن بداية السعودية في صناعة السيارة تتفوق بمراحل عن بدايات صناعة السيارات في دول تعتبر مصنعة في هذا المجال.

وأبان أنه يوجد بالسيارة نحو 350 قطعة أغلبها تم جمعها محليا، وهو ما سيساعد على استفادة مصانع محلية من توريد القطاع المطلوبة للسيارة، مفيدا بأن ذلك سينعش الاقتصاد بشكل مباشر وغير مباشر، كاشفا أن سعر السيارة سيكون أقل من مثيلاتها بنسبة 20 في المائة.

من جهة أخرى، وقعت جامعة الملك سعود أمس عقد إنشاء مبنى معهد الملك عبد الله لتقنية النانو في وادي الرياض للتقنية، وذلك بتبرع من رجل الأعمال محمد بن حسين العمودي، حيث وقع الاتفاقية الدكتور عبد الله العثمان ومحمد العمودي في مقر وادي الرياض.

ورفع الدكتور العثمان باسم كافة منسوبي ومنسوبات جامعة الملك سعود عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على دعمه اللامحدود ورعايته لجامعة الملك سعود عموما ولمعهد الملك عبد الله للنانو، خصوصا أن مبادرة إنشاء معهد الملك عبد الله للنانو بالجامعة في مرحلتها التطويرية الحالية بدأت من التبرع الشخصي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين لأبحاث النانو لعدد من جامعات المملكة من بينها جامعة الملك سعود التي استجابت لهذا التبرع بإنشاء برنامج النانو.

وذكر العثمان أنه مواكبة لاهتمام خادم الحرمين بتقنية النانو وتطبيقاتها قامت الجامعة بتحويل هذا البرنامج إلى معهد متخصص وتشرفت بموافقة خادم الحرمين على أن يحمل اسمه الكريم تقديرا لدعمه واهتمامه بهذه التقنية التي تعتبر الثورة العلمية والصناعية في العصر الحالي.

كما قدم العثمان شكره لرجل الإعمال العمودي، وذلك لتبرعاته المتعددة لصالح جامعة الملك سعود، والجامعات السعودية الأخرى ومؤسسات المجتمع، حيث تبرع بثلاثة أبراج وقفية في أوقاف جامعة الملك سعود كما تبرع بتمويل خمسة كراسي بحثية للجامعة واليوم يتبرع بتأسيس أهم قطاع في قطاعات البحث العلمي ليس فقط في السعودية ولكن على المستوى العالمي، وكذلك تبرعه للكراسي البحثية في مجال الطب والبترول وتحلية المياه، كما أن العمودي أعلن اليوم عن تبرع جديد وهو سيارتان مجهزتان للكشف المبكر عن أمراض سرطان الثدي، ستصل إلى المريض وإلى من يطلبها في مكانه.

وأوضح مدير الجامعة أن مبنى معهد الملك عبد الله للنانو سيضم أحدث المختبرات والتجهيزات بموصفات ومعايير عالمية لإجراء البحوث التطبيقية والطموحة في مجال النانو، حيث سيقام المبنى علي مساحة 8 آلاف متر مربع، تشمل مبنى المختبرات على مساحة 4 آلاف متر مربع، ومستودعات الغاز على مساحة 1000 متر مربع، ومكاتب الإداريين على مساحة ألف متر مربع، ومناطق محطات العمل على مساحة 1500 متر مربع، ومنطقة خدمات على مساحة 500 متر مربع.

وقال الدكتور العثمان إن المبنى الجديد لمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو سيحتوي على أربعة أنواع من المختبرات هي تصنيع مواد وأجهزة النانو، ودراسة وقياس مواد النانو، ومختبرات النانو الحيوية، ومختبرات المحاكاة والتصميم.

من جهته، أكد محمد العمودي أن تبرعه بإنشاء مبنى معهد الملك عبد الله لتقنية النانو في وادي الرياض للتقنية كان له منطلقات، أهمها أن تقنية النانو تحظي باهتمام بالغ من لدن خادم الحرمين الشريفين، وأضاف العمودي أن تصميم المبنى الجديد لمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو روعي فيه أن يكون ضمن أحدث التصاميم الهندسية العالمية باعتباره مركز بحث وتطوير حيث تمت الاستفادة في تصميم المبنى من التجربة العالمية خصوصا التجارب الرائدة في أميركا وبريطانيا واليابان والصين، وبذلك يضاهي هذا المبنى المعاهد البحثية الرائدة عالميا.

وقال العمودي إن اختياره لجامعة الملك سعود لكي يقدم تبرعه بإنشاء هذا المبنى انطلق من ثلاثة أبعاد، الأول هو علاقته بهذه الجامعة منذ تبرع بأول كرسي بحث للجامعة، حيث لمس التفاني والجدية من الجامعة واهتمامها الكبير بالإسهام في قضايا المجتمع وبناء الاقتصاد الوطني، وتبين لي هذا من خلال اطلاعي على برامجها التطويرية ورؤيتها الواضحة وهو ما دفعه للاستمرار في التبرع للجامعة، وهي ولاشك تستحق ذلك، والبعد الثاني هو إطلاعي على رؤية ورسالة وأهداف المعهد، وقد لفت نظري المجلس العلمي العالمي للمعهد، وهو ليس مجرد مجلس استشاري ولكنه معني بتقييم أعمال المعهد وهو الذي يحدد جودة مخرجاته وهو أمر مهم بالنسبة لي أن يتوجه تبرعه في مكانه الذي يستحقه.

وأشار إلى أن البعد الثالث كان من خلال زيارته لبعض الجامعات العالمية فقد كان يسمع عن جامعة الملك سعود وجهودها الكبيرة في مجال النانو وهذه السمعة الطيبة للجامعة على المستوى العالمي لم تأت من فراغ ولكنها جاءت من خلال رؤيتها الواضحة.