2.6 مليار دولار تكلفة تنظيف خليج المكسيك حتى الآن

«بي بي» تواجه موسم الأعاصير الرعدية

عامل يضع أدوات لامتصاص النفط المتسرب في خليج المكسيك (أ.ف.ب)
TT

أعلنت أمس الاثنين شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) أن تكاليف تنظيف خليج المكسيك وسواحل الولايات الجنوبية من آثار التسرب المستمر للنفط من بئرها في خليج المكسيك وصلت إلى أكثر من مليار ونصف مليار دولار. ونفت الشركة أن الزيادة المستمرة في هذه التكاليف واستمرار تسرب النفط جعلا توني هيوارد، كبير المديرين التنفيذيين، يقدم استقالته.

حسب قوانين لجنة تبادل الأسهم الأميركية (إس آي سي)، تقدم الشركة تقارير منتظمة لها. وأوضح تقرير يوم الاثنين الذي كشفته اللجنة أن الشركة تصرف كل يوم مائة مليون دولار لمواجهة كارثة تسرب النفط.

وقال مراقبون وصحافيون إن بداية الأسبوع بهذا الرقم العالي يزيد مشكلات الشركة، ويخفض قيمة سهمها.. وكانت قيمة سهم الشركة ختمت الأسبوع الماضي، يوم الجمعة، بانخفاض ستة في المائة في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك). وتوقع هؤلاء أن تنخفض أكثر بعد التقرير الذي رفعته الشركة أمس الاثنين إلى لجنة «إس آي سي».

يوم الجمعة ساهم خبر مصدره نائب وزير روسي، ونقلته وكالة «نوفوستي» الروسية الحكومية، بأن توني هيوارد سيستقيل، في انخفاض قيمة سهم الشركة أكثر. رغم أن الشركة سارعت بنفي الخبر. واستقرت قيمة السهم على 4.62 دولار.

منذ قبل شهرين تقريبا، عندما انفجر بئر نفط الشركة في خليج المكسيك، انخفضت قيمة الشركة الإجمالية بمائة مليار دولار.

ورغم أن زيادة تكاليف تنظيف خليج المكسيك كانت متوقعة، فإن التقرير الذي رفعته الشركة يوم الاثنين قال إن التكاليف بلغت 2.6 مليار دولار. بينما كانت الشركة قالت يوم الجمعة إن التكاليف 2.4 مليار دولار. لهذا يتوقع أن تساهم زيادة مائتي مليون دولار في التقديرات في مزيد من انخفاض قيمة سهم الشركة.

أوضحت الشركة في تقريرها يوم الاثنين أن زيادة التكاليف كانت بسبب زيادة الصرف على بنود كثيرة، منها: تنظيف الخليج، وحفر بئرين قريبتين من البئر التي انفجرت للوصول إليها من جانبين وإغلاقها. ودفع تعويضات إلى حكومات الولايات الأربع (لويزيانا ومسيسبي وألاباما وفلوريدا) التي تأثرت. ودفع تعويضات للحكومة الأميركية بسبب جهود شرطة السواحل وفرق الإنقاذ وغيرها.

وأشار التقرير أيضا إلى أن الشركة تسلمت أكثر من ثمانين ألف طلب تعويض من أفراد قالوا إن التسرب أثر على حياتهم بصورة أو بأخرى. وقال التقرير إن الشركة دفعت لأكثر من أربعين ألفا من الذين أرسلوا لها هذه الطلبات، وإن ذلك كلفها مائة وثلاثين مليون دولار.

غير أن الشركة تواجه مشكلة أخرى ليست من صنع البشر، ويتوقع أن تساهم في استمرار انخفاض قيمة السهم، وهي أن الصيف هو موسم الأعاصير الرعدية في خليج المكسيك. وأمس الاثنين، قالت ستيسي ستيوارت، متحدثة باسم مركز الأعاصير الرعدية (إن إتش سي) في ميامي، في ولاية فلوريدا، إن إعصار «أليكس» لن يمر فوق بئر تسرب النفط، لكن أمواجه ستكون عالية في منطقة البئر.

وقال مراقبون وصحافيون إن متوسط عدد الأعاصير التي تهب على خليج المكسيك كل صيف تصل إلى عشرين إعصارا، وإن «أليكس» هو أولها (تسمى حسب الحروف الأبجدية الإنجليزية). وعادة، يتسبب الإعصار في أمطار كثيفة وأمواج ترتفع إلى أكثر من عشرين قدما، ورياح تصل سرعتها إلى أكثر من مائة ميل في الساعة.

لكن، لأن إعصار «أليكس» سيتجه نحو ولاية تكساس، لا يتوقع أن يرتفع موج البحر أو سرعة الرياح إلى مستوى يهدد عملية الحفر، رغم أن عمليات النظافة قد تجمد حتى يمر الإعصار.

ولا تشمل الأرقام التي جاءت في تقرير يوم الاثنين عشرين مليار دولار تعهدت الشركة بدفعها إلى الحكومة الأميركية، بعد اجتماع في البيت الأبيض في الأسبوع الماضي، حضره الرئيس أوباما وكبار المسؤولين في الشركة.

غير أن أعضاء من الحزب الجمهوري في الكونغرس قالوا إنهم سيصوتون ضد الاتفاق، متهمين أوباما بأنه يضغط على الشركة أكثر مما يجب. ويقود الحملة ضد أوباما عضو الكونغرس جو بارتون (جمهوري من ولاية انديانا). وكان قال إن ضغوط أوباما وقادة الحزب الديمقراطي على الشركة «سترسل رسالة سلبية إلى الشركات والمستثمرين في مجال النفط وفي غيره».