أفغانستان تدعو الهند للاستثمار في ثروتها التعدينية

تريليون دولار تقديرات أميركية لقيمتها

اكتشاف المعادن في أفغانستان قد يغير الخارطة الإقتصادية في البلاد («نيويورك تايمز»)
TT

وجهت أفغانستان الدعوة إلى الهند للاستثمار في قطاع التعدين بها، وجاءت هذه الدعوة بعد أيام من نشر التقارير التي تفيد بأن هذه البلاد، التي مزقتها الحروب، تمتلك ثروة غير مستغلة من المعادن تصل قيمتها إلى ما يقرب من تريليون دولار، وهو الرقم الذي يساوي تقريبا قيمة الناتج المحلي الإجمالي في الهند، 1.2 تريليون دولار.

وقام وزير المناجم الأفغانستاني وحيد الله شهراني بتوجيه هذه الدعوة إلى الهند، أثناء زيارته الأخيرة إلى نيودلهي، وكانت الدعوة متعلقة على نحو خاص بالاستثمار في الحديد الخام والنحاس والذهب والفحم.

وقال شهراني: «سنعلن عن تلقي العروض لتنمية مستودعات المعادن خلال الأشهر القليلة المقبلة».

وسعى الوزير الأفغاني إلى مساعدة الهند في تبادل المعرفة والخبرة في قطاع التعدين، إلى جانب المساعدة من المسح الجيولوجي في الهند لرسم خريطة لمواردها. وبالفعل، قامت الهند بتدريب الكثير من الجيولوجيين الأفغان في المنشآت الخاصة بها.

وقال شهراني إن أفغانستان دعت الهند إلى تقديم عروض لتنمية مناجمها من أجل تقديم الموارد لصناعة الصلب في الهند.

وعقدت أفغانستان، التي يوجد بها حاليا حكومة تعتبر صديقة للهند، مؤتمرا حول خام الحديد، وهو إحدى مواد الخام الرئيسية في إنتاج الصلب، في لندن أمس، وتمت دعوة ممثلين من 200 شركة من جميع أنحاء العالم لحضور هذا المؤتمر، بما فيها شركات من الهند. كما حضرت هذا المؤتمر شركات عالمية مثل «ريو تينتو» و«بي إتش بي بيلتون» و«فيل».

وقال الوزير شهراني: «عرض هذا المؤتمر ما لدينا، وإنني على ثقة من أن هناك عددا من الشركات الهندية تريد الاستثمار في هذا القطاع في بلادي».

يذكر أن الهند نفذت بالفعل استثمارات ضخمة في القطاع المدني في أفغانستان من خلال مشروعات البنية التحتية مثل إنتاج الطاقة الكهرمائية، وإنشاء الطرق وإنشاء شبكات الاتصالات. كما يعتزم العلماء من الدولتين عقد اجتماع في شهر يوليو (تموز) المقبل من أجل التنسيق في مجالات مثل استكشاف المعادن والاستشعار عن بعد.

وفي عام 2009، انضمت خمس شركات هندية، بما فيها «جيه إس دبليو ستيل» و«راشتريا إسبات نيغام» و«إيسار» و«فينداتا غروب»، إلى شركات صينية في تقديم عروض لتطوير مناجم الحديد الخام في منطقة هاجيجاك بقيمة 1.8 مليار دولار.

بيد أن فضيحة الفساد التي تورط فيها وزير المناجم الأفغاني السابق، المتعلقة بقبول رشوة قدرها 30 مليون دولار من شركة «سي إم جي» في صفقة «آيناك»، أفسدت عملية تقديم العروض، وانسحب الكثير من الشركات الدولية من الصفقة. وتم عزل الوزير من منصبه، وفي شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2009، علق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي العروض حول مناجم هاجيجاك.

وترى الصناعة الهندية مكاسب كبرى في اكتشاف المعادن في أفغانستان، لكنها لا تزال تتعامل مع الأمر بحذر.

وقال المتحدث باسم غرفة الأعمال في اتحاد الصناعات الهندي: «تشعر الشركات بالقلق من الاستثمار في أفغانستان، نظرا إلى الوضع الأمني».

يشار إلى أن دراسة حديثة أعدها جيولوجيون أميركيون اكتشفت أن أفغانستان لديها احتياطات كبرى من المعادن القيمة أكبر مما كان يعتقد في السابق. وحسب التقديرات، تصل قيمة هذه المعادن المكتشفة حديثا، التي تشمل الليثيوم والحديد والذهب والزئبق والكوبالت والنيوبيوم، إلى ما يقرب من تريليون دولار.

وصرح وزير التعدين الهندي بي كيه هانديك، لـ«الشرق الأوسط» بأن «صناعة التعدين تعد في مرحلة البداية في أفغانستان، وقد سعوا إلى المساعدة من الهند».