رئيس «المركزي الأوروبي»: أوروبا لن تسمح بانهيار دول منطقة اليورو.. ولولا تدخلنا لما كانت هناك بنوك فيها

رئيس المفوضية الأوروبية: اليورو لن يموت لأنه «من أقوى العملات في العالم»

TT

قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس (السبت) في حديث لصحيفة «ايل سولي - 24 أوريه» الإيطالية، إن اليورو لا يمكن أن يموت لأنه «من أقوى العملات في العالم». وعندما سئل حول احتمال ألا تصمد العملة الأوروبية الموحدة إزاء غياب التماسك والتوافق بين اقتصادات دول منطقة اليورو، أجاب باروزو: «إني لا أشاطر هذا الرأي». وأكد أن «اليورو من أقوى العملات في العالم وثاني عملة» عالمية، مضيفا أنه لو نظرنا إلى أسس الاقتصاد الأوروبي «فلدينا مستوى دين أقل من الولايات المتحدة واليابان». وأقر رئيس المفوضية الأوروبية بأن «مشكلات برزت في بعض دول (منطقة اليورو) لكن من مصلحة جميع أعضاء منطقة اليورو والدول التي لا تشكل جزءا منها، أن يكون اليورو قويا ويتمتع بمصداقية». وبحسب «رويترز» لفت باروزو إلى «تصميم القادة الأوروبيين على بذل كل المساعي الضرورية للمحافظة على استقرار اليورو». وعبر عن ارتياحه لقدرة أوروبا «على تبني تدابير ليس لتعزيز ميثاق الاستقرار فحسب، بل أيضا لدفع تصحيح الميزانيات والإصلاحات البنيوية وشفافية النظام المصرفي قدما». وأقر في الوقت نفسه بأن الاتحاد الأوروبي كان «يستطيع التحرك من قبل» الأزمة، معتبرا أنه من «السهل التحليل بعدها». وأضاف: «وجدنا أنفسنا أمام وضع غير مسبوق للعملة الموحدة مع هجمات السوق على ديون بعض الدول التي هي في موقع أكثر هشاشة». واستطرد: «استغرق الأمر بعض الوقت لأننا اتحاد ديمقراطيات وليس لدينا سلطة مركزية تفرض حلولا على جميع الآخرين»، معتبرا أن الأوروبيين بإمكانهم أن يكونوا «فخورين من النتائج والموارد المستخدمة» لحل أزمة اليورو. من جهة أخرى قال رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه في مقابلة مع صحيفة «فيلت ام زونتاج» الأسبوعية الألمانية، إن أوروبا لن تسمح بانهيار أضعف أعضائها تحت عبء ديونها. وذكرت الصحيفة أن تريشيه استبعد احتمال ألا تستطيع اليونان أو إسبانيا أو البرتغال سداد ديونها. وقال تريشيه في مقابلة مع الصحيفة الألمانية: «لن نسمح بحدوث ذلك. لم نخلق معاهدة (ماستريخت) لكي نرجع عندئذ إلى الوراء مرة أخرى». ودافع تريشيه مجددا عن قرار البنك المركزي الأوروبي بإعادة شراء سندات حكومية الشهر الماضي لتهدئة أسواق السندات وخفض تكاليف الإقراض لليونان المثقلة بالديون وغيرها من الأعضاء المثقلين بالمشكلات المالية في منطقة اليورو. وقال: «الوضع كان مأساويا. كانت أوروبا في بؤرة أزمة في ذلك الوقت».

وتسببت الخطوة المثيرة للجدل بإعادة شراء ديون حكومية في إحداث شقاق عميق بين قيادات البنك المركزي الأوروبي وسط تحذيرات من مخاطر على الاستقرار. وانتقد رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه تصرف البنوك في أعقاب الأزمة المالية العالمية بشدة.

وقال تريشيه في تصريح لصحيفة «فيلت ام زونتاج» الألمانية: «لو لم ننقذ هذه البنوك لما بقي منها بنك واحد، لقد رأينا ذلك بأعيننا».

ورأى الفرنسي تريشيه أنه «من غير المفهوم أن يعتقد رؤساء البنوك أن باستطاعتهم الاستمرار كما كان عليه الوضع قبل إفلاس بنك ليمان في خريف عام 2008».

وانتقد رئيس البنك المركزي الأوروبي الأجور والمكافآت المبالغ فيها لمديري البنوك وكذلك توزيع أرباح البنوك التي ليس لها صلة بالاقتصاد الحقيقي على كبار المسؤولين بالبنوك وقال: «هذا لا يتوافق مع قيمنا الديمقراطية».

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية جدد تريشيه دفاعه عن قرار البنك المركزي الأوروبي في التاسع من مايو (أيار) الماضي بشراء سندات حكومية خصوصا في دول مجموعة اليورو التي تعاني من أزمة ديون متفاقمة مثل اليونان والبرتغال وأيرلندا، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات واسعة في ألمانيا.

وقال تريشيه مبررا هذا القرار: «كان الوضع مأساويا للغاية، كانت أوروبا في تلك اللحظة في مركز زلزال الأزمة».

وحمل رئيس البنك المركزي الأوروبي حكومة باريس وبرلين جزءا كبيرا من المسؤولية عن أزمة التمويل المالي الخاصة بالدول، وقال إن هذه الأزمة بدأت قبل ست سنوات عندما خالفت برلين وباريس ميثاق الاستقرار والنمو الأوروبي، مضيفا: «كنت أتمنى أن يكون رد فعل الرأي العام في ألمانيا ساخطا بالدرجة نفسها على مخالفة ميثاق الاستقرار الأوروبي عام 2004 كما سخط على قرارنا بشأن شراء سندات حكومية لدول اليورو المتأزمة.. لقد كانت الحكومات غير أمينة على مدى شهور وأعوام».