«أرامكو» تعزز حضورها في الأسواق الآسيوية بعد اتفاقية استخدام جزيرة يابانية لتخزين النفط

خبير نفطي لـ «الشرق الأوسط»: الشركة السعودية ترسل رسالة تطمين لأسواق توفر لها 60% من حاجاتها النفطية

TT

مع إعلان شركة «أرامكو» السعودية، عملاق النفط العالمي، عن الاتفاق مع اليابان على تخزين النفط في جزيرة أوكيناوا اليابانية، بدأت السعودية بخطوات واضحة لتعزيز وجودها في السوق النفطية بشرق آسيا.

ويأتي هذا المشروع، بحسب الخبراء، لإيجاد دور معنوي كبير لـ«أرامكو» تجاه عملائها في شرق آسيا واليابان على وجه الخصوص، إضافة إلى أنها خطوة استراتيجية على المدى الطويل، وإن كانت كمية النفط المخزن متواضعة مقارنة بالإنتاج السعودي من النفط أو بحاجة اليابان للطاقة النفطية بحسب ما يشير إليه الخبير النفطي كامل الحرمي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط».

وأضاف الحرمي أن الخطوة التي قامت بها «أرامكو» السعودية - تخزين النفط في اليابان - خطوة تعني أخذ حاجات هذه الأسواق بعين الاعتبار بشكل أكبر، حيث تمثل اليابان ثالث بلد مستهلك للنفط بعد الولايات المتحدة والصين.

وكانت «أرامكو» قد اتفقت مع وكالة الموارد الطبيعية والطاقة في اليابان - من حيث المبدأ - على مشروع تستخدم بموجبه «أرامكو» السعودية مرافق لتخزين النفط الخام في جزيرة أوكيناوا اليابانية، في الوقت الذي ذكرته فيه أنباء عن أن المشروع يعطي لطوكيو الأولوية في استخدام هذا المخزون عند حدوث أي حالة طارئة.

ومن شأن هذا المشروع أن يعزز وجود السعودية في السوق النفطية بشرق آسيا، في حين ستعزز اليابان من خلال هذا المشروع من أمنها الوطني الخاص بالطاقة، حيث تعطي اتفاقية المشروع الأولوية باستخدام هذا المخزون في حالات الطوارئ، وكانت اليابان قد اقترحت هذا المشروع على السعودية في عام 2007.

وبحلول نهاية عام 2010، ستبدأ شركة «سي تي إس» في أوكيناوا بتخزين النفط الخام من «أرامكو» السعودية بما يقرب من 3.8 مليون برميل (600 ألف كيلو لتر).

وتابع الحرمي: «تريد شركة (أرامكو) إرسال رسالة تطمين للأسواق الآسيوية التي تحصل على 60 في المائة من حاجاتها النفطية من النفط السعودي»، وأضاف «(أرامكو) السعودية لديها استثمارات في اليابان في محطات الوقود، كما أنها تمتلك حصة في مصفاة (شوا شل)». وقالت «أرامكو» أمس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن هذا المشروع سيوفر، لقربه من العملاء الرئيسيين، في اليابان وآسيا بشكل عام، كثيرا من المصالح المشتركة، حيث إنه سيدعم قدرة «أرامكو» السعودية على توفير إمدادات النفط الخام لعملائها التجاريين في شمال وشرق آسيا، ويعزز أواصر العلاقات القائمة بينها وبين عملائها منذ زمن بعيد، ويؤكد التزامها لكونها مصدرا موثوقا للإمدادات النفطية يعتمد عليه على المدى الطويل. وأضافت «أرامكو» قولها إن هذا المشروع يوفر لليابان مرافق التخزين المحلية وسيسهم في زيادة موثوقية الإمدادات النفطية في حالات الطوارئ.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية قولها في بيان لها إن وكالة المصادر الطبيعية والطاقة اليابانية وشركة «أرامكو» السعودية وافقتا على أسس ومبادئ مشروع تستخدم وتنتفع بموجبه شركة «أرامكو» من منشآت لتخزين النفط الخام في جزيرة أوكيناوا اليابانية.

وأكد بيان الوزارة قوله إن البلدين - السعودية واليابان - سينتفعان من هذا المشروع، كاشفا عن أن اليابان ستبدأ بتخزين 3.78 مليون برميل من النفط الخام الخاص بشركة «أرامكو» بنهاية العام الحالي.

من ناحية أخرى، ارتفع النفط أمس فوق 76 دولارا للبرميل، مستمدا بعض الدعم من توقعات بانخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، لكنه لا يزال يوجه ضغوطا بعد أن أظهر خفض تصنيف الديون السيادية لليونان مدى حدة الأزمة في منطقة اليورو بحسب ما ذكرته «رويترز». وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 78 سنتا إلى 75.90 دولار للبرميل، مقارنة بأعلى مستوى سجلته في 19 شهرا حينما تجاوزت 87 دولارا للبرميل في أوائل مايو (أيار)، كما سجلت عقود أقرب استحقاق لمزيج برنت 99 سنتا إلى 76.19 دولار للبرميل. إلى ذلك، أظهرت بيانات كشفت عنها «أرامكو»، أمس، تراجع إنتاجها بنحو مليون برميل يوميا في 2009 قياسا إلى العام السابق، حيث قادت السعودية جهودا منظمة «أوبك» لكبح الإنتاج، وقالت الشركة في مراجعة سنوية صدرت يوم الثلاثاء إن إنتاجها من الخام بلغ 7.9 مليون برميل يوميا في 2009 انخفاضا من 8.9 مليون برميل يوميا في 2008، كما ذكرت «رويترز». وكانت «أوبك» قد تعهدت بخفض الإنتاج 4.2 مليون برميل يوميا في أواخر 2008 مع انحدار الطلب العالمي على النفط في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي. وتحملت السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، عبء الجانب الأكبر من تخفيضات الإنتاج. وتراجعت صادرات «أرامكو» من الخام من 6.88 مليون برميل يوميا في 2008 إلى 5.65 مليون برميل يوميا في 2009.