الكونغرس الأميركي يتهم «بي بي» بالمخاطرة بالأرواح من أجل الأرباح

نائب من تكساس يثير غضب البيت الأبيض لاعتذاره عن خسائر الشركة النفطية

TT

وجه الكونغرس الأميركي اتهامات شديدة ضد شركة «بي بي» وحملها مسؤولية انفجار منصة «ديب واتر هورايزون» قبل شهرين مما أدى إلى تدفق الملايين من الغالونات من النفط في خليج المكسيك. وخلال جلسة صاخبة للجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي، قدم رئيس اللجنة بارت ستوباك تقييما للشركة قائلا إن مديريها حصلوا على «إشارات إنذار» بالمشاكل المتعلقة بالبئر. وأضاف ستوباك أن مسؤولي «بي بي» «اتخذوا قرارت وضعت الأمن جانبا مقابل تقليص التكاليف وتوفير الوقت».

وجاءت الاتهامات ضد «بي بي» في لجنة لبحث أسباب انفجار البئر النفطية في خليج المكسيك، وكان الشاهد الوحيد فيها الرئيس التنفيذي للشركة توني هايورد الذي واجه الكثير من الانتقادات.

ولمدة أكثر من ساعة جلس هايورد أمام اللجنة من دون إدلاء شهادته والاستماع إلى تصريحات غاضبة من أعضاء اللجنة قبل أن يعطى فرصة الإدلاء بشهادته ومن ثم الرد على أسئلة أعضاء الكونغرس. وقال عضو الكونغرس مايك روس إنه «من الواضح أن (بي بي) وضعت الأرباح قبل الأرواح». وطالبت عضو الكونغرس دونا كريستستان بالتعلم من الحادثة والأخطاء التي حدثت قبل انفجار البئر: «هناك جهات أخرى تتحمل المسؤولية.. القطاع النفطي لم يضع الآليات للتعامل مع أسوأ الاحتمالات».. «يجب تعلم الدروس». وقال عضو الكونغرس بورجيس: «مسؤولون من (بي بي) اتخذوا قرار عدم وقف الحفر عندما كان من الواضح بأنه من الخطر مواصلة الحفر، ولهذا تتحمل (بي بي) المسؤولية»، بينما اتهم هنري واكسمان هايورد بـ«عدم المبالاة لنصائح المهندسين».

وكانت تصريحات ستوباك شديدة، قائلا: «إنني قلق من أن ثقافة الشركة من الرئيس التنفيذي هايورد إلى رئيس (بي بي) في أميركا لامار ماكي.. تعكس استعدادا لتقليص التكاليف واتخاذ مخاطر أكبر».

وعند بدء هايورد شهادته، أثارت متظاهرة ضجة وهي تصرخ «عليك أن تذهب إلى السجن، أنت تكذب». وبقيت المتظاهرة تصرخ وترفع يديها المصبوغتين كأنهما ملطختان بالنفط، مما دفع رجال الأمن إلى طردها من القاعة. وبعد أن هدأت القاعة، بدأ هايورد شهادته بالاعتذار، قائلا: «إنني آسف بعمق للانفجار». وأضاف أنه حضر جنازة العمال الـ11 الذين قتلوا في الانفجار، واصفا حضور جنازة بأنها «لحظة مدمرة». وتحدث عن صندوق التعويضات الذي تم الاتفاق عليه مع الرئيس الأميركي وقيمته 20 مليار دولار. وقال: «قلنا منذ البداية إننا سندفع التعويضات والآن يمكن للشعب الأميركي أن يطمئن بأننا سنفعل ذلك». وبينما تركزت الجلسة على الخطوات التي أدت إلى الانفجار وإجراءات «بي بي» الأمنية، حاول هايورد تسليط الضوء على الإجراءات الحالية لوقف تدفق النفط والسيطرة عليه. وقال: «نحن نقوم بكل ما يمكننا لتأمين البئر ونحن نحفر بئرين نتوقع أن ننتهي منهما بحلول أغسطس (آب) المقبل».

وطالب هايورد الكونغرس بانتظار نتائج التحقيقات الجارية حول الأسباب وراء الانفجار، مشددا على أنه «علينا معرفة ما حدث». وقال إنه «من المبكر التوصل إلى استنتاجات» حول مسؤولية «بي بي»، مطالبا بانتظار نتائج التحقيقات الجارية. وأضاف هايورد: «خلال السنوات الثلاث الماضية أجرينا تغييرات كبيرة حول الأمن»، مشيرا إلى تشديد إجراءات الأمن منذ انفجار «ديب واتر هورايزون».

وذكر رئيس اللجنة ستوباك هايورد أنه يدلي بشهادته تحت القسم، وأعطاه فرصة ليمثله محام، إلا أن هايورد قال إنه سيجيب عن الأسئلة. ولكن عند توجيه أسئلة دقيقة حول الإجراءات قبل انفجار المنصة، اكتفى هايورد بالقول إنه من المهم انتظار نتائج التحقيقات. واحتج واكسمان على هذه الإجابة، معتبرا أن هايورد «يمتنع عن إجابة الأسئلة»، مضيفا: «السيد هايورد أنت ترفض تحمل المسؤولية وهذا أمر غير مسؤول».

وخلال الأسابيع الماضية، أثارت قضية انفجار «بي بي» مشاعر كثيرة في الولايات المتحدة من الحزن لوفاة 11 عاملا على منصة «ديب واتر هورايزون» في خليج المكسيك إلى الغضب العام الموجه ضد «بي بي». إلا أن البيت الأبيض أظهر غضبا شديدا موجها إلى أحد أعضاء الكونغرس أمس، جو بارتون. فبارتون، وهو عضو لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي، قدم اعتذارا لهايورد، قائلا له إنه «يعتذر لما تواجهه الشركة من ضغوط سياسية». وأشار بارتون، وهو عضو مجلس نواب جمهوري يمثل ولاية تكساس، إلى اجتماع قادة «بي بي» مع أوباما أول من أمس، معتبرا أنه «من المخزي ما حدث في البيت الأبيض». وأثار تصريح بارتون غضب الناطق باسم البيت الأبيض الذي أصدر بيانا قال فيه: «ما يثير الخزي هو أن جو بارتون يهتم أكثر للشركات الكبيرة التي أدت إلى هذه الكارثة بدلا من (اهتمامه) بالصيادين وأصحاب الشركات الصغيرة والمجتمعات التي تعاني من تدمير حياة سكانها». وأضاف: «ربما عضو الكونغرس بارتون يعتبر أن صندوقا لتعويض هؤلاء الأميركيين مأساة ولكن غالبية الأميركيين يعلمون بأن المأساة الحقيقية هي ما يعانيه رجال ونساء ساحل الخليج المكسيكي الآن». وطالب البيت الأبيض أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالتنديد بتصريحات بارتون.