العراق يطرح مشروع تشييد مصاف نفطية بتسهيلات واسعة

قد تبلغ تكلفتها 20 مليار دولار

TT

طرحت وزارة النفط العراقية أمس السبت أمام كبرى الشركات العالمية مشروع لتشييد أربع مصاف لتكرير النفط، يتضمن إعفاءات ضريبية وعدم تقييد المستثمر الأجنبي بشريك عراقي.

وقال وزير النفط حسين الشهرستاني، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، خلال ندوة تعريفية بالمصافي الأربع «سيحصل المستثمر على خصم خمسة في المائة من سعر النفط الخام مقارنة بالسعر العالمي، كما أن هناك إعفاءات ضريبية وتوفير الأراضي له والنقل أيضا». وأضاف أن «الاستثمار لن يكون مقيدا. نحن نبحث عن شركاء حقيقيين وبأي نسبة، أي بإمكان المستثمر استثمار المصفاة بشكل كامل أو المشاركة مع عراقي».

وستكون المصافي الأربع في كربلاء بطاقة 140 ألف برميل يوميا، والناصرية 300 ألف برميل يوميا، وميسان وكركوك بطاقة 150 ألف برميل يوميا لكل منهما. وأكد الشهرستاني «نرحب بأي مستثمر يشاركنا بموجب التصاميم الموضوعة».

ويملك العراق ثلاث مصاف حاليا في بيجي والبصرة والدورة، تنتج 550 ألف برميل يوميا بينها 12 مليون لتر من البنزين، و15 مليون لتر من الغاز أويل (الديزل)، وتسعة ملايين لتر من النفط الأبيض (مدافئ المنازل)، بالإضافة إلى كميات كبيرة من النفط الأسود الذي يستغل في تشغيل محطات الكهرباء.

وأضاف أن «العراق سيتحول خلال السنوات الست المقبلة إلى أكبر الدول المنتجة والمصدرة، وكذلك إلى دولة مصدرة رئيسية للمشتقات النفطية». وحضر عدد كبير من ممثلي الشركات العالمية الأميركية والآسيوية.

من جهته، قال أحمد الشماع، الوكيل في وزارة النفط، إن «هذه المصافي ستلبي الاحتياجات المستقبلية للعقدين المقبلين».

وأوضح «هناك أولوية لتشييد مصفاة كربلاء كونها وسط العراق تنقل لها المشتقات من الجنوب والشمال، وتليها ميسان وكركوك، ومن ثم الناصرية». وتابع «من المتوقع أن يكون بعض إنتاج مصافي ميسان وكركوك والناصرية فائضا عن الحاجة المحلية، لكنه سيتناقص مع زيادة الطلب مع مرور الزمن».

بدوره، أكد رئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي أن «حجم المبالغ المحتمل استثمارها في المصافي يبلغ 25 مليار دولار».

ويحتل العراق المرتبة الثالثة عالميا بعد السعودية وإيران من حيث الاحتياطي النفطي المؤكد مع 115 مليار برميل.

وينتج حاليا 2.5 مليون برميل يوميا، يصدر منها نحو 1.85 مليون برميل خصوصا من حقول قرب البصرة في الجنوب.

وقال الشهرستاني إن تكلفة أربع مصافي تكرير جديدة ستضيف نحو 740 ألف برميل يوميا إلى الطاقة التكريرية تقدر بأكثر من 20 مليار دولار.

وستكون خطة المصافي الجديدة مرحلة أخرى ضمن برنامج بمليارات الدولارات لإصلاح قطاع النفط العراقي المتداعي بعد عقود من الحرب والعقوبات والإهمال. وعصف ضعف الاستثمارات بقدرة العراق على إنتاج ما يكفي من أنواع الوقود مثل البنزين والديزل، مما يضطره منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 إلى استيراد الوقود لسد الفجوة بين العرض والطلب المحليين. وقال الشهرستاني إن الوزارة ستكون فكرة أوضح عن التكلفة النهائية للمصافي الأربع الجديدة بعد تسلم دراسات التصميم والجدوى الاقتصادية.

ويملك العراق ثماني مصافي نفط طاقتها 659 ألف برميل يوميا. وهو ينتج بحسب موقع منظمة «أوبك» على الإنترنت نحو 453 ألف برميل يوميا من المنتجات المكررة، ويستهلك 589 ألف برميل يوميا. لكن الشهرستاني قال العام الماضي إن العراق حقق الاكتفاء الذاتي في المنتجات المكررة.

ويعتزم العراق تعزيز طاقته التكريرية إلى 1.5 مليون برميل يوميا في الأعوام الخمسة القادمة، عن طريق بناء مصافي التكرير الأربع الجديدة، وتطوير المجمعات القائمة.