لأول مرة في تاريخها.. سورية تسمح باستيراد الذهب المشغول

المغتربون بدأوا في بيع مقتنياتهم بدل الشراء

TT

سمحت سورية للمرة الأولى في تاريخها باستيراد الذهب المشغول كما سمحت للحرفيين العاملين في مجال صياغة الذهب بالمشاركة في المعارض العربية والعالمية المتخصصة بالذهب والأحجار الكريمة، مما يشكل بداية للسماح بتصدير الذهب السوري المشغول عبر السماح للصاغة ببيع منتجاتهم في المعارض الخارجية.

وجاء هذا القرار محاولة لتحريك حرفة صياغة الذهب التي تعاني من جمود غير مسبوق نتيجة ارتفاع أسعار الذهب من جهة وتداعيات الأزمة المالية العالمية التي أثرت على القسم الأهم من الزبائن وهم المغتربون. ومع أهمية القرار كونه يشكل نقلة غير مسبوقة في بلد يحظر استيراد وتصدير الذهب المشغول بشكل كامل.. فإن القرار في رأي الصاغة لا يلبي طموحاتهم بتحريك المهنة التي نالت نصيبها من التراجع بدليل أن العاصمة دمشق التي كان يعمل فيها 600 ورشة قبل 3 سنوات فقط يعمل فيها حاليا 70 ورشة فقط.

وذكر جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة في سورية «أن القرار مهم لكن إلى حد معين ومحدود.. خاصة أن الاستيراد سيكون مصحوبا برسوم عالية ستزيد من تكاليف بيعه في السوق المحلية، مما يعني أنه لن تكون هناك جدوى اقتصادية في استيراده، خاصة في ظل تردي السوق وارتفاع أسعار الذهب أصلا». موضحا «أن قرار المشاركة في المعارض الخارجية مهم لإيجاد فرص للصاغة السوريين لإطلاع الزبائن والشركات في الخارج على مشغولاتهم، خاصة أن الذهب السوري له سمعة جيدة، إلا أنه كان يفضل أن يكون القرار بالسماح باستيراد وتصدير الذهب المشغول بشكل كامل».

معللا كلامه بالقول «إن الصائغ السوري يعيش في بلد آمن، وبالتالي فإنه سيحرص على حصر أعماله في داخل بلاده وعدم اللجوء إلى التهريب».

موضحا «أن مهنة صياغة الذهب في سورية تعيش في أسوأ مراحلها بعد أن هجرها الكثيرون إلى أعمال أخرى نتيجة تردي السوق وتراجعها بشكل وصل إلى 90% ومع عدم وجود قوانين مشجعة».

آملا أن يشكل السماح باستيراد الذهب المشغول والمشاركة في المعارض فرصة لإنعاش المهنة ولو جزئيا وأن يتبع بقرارات أخرى أكثر تحفيزا.

صارجي توقع «أن يواصل الذهب ارتفاعه دون أمل بالرجوع»، متوقعا «أن يصل سعر الذهب إلى 2000 ليرة سورية لغرام عيار 21 مما يعني تحويل الذهب إلى ثروة حقيقية لمن يملكه وتحول شرائه إلى حلم لمن لا يملك ثمنه».

إلى ذلك قال محمد اسمندر صائغ في سوق الحريقة العريقة بدمشق «إن السماح باستيراد الذهب المشغول والمشاركة في المعارض قد يساعد في تحريك حرفة صياغة الذهب بعض الشيء» ولكن في رأيه «على سورية أن تقلد الدول المجاورة في التعامل مع الذهب سواء بالرسوم المفروضة على الاستيراد وهي 4% أو السماح بالتصدير والبيع الخارجي داخل وخارج المعارض».

وقال «إنه لا يتوقع موسما جيدا للذهب إلا في يوليو (تموز) الذي عاد مع موسم عودة المغتربين والأعراس والسياحة».

مشيرا إلى «أن الكثير من المغتربين بدأوا يلجأون لبيع ما يملكون من ذهب للاستفادة من فرق ارتفاع أسعاره بدلا من الشراء كما كانوا في السابق بسبب تأثرهم بالأزمة المالية العالمية».