رئيس الهيئة القطرية للسياحة يعلن التوسع في سياحة المؤتمرات

توقع أن تتعافى سوق السياحة العالمية بعد أزمة 2009 الاقتصادية

أحمد بن عبد الله النعيمي، رئيس الهيئة العامة القطرية للسياحة
TT

أعلن أحمد بن عبد الله النعيمي، رئيس الهيئة العامة القطرية للسياحة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن قطر التي تعمل لتطوير استثماراتها كوجهة رئيسية في الخليج العربي لسياحة المؤتمرات والمعارض، سجلت خلال العام الحالي نموا في حركة الزوار القاصدين الدوحة لأغراض تتعلق بالأعمال التجارية.

وقال النعيمي، إن مجموع الزوار من رجال الأعمال القادمين لأغراض اقتصادية من ضمنها سياحة المعارض والاجتماعات والمؤتمرات تمثل أكثر من 90 في المائة من مجموع الزوار. مضيفا: «لدينا مركز المعارض، كما أن مرافق قاعات المؤتمرات في الفنادق الكبرى شهدت إشغالا كبيرا خلال هذا العام»، مضيفا أن الدوحة شهدت انعقاد عدد من المؤتمرات الإقليمية والدولية في قطاعات متعددة بينها التجارة والمالية والتعليم والطب.

وقال النعيمي إن الحكومة القطرية تمضي قدما لإكمال اثنين من المراكز المتخصصة في إقامة المؤتمرات والمعارض، هما: مركز قطر الوطني للمؤتمرات المتوقع افتتاحه في العام المقبل، ومركز الدوحة للمؤتمرات المزمع افتتاحه في عام 2013.

وقال النعيمي، إن حكومة دولة قطر قامت باستثمارات كبيرة في تطوير المشاريع السياحية في قطر لتصبح وجهة رئيسية في سياحة الأعمال، من بينها إقامة الفنادق الفخمة الجديدة، ومراكز المؤتمرات، وتدشين مطار الدوحة الدولي الجديد، كما قامت بالكثير من الاستثمارات في قطاعات الترفيه. كما طورت الدوحة استثماراتها في قطاع الرياضة لاستضافة الكثير من المسابقات الدولية، بينها بطولة التنس وألعاب الغولف. وسوف تستضيف الدوحة نهائيات كأس الأمم الآسيوية عام 2011، كما دشنت الكثير من المشاريع في قطاع الملاعب الضخمة لدعم ترشيحها لاستضافة كأس العالم 2022. وكشف النعيمي أن الدوحة تخطط لتنظيم ورشة عمل تدريبية متخصصة في الأمن السياحي، بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، وتجمع الورشة متخصصين في مجالي الأمن والسياحة، بما في ذلك الحفاظ على المرافق السياحية، والسلامة، وتوفير الأمن للأعداد المتزايدة من الزوار، والعمل على إقرار خطط لتحقيق التوازن بين الإجراءات المتبعة وتسهيل حركة الزوار. وقال إن هذه الورشة تأتي بمبادرة من منظمة السياحة العالمية لتطوير الموارد البشرية في القطاع السياحي.

ومن جانب آخر توقع النعيمي نموا في حجم السياحة العربية، الذي شهد تعافيا ضئيلا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية 2009، وقال النعيمي استنادا إلى توقعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إن هناك توقعا بنمو اقتصادي عالمي قد يتجاوز 4 في المائة، في حين تتوقع منظمة السياحة العالمية أن يسجل نمو حركة السياحة تبعا لهذا النمو بنسبة تتراوح بين 3 - 4 في المائة. مضيفا أن التعافي العالمي من آثار الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم في عام 2009، والتي أثرت على مختلف القطاعات والصناعات الاقتصادية ومنها صناعة السياحة ما زال تعافيا حذرا وبطيئا لا يتناسب مع التعافي العالمي.

وكان أحمد بن عبد الله النعيمي، رئيس الهيئة العامة القطرية للسياحة شارك في اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي أقيمت في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الفترة من 22 و23 يونيو (حزيران) الحالي. بحضور وزراء السياحة وممثلين عنهم للدول الأعضاء بمنظمة السياحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال النعيمي أمام المجتمعين في صنعاء، إن العالم ما زال يواجه تحديات هامة في مجال نمو السياحة العالمية، وقال إنه من خلال تقرير أمين عام المنظمة العالمية للسياحة، فإن عام 2009 كان أصعب الأعوام على صناعة السياحة العالمية وذلك لما حمله هذا العام من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على صناعة السياحة وما لحقه من تقييد السفر بسبب انتشار مرض «H1N1». حيث انخفضت في ذلك العام معدلات الزيارات إلى أقل من 4 في المائة عالميا. وتعتبر هذه النسبة هي الأسوأ منذ 60 عاما. كما انخفض عدد الذين يسافرون عبر الدول من 950 مليونا إلى 880 مليونا. وانخفضت إيرادات السياحة عالميا بنسبة 6 في المائة، وإن كان هذا الانخفاض مقارنة بباقي انخفاضات إيرادات التجارة الأخرى يعتبر الأقل حيث سجلت القطاعات التجارية انخفاضا بنسبة 12 في المائة.

وقال النعيمي إن تأثير الأزمة الاقتصادية على صناعة السياحة يمتد على مستوى العالم العربي، وإن تقرير المنظمة يكشف عن انخفاض معدلات الزيارات إلى المنطقة العربية أكثر قليلا من الانخفاض العالمي، حيث وصل إلى 5 في المائة. إلا أن الانخفاض في الإيرادات السياحية العربية كانت أقل بمقدار النصف عن نسبة الانخفاض العالمي، حيث وصلت إلى 3 في المائة. وعزا النعيمي ذلك بتعويض انخفاض الزوار من الخارج بنشاط السياحة الداخلية ودورها في سد النقص الذي واجهته صناعة السياحة من السياح القادمين من الخارج.