الرياض تشهد إعلان تحالف استراتيجي بين شركتين عملاقتين سعودية وقطرية

«المملكة» و«قطر» القابضتان تبحثان فرص استثمارات مستقبلية

الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة «المملكة القابضة» لدى استقباله أحمد السيد، الرئيس التنفيذي لـ«قطر القابضة»، في قصره بمدينة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

انتهت اجتماعات عقدت في العاصمة السعودية الرياض مؤخرا عن توصل شركة سعودية قابضة كبرى وشركة قطرية قابضة كبرى إلى تحالف استراتيجي يهدف إلى الاستفادة من فرص الاستثمارات المستقبلية.

واستقبل الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة» في مكتبه بالرياض، أحمد السيد، الرئيس التنفيذي في شركة «قطر القابضة» والوفد المرافق وسط حضور قياديي شركة «المملكة القابضة» وشركة «روتانا».

وتتزامن هذه التطورات مع ما تشهده العلاقات السعودية - القطرية الاقتصادية من تنام قوي منذ مطلع العام الميلادي الحالي، حيث استضافت الرياض في فبراير (شباط) الماضي، تنظيم تظاهرة اقتصادية سعودية - قطرية كبرى لأول مرة من نوعها بحثت تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين وسبل تدعيمها، تتمثل في فعاليات الملتقى الاقتصادي السعودي - القطري، الذي شارك فيه وفد قطري رفيع المستوى يزيد عدده على 120 رجل وسيدة أعمال برئاسة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة قطر.

وتبنى الملتقى السعودي - القطري حينها فكرة إنشاء بنك سعودي - قطري مشترك يعمل على تمويل مشروعات القطاع الخاص في البلدين، إضافة إلى 9 توصيات لدفع وتعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين أصحاب الأعمال، وسط دعوة بتهيئة البنية التحتية والمناخ الملائم لتدفق وانسيابية الاستثمارات والسلع والبضائع بين البلدين، إلى جانب السعي لدى الجهات الرسمية في البلدين للعمل على إزالة المعوقات والعراقيل التي تحد من تنمية التبادل التجاري بين البلدين.

وكشف بيان صدر أمس عن أن تناول الأمير الوليد وأحمد السيد الوجود الاستثماري محليا وإقليميا ودوليا في عدة قطاعات، منها القطاع العقاري وقطاع الفنادق وقطاع الإعلام، يعزز من رؤية التحالف، لافتا إلى أنه تم تباحث عدة مواضيع على الصعيد الاستثماري والاقتصادي محليا وإقليميا ودوليا وفرص استثمارات مستقبلية، من دون الإفصاح عن ماهيتها أو تفاصيل أخرى.

وتحركت شركة «المملكة القابضة» بإبرام صفقات استثمارية، حيث أعلنت مؤخرا عن صفقة بقيمة 847 مليون دولار بين شركة «المملكة القابضة» ودولة قطر حول شركة «فيرمونت»، بينما تضمن الاتفاق استحواذ «فويغر» على 40 في المائة من شركة «فيرمونت رافلز القابضة الدولية للفنادق» (FRHI) مقابل مبلغ نقدي واعتبارات أخرى.

ووافقت شركة «الديار» القطرية للاستثمارات الفندقية والعقارية المحدودة على إعطاء عقود إدارة مستقبلية لفنادق سوف يتم تحديدها لتصبح إما «فيرمونت» أو «رافلز» أو «سويس هوتلز». كما قامت شركة «المملكة كولوني» في عام 2006 بإتمام صفقة لشراء شركة «فيرمونت» للفنادق والمنتجعات ودمجها مع «رافلز» قيمتها 5,5 مليار دولار. ومعلوم أن لدى الأمير الوليد بن طلال استثمارات كبيرة في قطر عن طريق شركة «المملكة القابضة» في القطاع الفندقي من خلال إدارة فندق «فورسيزنز الدوحة» و«موفنبيك الدوحة»، و«موفنبيك تاور الدوحة»، وفي القطاع المصرفي من خلال مجموعة «سيتي»، بالإضافة إلى فنادق «فيرمونت رافلز» الدولية (FRHI) التي تقوم بإدارة فندق «لو رويال مونسيو» في باريس.

وفي أبريل (نيسان) 2010، حضر الأمير الوليد حفل عشاء اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي 2010 (آفاق 30 عاما جديدة) مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في عاصمة دولة قطر، حين أقيم الحفل تحت رعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وفي 2009، حضر الأمير الوليد بن طلال وحرمه الأميرة أميرة الطويل، حفل العشاء الخيري الثالث لمؤسسة «أيادي الخير نحو آسيا» - «روتا» مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند.

وفي عام 2005، ساهم الأمير الوليد من خلال مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية التي يترأس مجلس إدارتها، في حفل العشاء الخيري الذي أقيم في الدوحة لإغاثة المناطق المنكوبة في آسيا في إطار مبادرة «أيادي الخير نحو آسيا».