مسؤول نفطي لـ «الشرق الأوسط»: ليبيا تشعر بالقلق من التذبذب المفاجئ لأسعار النفط

شكري غانم: المضاربات وعدم التيقن أهم أسبابها

TT

قال الدكتور شكري غانم، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، في ليبيا إن بلاده تشعر بالقلق نتيجة لما أسماه بالتذبذب المفاجئ صعودا وهبوطا في أسعار النفط، مرجعا هذه التقلبات الفجائية إلى المضاربات وحالة عدم التيقن في السوق العالمية.

وأبلغ غانم «الشرق الأوسط» في تصريحات عبر الهاتف من العاصمة الليبية، طرابلس، أن هذه التقلبات بدأت في السنوات الأخيرة لكنها باتت واضحة أكثر منذ شهرين، مشيرا إلى أن التقلبات التي تحدث في السوق النفطية هي تقلبات سريعة وتجعل من الصعب حتى الحكم عليها.

وأوضح أن الأسعار ارتفعت من شهر إلى 87 دولارا أميركيا للبرميل، وبعد أسبوعين انخفضت إلى 66 دولارا، أي أكثر من عشرين دولارا في أسبوعين، ثم ارتفعت لاحقا لكي تبقى في منتصف السبعينات.

وأضاف: «وجود هذا التذبذب الكبير الناتج عن المضاربات وعدم التيقن في السوق والأوضاع الاقتصادية العالمية ووضع الدولار واليورو كل هذا جعل من الصعب على منظمة (الأوبك) أو أي مراقب أن يتخذ موقفا بشكل أو بآخر».

وتابع: «الحركة متقلبة وليست في اتجاه واحد، إنها تغيرات حادة تتطلب متابعتها. ونحن ندعو - كما في السابق - الدول إلى الحفاظ على التزاماتها واحترامها».

واعتبر غانم أن من شأن هذه الحالة أن تفرض منهجا من الترقب على الدول المنتجة للنفط والمصدرة له، وقال: «إلى الآن لا نستطيع اتخاذ سياسة معينة لهذا التذبذب في الصعود والهبوط، الرؤية معتمة والتقلبات مفاجئة، ونحن نتابع السوق ساعة بساعة إن لم يكن لحظة بلحظة، ونطالب الدول الأعضاء في منظمة (الأوبك) بالالتزام بالسقف المحدد».

وعلى الرغم من أن غانم استبعد أن تشمل العقوبات التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية لفرضها على إيران بسبب الجدل حول طبيعة برنامجها النووي، النفط، فإنه لاحظ أن العقوبات لو شملت مقاطعة النفط الإيراني فإن هذا سيؤثر بصورة سلبية وإيجابية، حسب وجهة النظر، لافتا إلى أن هذه المشكلات طبيعية بسبب قلة العرض وارتفاع الطلب ومشكلات كثيرة في السوق.

وقال إلى الآن العقوبات لا تشمل النفط لأن إيران تنتج ما يزيد على 3.5 مليون برميل يوميا، وإذا خرجت ستخلق وضعا حرجا من السوق، والعقوبات لا تحل مشكلات، ولن تؤدي إلى أي نتيجة بل إلى المزيد من التوتر، على حد قوله.

وانخفضت، أمس، أسعار النفط لتحوم دون 77 دولارا للبرميل، بعدما أسهم ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، في إخماد الإقبال على المخاطرة فيما يتعلق بشراء السلع الأولية.

وأظهرت البيانات الأسبوعية الصادرة عن معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الأميركية قفزت إلى 579 ألف برميل في الأسبوع حتى 11 يونيو (حزيران) الحالي، كما ارتفعت مخزونات منتجات النفط بشكل عام.

لكن منظمة الدول المصدرة للنفط، أشارت في المقابل إلى أن متوسط أسعار سلة خامات «أوبك» القياسية سجل انخفاضا وصل إلى 73.17 دولار للبرميل الواحد.

ويأتي هذا المعدل أقل من متوسط أسعار سلة الخامات المسجل يوم الاثنين الماضي، الذي بلغ 73.35 للبرميل الواحد.

إلى ذلك تم، أمس، التوقيع على العقود التنفيذية الخاصة بربط المواقع والحقول النفطية في منطقة حوض سرت في ليبيا بمنظومة اتصالات الجيل القادم (إن جي إن).

وتم توقيع هذه العقود بين شركة «الجيل الجديد» للاتصالات والتقنية، وشركات الخليج العربي للنفط، و«مبروك» للعمليات النفطية، و«الواحة» للنفط، و«الهروج» للعمليات النفطية، و«مليتة» للنفط والغاز، و«الزويتينة» للنفط، و«فينتر سهال ليبيا».

وتتضمن هذه الخدمات توفير خدمة الهاتف الجوال، وخدمة الثريا، وخدمة المحطات الهاتفية الطرقية.

يشار إلى أن منظومة اتصالات الجيل القادم (إن جي إن) هي إحدى المنظومات الحديثة التي توفر أفضل الخدمات في مجال الاتصالات والتقنية الحديثة من خلال شبكة موحدة واسعة النطاق باستخدام كابلات الألياف الضوئية. وأوضحت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان لـ«الشرق الأوسط» أن هذه العقود تستهدف تطوير خدمات الاتصالات والتقنية المعلوماتية بين الحقول والمواقع النفطية في حوض سرت بمسافة تبلغ نحو 980 كيلومترا.

وقال مدير عام التخطيط والمعلومات، إن هذه العقود تأتي استكمالا للعقود التي أبرمت مع شركة المدار خلال شهر أبريل (نيسان) من عام 2007، التي تم بموجبها توفير خدمات الاتصالات لشركة «المدار» في بعض الحقول والمواقع النفطية التابعة للمؤسسة. وأشاد بمساعي الدكتور محمد القذافي، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، لتوفير أحدت التقنيات المتعلقة بمجال الاتصالات وتقنية المعلومات لتكون ليبيا في مصاف الدول المتقدمة والمستخدمة لأحدث التقنيات.

من جهته كشف مدير عام شركة «الجيل الجديد» للتقنية، المهندس مفيد الدباشي، أن التكلفة الإجمالية لهذه العقود تصل إلى 26 مليون يورو، مشيرا إلى أنها تهدف إلى ربط المواقع والحقول النفطية بعضها ببعض بواسطة كابلات الألياف الضوئية، وبطول يصل إلى قرابة ألف كيلومتر باستخدام منظومة الجيل القادم (إن جي إن) التي توفر أفضل الخدمات في مجال الاتصالات بالصوت والصورة والبيانات والمعلومات.